أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 25

الموضوع: طعــم النـــار ...!!!

  1. #1
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي طعــم النـــار ...!!!

    أعمل بمستشفى خاص ، أحلق بكل الأدوار ماعدا الدور الثالث ، كلما مررت به شعرتُ برائحة غريبة، أسدُّ أنفي لكن يد الرائحة كانت تجذب يدي لأشمها عنوة ..!! أهرب مسرعة حتى لا تلحق بي تلك الرائحة ، تستعمر حواسي ..
    - نعمة ، ماهذه الرائحة الغريبة..؟
    - إنها رائحة حرق ، هذا الدور به ثلاث نساء محروقات ..
    - تعالي .. أعرفكِ عليهن ، لا تخافي .. شكلهن ليس مرعباً ، كما تتخيلين ..
    - لا ، أرجوكِ .. أنا أخاف جداً ، أشعر أني أستنشق رماد جلودهن ..!
    - جبانة .. انتظرينى هنا ، سأعطيهن العلاج وأعود إليكِ ..
    - سمية .. هناك عملية ستُجرى اليوم ، هل ستحضرينها ..؟
    - هل هي ولادة ..؟
    - كلا .. إنها لواحدة من النساء المحروقات، نُزيل عنها الجلد المهترئ ، لينمو جلد جديد ..
    - لن أحضر ، أنا أخاف رؤيتها ..
    تضحك زميلتي ، تذهب ، لتجهز غرفة العمليات ..
    هذه أول مرة أصافح تلك الغرفة المرعبة ، وعلى حين غرة ..
    تدخل المحروقة تسير على قدميها ، تبتسم لي ببقايا ملامحها التي لم تلتهمها النار ، ما أقساها من مخلوق يعبث بمقدرات الناس ، تموت الرهبة ، أمام نظرات الحب التي تشع من عينيها ، لم تستطع النار قتلها فيها ...
    تصعد فوق السرير تبكي ، من الخوف ، أنا أبكي شفقة عليها ، تناشد الأطباء أن يزيدوا نسبة المخدر ؛ حتى لا تضرب رياح الألم جزر صبرها ، يكفي ما فعلته النار بها ..
    تأخذ جرعة المخدر ، لتبقى جسدا يتنفس ، لا هوية ، لا عنوان ، لا رائحة إنسانة تملكه ..
    يلتف حولها الأطباء ، جسدٌ مُلْقى على قارعة حجرة عمليات ، ما أرخص الإنسان ..!!
    بدأ الأطباء ، يسكبون ماء الملح ، يفركون جلدها بمنتهى القسوة ، كأنه طلاء قديم فوق جدران جسدها ، تغني طبيبة ، يمزح طبيب مع صديقه ، يشربون الشاي ، يمزحون بالنكات ، أقف بعيداً أشاهد ، أكاد أتنازل فيها عن رخصتي بأني إنسانة .. ينادي عليَّ طبيب ..
    - تعالي .. هل أنتِ جديدة هنا ..؟
    بدون إجابة .. لم ينتظرها ، اقتربي، أمسكي يديها ..
    أمسك طرف إصبعها ، لأنها بدينة ، ثُقل يديها يجعل جلد إصبعها يخرج في يدي ، أنظر لجلدها الذي ينسلخ بين أصابعي ، أقع بين أيديهم ، فاقدة إنسانيتي .....
    تضيّق الدنيا خناقها علي بغياب الحبيب ، كل من بالمستشفى يضطهدني ، تلتهم حيرتي شبابي ، أرى الأحزان ترفع أعلامها على سفارات جسدي ، وجدت نفسي أحترف لغة الدمع ..!!
    لتضيع زهوَةُ الأشياء في عينيَّ ، تصدأ معادن المعاني ، نفض حزني كل أفراحي ، تتعلم السعادة خيانتي على مضاجع أيامي ، أفر حيث يسيل العذاب ، يصل لمصاف النجوم ، يرتقي فوق سماوات مشاعري ..
    صعدتُ إلى صاحبة الحزن المترهل ، الذي ذاب فوق جدران جسدها ، مع أول حصص البكاء ، دروس الحزن المكثفة ..
    بقدم تخطو للأمام وأخرى تتقهقر ألف مرة ، طرقت باب غرفتها ، أسمع صوتها يدعو الطارق إلى الدخول ، يضرب صوتها أطراف روحي - أرتجف – أرتعد - أفتح الباب ،كأن بالداخل وحشا سيهجم عليَّ ليفزعني ..!!
    - تفضلي .. تعالي ، هل تخافين مني ..؟
    - كلا .. فقط أخاف أن أُقلقكِ ..؟
    - تقلقينني ..؟!! بل تقلقني الوحدة ، النار التي تتراقص حولي هنا ، تخرج لي لسانها ، لأنها سرقت مني كل شيء ، لم يحاكمها أحد ..!! بل تركوها تعيث فساداً ؛ لتلتهم غيري ..
    تدخل جوارحي سيوف الخوف بغمدها ، أمام تلك الإنسانة التي تعاني الأمَرّين ، جمالها - شبابها ، شعورها بالنار - حرارتها ، حتى وإن انطفأت بذوبان مياه جلدها ..
    - هناك .. قطع شيكولاته ، اذهبي خذي منها ..
    - كيف ارتديت ثوب النار ..؟
    تبتسم ، كأن الابتسامة طبيب تجميل أعادت لها بعض ملامحها الجميلة المندثرة ..!!
    أحكي لكِ .. والحزن يقتات من شراييني عمره ، كنتُ شابة أسمع وشوشات السوسنات ، ثناؤه على جمالي ، كان أصدقائي الفرح والسعادة والحب دوماً يجتمعون عندي نتسامر ..
    أختال في ثوبِ الشباب المرصع بالجمال ، رأيته ، يمتطي صهوة نبضه ، معه لوحة أحلامه تنطبق بكل ألوانها على لوحتي ، ضمني كزهرة إلى بستانه ، لنبدأ معاً عصرا جديدا.!!
    بدأ يرتقي سلم المجد في عمله ، كل نجاح له ؛ أوقن أنه نجاح لي ، علقتُ على نوافذنا عنقوداً من السعادة ، تتساقط حباته على عمرنا ..
    بدأ يأخذني معه في حفلاته الكثيرة ، أتعرف على هذا وهذه ، حتى تقابلنا ..
    رئيسه في العمل وسيمٌ ، على قدرٍ كبيرٍ من الوجاهة ، كأنه سلطان أتى من التاريخ ، الجميع يجلس لخدمته ، أولهم زوجي ، أجلس بعيدة في أحد الزوايا ، أنظر لهذا المغرور الذي يتلذذ بما يفلعه معه الآخرون ، كم أغضبني زوجي وهو يُطأطىء رأسه له ، يجلس تحت قدميه كخادم ، عبد ينتظر أوامر سيده ..!!
    تركتُ الحفل .. خرجت للشرفة أنظر للقمر الذي دعاني ، لرحلة خاصة له ، بسطتُ أجنحتي ، رحلتُ إليه ، دقائق ، أجد يداً تجذبني ، أستيقظ من غفوتي بحجرة القمر ، لأجده السلطان ، ترك عرشه وعبيده وأتى .......
    تتحدث .. تبتئس مرة - تتنهد مرات ، كأنها تغوص في بحار الماضي تنتشل منها الذكريات ، تطفو لتحكي ...
    اقتربَ مني المدير .. سألني هل أحبُ القمر ..؟ أخبرته ، وأنا أبتسم وضوء القمر يفترش وجهي ..!! أعترف أمامكَ سيدي أنه حبي الأول ، مالي لا أعشقه ..؟ أقفُ معه بالساعات ، نتهامس ، نتحاور ، لا يفضحنا أحد ، ولا يكون عشقه وصمة عارٍ في جبيني ..!!
    نسيتُ مع من أتحدث ..!!
    عندما تتحدث عن الحبيب ، تنسى من حولك ، تتحدث كأنك تناجيه ..
    - جميل عشقكِ سيدتي ، هل لجأتِ لعشق القمر ؛ لأنكِ لم تجدي على الأرض من يحتويكِ..؟
    سؤاله أربكني ، أعادني لرشدي ، لم أجِبْه ، أفقتُ ، أبحث عن زوجي من خلال نافذة الشرفة ، أجده ينظر إلينا من بعيد - قرأته - كم تدهشني المباشرة في نظراته ، حتى الإسقاط أكتشفه ..!!
    عُدنا لمنزلنا ، يقتله سؤال ؛ عمّاذا كان يحدثكِ المدير ..؟ يتظاهر بأنه لم يرنا ، لم أشأ إخباره ، لتأكله نار خبثه ..! أرتَمي على فراشٍ من الجمر ، وأنا أبتسم بدهاء ..!!
    أنظرُ لتعابير عينيها ، أشعر بفرحها مما فعلته ، جذبتني لمعرفة باقي التفاصيل ..
    عاد من العمل .. سعيداً..!! منحه المدير مكافأة ، سألته .. ما مناسبتها ..؟ قال ساخراً : .. قال لي : اسهر بها اليوم مع القمر ..!! عرفت أنها رسالة وجهها إليَّ المدير ....
    يحدثُ نفسه .......
    - أمن لقاءٍ عابرٍ واحد ، تُعطيني مكافأة ..؟ ألهذا الحد استهوتكَ زوجتي ..؟ يا تُرى ماذا قال لها ..؟ هل أطرى على جمالها ..؟ هل قال لها عبارات غزل ..؟ أكاد أنفجر ..
    من خمس دقائق أحصلُ على مكافأة ..!! ماذا سيفعل معي إن جلس معها يوماً كاملاً ..؟ ماذا تقول هل جننت ..؟ مصلحتكَ تُنسيكَ رجولتك ..؟ كلا ، لن يحدث هذا ، هه ..
    لماذا لا أستفيد من مجرد إعجابه بها ..؟ هل سأظل مرؤوساً وخادماً ..؟ سأترقى سريعاً ، بعدها أهشم عظامه إن تجرأ ، وتحدث معها مجرد حديث ....
    - وفاء .. سأستضيف المدير على العشاء ، انظري ماذا ستفعلين لتحيته ..؟
    - استضفه ، خارج البيت ..
    - كلا .. في بيتنا أفضل ، سيكون اللقاء أكثر حميمية ..
    - بالرغم من رفضي ، كما تريد ..
    لازلتُ أقرؤكَ ، الأنانية تتسلق كل أسوارك ، تقفز من كل نوافذ كيانك ، تتحكم فيك ، حتى تصل لرغباتك تُضحي بكل شيء ..
    زججتَ بأختكَ الوحيدة في زواجٍ فاشل ، مع رجلٍ مزواج ؛ لتشاركه في مشروعٍ تجاري ، لم تجنِ لا أنتَ ولا هو ، بل جنت المسكينة أطناناً من العذاب ..!!
    يأتي الليل .. يصطحب ضيفه الرقيق ، يقدم لي هدية طاقم من الماس ، لم ترتده ملكة ..
    زوجي يبتسم لا أدري ، هل ابتسامة رضاً ، أو ابتسامة حنق عليه ..؟ لم يعد يهمني ، يتعمد الخروج كثيراً ، يدعي أنه يبحث عن أوراق يريد أن يراها المدير ، ما إن يخرج يسألني ..
    - كيف حال عاشقة القمر ..؟ يستطرد ، والله إني لأحسده ، عندما أنظر في وجهكِ ، سؤال يحيرني .. ؟
    - ما هو ..؟
    - من فيكما القمر ..؟
    أحاول الخروج لأرى أين ذهب زوجي ، يمسكني من معصمي ، بمنتهى الرقة ، اجلسي ..!!
    يأتي زوجي خاليَ الوفاض ، يسأله أين الأوراق ..؟ نسيتها ، سأذهب لأحضرها ..
    - هل أنتِ سعيدة مع زوجك ..؟
    - نعم .. سعيدة ..
    - لا أرى أنكِ سعيدة .. !!
    - لماذا ..؟!
    - التي تحب زوجها لا تخونه ..
    - أنا خائنة ..؟!
    - ألا تخونينَه مع القمر ..؟
    أبتسمُ في استحياء ......
    - إنها يا سيدي خيانة مشروعة .. لا يعاقب عليها لا قانون ولا دين ..
    يضحكُ ، ينفتحُ قلبي له ، كأن صوته - ضحكاته جلجلتْ مفاتيح لقلبي ...
    يرحلُ .. لكنه لم يرحل كاملاً ؛ بل وقع منه شيء ، أعتقد أنني رحبتُ به ..
    في شهرين ... ترقى زوجي ، وصل لمنصب مدير مكتبه ، ترقى هو ليكون حارس نبضي الجالس على مدخل شراييني ..!!
    أحببته ، لا تندهشي ، عندما تجدين رجلاً رقيقاً ، يحترم أنوثتكِ ، يراعي مشاعركِ ، وآخر يبيع أنوثتكِ ، يفرط في رجولته ، يضحي بكِ أمام مصلحته ، أيهما تعشقين ..؟
    أستمع .. أكادُ أموت حنقاً على زوجها ، هذا الــ..!!
    أستمع لصديقتي ، أجمع رماد حروفها الذي تنعس تحته نيران خامدة إلى حين ..
    لتكمل حروف النار ، تلفح بها صواوين أذني ..
    عشقته .. كلما ابتعد ولم يَرني ؛ صرخت جوارحه ، زوجي ، لم يتوان أن يستضيفه كثيراً بمنزلنا ، يتركنا معاً ، يخرج ليشتري شيئاً لا نحتاجه ، الأولاد يتركوننا بمفردنا ، صار كأنه واحدٌ من البيت .. يتجول كما يشاء ، بعدما سلمه زوجي مفاتيح حياتنا ..
    هل تعرفين كمَّ البُغض والتقزز من هذا الزوج ؛ الذي يذبح رجولته على أعتاب مصلحته الشخصية ..؟ كرامته تلطخها نذالته ، كرهته ، كلما زاد كرهه ، زاد عشقي للمدير ..
    الآخر يلبي لي أوامر لم آمره بها ، في كل مرة يحضر لي هدية ثمينة ، يحدثني في الهاتف طوال اليوم ، أدمنتُ وجوده وحواره ...
    الآخر يحدث نفسه ....
    - ماذا أفعل ..؟ مالذي جنيته من هذا كله ..؟ يطعنني هو وزوجتي في ظهري ، أنا أرى وأصمت ، هل هذا جُبنٌ ، أم أنها موافقة صامتة .. ترقيّتُ ، نعم ترقيّتُ ..!! ماذا بعد ..؟؟ كنتَ تتمنى أن تصل إلى ماوصلتَ إليه ، وها قد حدث ما رغبته ..
    ينظر للكرسي من بعيد ، سحقاً لكَ .. الجلوسُ عليكَ كلفني كرامتي ، عزتي ، سربلتني بثوب الخزي والعار ، الآن فقط تيقنتُ أنكَ لا تُساوي ما دفعته فيك ..!!
    يذهبُ ليجلسَ عليه ، ينهضُ مسرعاً مرتجفاً ..!!
    - شوكُ المهانة يملأ جوانبك ، لا أستطيع حتى الجلوس عليك ، لماذا فعلتَ هذا بي .. ؟ ماذا فعلتُ بنفسي ..؟ أراه يحدثها وتحدثه ، كأنهما لا يريانِنِي ، كأني هواء ، صوتي خواء ، ماذا فعلتُ لها ، لتفعل بي هذا ..؟ لماذا لم تحترم رجولتي ..؟ لماذا تخونني ..؟ ألستُ أنا زوجها الحنون الرقيق ، من منا المخطىء ..؟
    طبعاً هي ، نعم هي ، كان يجبُ أن تحترمَ زوجها ، حتى وإن تركتهما سوياً ، كان يجبُ أن تحفظني في بيتي ، عِرضي ..
    يصرخ بلا صوت ، يدكّ جدرانَ كيانه ، لن أصمت بعد الآن، ليذهب الكرسيُّ أدراج الرياح .. بصراخ ..
    - وفاء .. هل حدثكِ المدير اليوم ..؟
    أنظرُ له نظرة كلها سخرية ، أنصرفُ من أمامه غير عابئة به ، يشتد غضباً ، يمسكني من يدي ، حتى إن يدي صرخت من قوته ..
    - ألا أُحدثكِ .. ما الذي يحدثُ بينكما ..؟
    - ما الذي يحدث ..؟!!
    - يأتى للمنزل ، وأنا خارج البيت والأولاد بالمدرسة ..
    أنظرُ لهُ بازدراء ، أرى الشيطان ينام على فراش جفنيه مبتسماً ، كأنه يتذوق ثمار ما زرعه في بيتنا من خيانة وفرقة ...
    - أجيبيني .. تخونينني معه ..؟
    - ماذا حدث لكَ اليوم ..؟ هل تتعاطى شيئا ..؟
    أهمُّ بالانصراف من أمامه ، يقترب مني ، يلطمني على وجهي ، أصرخُ فيه ..
    - أنتَ ، أنتَ من فعل هذا ، أحضرته لمنزلنا ، دعوت الشيطان معه ، ليسكن بيتنا ، كُنتَ تعلمُ كلَّ شيء ، كنت تتركنا ، أنتَ تعلمُ أنه يشتهيني ، مصلحتكَ - أناننيكَ أنستكَ رجولتكَ ، كرامتكَ ، تنساها أنتَ أو أتذكرها أنا ..؟
    كنتَ تنامُ على ظهركَ ، طافياً فوق بحر الخيانة ، يكفيك أن تجني لآلئ أعماقه ، حتى إن كانت مدنسةً بالفحش ..!!
    - أنتَ سببُ كُلِّ شيء ، الآن فقط تتهمني ، أني لم أحترم رجولتكَ ، أينَ كانت، وأنت تدعوه كُلَّ يوم ..؟ تتركنا بمفردنا ، تذهب هنا وهناك ، أين كنتَ ، وأنتَ ترى الهدايا التى يُغدقها علينا ..؟ بل أنا من يطلب منكَ ثمن خيانتي لك ..
    يُحدث نفسه .....
    ألهذا الحد صِرتُ ضئيلاً ، أكنتِ تشعرين بكل ما أفعل ..؟!! تخيلتُ أنني الوحيد الذي أرى دناءتي ، أنني الوحيد الذي أمقتُ نفسي ، كيف أحترم نفسي ..؟ كيف لي العيش الآن معها ، وهى لا تحترمني ..؟ كيف أنظرُ في عينيها ؛ أراه داخلهما ..؟!
    الحل ... يجب أن تذهبي بعيداً ؛ حتى أنسى ما فعلتهُ بحقي - حقها ، يجبُ أن أقتلَ نفسي ، ماذا ، ماذا ..؟ أقتلُ نفسي ..!!
    كيف أقتلُ نفسي ..؟ لمن أتركُ منصبي..؟ لزميلي الذي يتمنى أن يرى جثتي ، ليسير فوقها ويجلس على الكرسي .. ماذا أفعل ..؟ السارق يتخلص من أدلة الجريمة ، نعم سأتخلص من دليل جريمتي ..!!
    دقائق مرت .. كأنها الدهر كله ، يفرُ من أمامي مسرعاً ، قتلني الرعب ، قلتُ لعلهُ يُحضر سكيناً ، ليقتل نفسه أو يقتلنا معاً ..
    أرى بيده زجاجة الكحول ، أنظر إليه لم أستطع قراءته ؛ كان غريباً ، لغة عينيه جديدةٌ ، لم أقرأها من قبل ..!!
    يقتربُ مني .. يأمرني بأخذ زجاجة الكحول و سَكبِها على نفسي ، أضحك ساخرة ..
    - سحقاً لكَ .. سأفعل ، لكن كُنْ على يقينٍ ، أن القرف والتقزز منكَ ؛ هو من سيجعلني أفعل هذا ..
    تريد التخلص مني لتنسى قُبح فِعلتك ، والله لن تنساها ، ستظل تطاردكَ مدى الحياة ..
    أسكبُ على نفسي الكحول ، أهدده ، تخيلتُ أن يتراجع ، لم أكنْ أرى ..........



  2. #2
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    أحببته ، لا تندهشي ، عندما تجدين رجلاً رقيقاً ، يحترم أنوثتكِ ، يراعي مشاعركِ
    \

    الخطأ فادح هنا
    الحب لايعني ... رقة في رجولة أو أحترام لانوثة ولا حتى مراعاة لمشاعر

    هذا الخطأ قد تقع فيه الكثير من أشباه الفاتنات ... حين نسي الناس معنى الحب وظنوه كما وصف أعلاه فيخيل لها أن أقتراب رجل من أمرأه مع القليل من فاكهة الكلام الناعم ... قد صار خلطة حب مايلبث أن يتحول الى فراش للشياطين

    الحب له معنى واحد .... هو ... النبل
    مهما رافقت الظروف من ظنوا انهم يحبون وهم يخسرون انفسهم

    الحب من وجهة نظري على الاقل ... هو أن يفعل الانسان شيء في السر فلا يستحي منه في العلانية
    وإن أردتم أن أشرح عبارتي هذه فسأقول :
    اذا لم ترافق روحنا لمشاعرنا مع من نحب ... فلا يمكن البتة أعتبار تلك المشاعر مشاعر حب ... سمها ماشئت المهم لاتلوث معنى الطهر والنبل والعلانية التي ترافق ... مضمون الحب

    \

    الاديبة النجيبة صابرين
    أبدعت في تجريد المعاني التي أقنعت نفسها بها بطلة قصتك حين ظنت جريمة ماتقترفه انه حب

    أشد على يديك أديبتنا أن تتناولي لقطات معتمة قلما أنتبه اليها الادب من فواجع واقعنا حين انساننا المتعب وقد تشوشت عنده تطابق الاسماء على المسميات

    ولو كان الامر بيدي ... لمنحتك جائزة على هذه القصة الرائعة


    بوركت والمداد الناضج
    أديبتنا
    الإنسان : موقف

  3. #3
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    قصة الرعب
    قشر يتقشر من جراء الحروق
    لكن ماذا يزيل جروح الروح
    ارعبني السرد
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  4. #4
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي
    أحببته ، لا تندهشي ، عندما تجدين رجلاً رقيقاً ، يحترم أنوثتكِ ، يراعي مشاعركِ
    \

    الخطأ فادح هنا
    الحب لايعني ... رقة في رجولة أو أحترام لانوثة ولا حتى مراعاة لمشاعر

    هذا الخطأ قد تقع فيه الكثير من أشباه الفاتنات ... حين نسي الناس معنى الحب وظنوه كما وصف أعلاه فيخيل لها أن أقتراب رجل من أمرأه مع القليل من فاكهة الكلام الناعم ... قد صار خلطة حب مايلبث أن يتحول الى فراش للشياطين

    الحب له معنى واحد .... هو ... النبل
    مهما رافقت الظروف من ظنوا انهم يحبون وهم يخسرون انفسهم

    الحب من وجهة نظري على الاقل ... هو أن يفعل الانسان شيء في السر فلا يستحي منه في العلانية
    وإن أردتم أن أشرح عبارتي هذه فسأقول :
    اذا لم ترافق روحنا لمشاعرنا مع من نحب ... فلا يمكن البتة أعتبار تلك المشاعر مشاعر حب ... سمها ماشئت المهم لاتلوث معنى الطهر والنبل والعلانية التي ترافق ... مضمون الحب

    \

    الاديبة النجيبة صابرين
    أبدعت في تجريد المعاني التي أقنعت نفسها بها بطلة قصتك حين ظنت جريمة ماتقترفه انه حب

    أشد على يديك أديبتنا أن تتناولي لقطات معتمة قلما أنتبه اليها الادب من فواجع واقعنا حين انساننا المتعب وقد تشوشت عنده تطابق الاسماء على المسميات

    ولو كان الامر بيدي ... لمنحتك جائزة على هذه القصة الرائعة


    بوركت والمداد الناضج
    أديبتنا

    أخي خليل ..

    للحب أنواع كثيرة

    وهناك حب يجر البعض للهاوية

    وحب أخر يرتفع بالنفس عندما يكون مستقره الروح

    بطلتي دفعها زوجها دفعا لهذا الحب المظلم

    لكن من المخطيء من وجه نظرك

    هى أو هو .....؟؟

    خليل ........

    أكثرت من مجاملتي وهذا ماجعل حرفي يخجل من الرد عليك

    سوى انك تملك قلما قلما نجد مثله فكم الصدق والحب فيه يشي بالكثير

    يامن تعشق بروحك

    سلم مرورك الراقي

  5. #5
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    طعم النار
    من القصص التي تستهويني قراءتها .
    فمعها أقف بمحطات كثيرة وأناقشها وتناقشني ، وأبوح بها لمن يستهويني رأيه لتكملة الحوار بأمرها .

    نعم النفس وأنانيتها ، والطمع وويلاته على من يسلك دروبه ؛ فيتناسي ويغرق دون أن يدري ليفيق على ويلات سكبت نار لن يطفأها ، لإسترجاع الضمير ووخزاته المؤلمة .
    نعم أديبتنا الرائعة ؛ إنه هو القاتل والمقتول ، إنه مريض بالأنا ، وفي المقابل باع من قبل أخته ثم زوجته ، وفي الغد سيبيع لو يقدر أكثر من روحه في سبيل إرضاء الأنا ، إنه مريض نفسي ومع هذا المرض يكون المريض ذو تناقض بين مبادئه وبين رغبات الأنا الصارخة بعميق نفسه .
    وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح بعودة الضمير ولكن لحب الذات الأولوية فيضحى بمن يليه .

    نعم والزوجة إيضا خائنة لنفسها ، قليلة الإيمان ، قليلة الخبرة بأصول دينها وحرمانية الحرام ، فرضخت ولم تستجير بأهلها عندما وجدت منه هذا الإصرار، إنها سلمت نفسها لشيطانها دون وازع أو رادع ديني قوي بنفسها .
    أنها مجرمة في حق نفسها ، وما أصابها هو تغفير يسير من حسابها أمام ربها .
    رحمها الله دنيا وآخرة ، ورحمنا نحن خلقه الضعفاء وهو القوي .

    تحياتي وتقديري أديبتنا الرائعة حد فاق حدود الروعة ذاتها .
    يسعدنا تواجدك بيننا ويشرفنا معانقة حروف إبداعاتك كلها .

  6. #6
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصباح
    قصة الرعب
    قشر يتقشر من جراء الحروق
    لكن ماذا يزيل جروح الروح
    ارعبني السرد

    صباح جديد يشرق بنصي

    الرعب في الأنا التي تجعل الرجل يتنازل عن رجولته

    والمرأة عن احترامها ووقارها

    اسفة للحظات رعب عشتها بنصي

    دمت قريبا لحرفي

  7. #7
  8. #8
    الصورة الرمزية عدنان القماش أديب
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 316
    المواضيع : 61
    الردود : 316
    المعدل اليومي : 0.05

    Smile

    أختي الفاضلة و أستاذتي الكبيرة: صابرين الصباغ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    "الحل ... يجب أن تذهبي بعيداً ؛ حتى أنسى ما فعلتهُ بحقي - حقها ، يجبُ أن أقتلَ نفسي ، ماذا ، ماذا ..؟ أقتلُ نفسي ..!!"

    "تريد التخلص مني لتنسى قُبح فِعلتك ، والله لن تنساها ، ستظل تطاردكَ مدى الحياة .."

    نعم سيدتي أبدا لن ينسي قبح فعلته...

    قصة أكثر من رائعة, كنت أقرأها لأتعلم,
    لكن وجدت نفسي مستمتعا لدرجة أنني نسيت ما جئت من أجله....

    أردت أن العنه
    ندل في كل تصرفاته...حتى عندما أراد أن يتخلص من فعلته...جنا عليها

    أحسنتي أستاذتي.... نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    للعلم, قمت بنشر القصة عن هذه الساحرة الطبية التي تأخذني لعالم الأساطير نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    "ذات العيون الملونة"

  9. #9
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    ياااه يا صابرين ....

    قصة أبهرتني بحق ولا أجد الكلمات التي توصف مدى إعجابي بها

    رائعة يا صابرين رائعة

    سلمت لنا أيتها القاصة المبدعة

    لك خالص حبي وودي والف باقة ورد

  10. #10
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة محمد زقزوق
    طعم النار
    من القصص التي تستهويني قراءتها .
    فمعها أقف بمحطات كثيرة وأناقشها وتناقشني ، وأبوح بها لمن يستهويني رأيه لتكملة الحوار بأمرها .

    نعم النفس وأنانيتها ، والطمع وويلاته على من يسلك دروبه ؛ فيتناسي ويغرق دون أن يدري ليفيق على ويلات سكبت نار لن يطفأها ، لإسترجاع الضمير ووخزاته المؤلمة .
    نعم أديبتنا الرائعة ؛ إنه هو القاتل والمقتول ، إنه مريض بالأنا ، وفي المقابل باع من قبل أخته ثم زوجته ، وفي الغد سيبيع لو يقدر أكثر من روحه في سبيل إرضاء الأنا ، إنه مريض نفسي ومع هذا المرض يكون المريض ذو تناقض بين مبادئه وبين رغبات الأنا الصارخة بعميق نفسه .
    وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح بعودة الضمير ولكن لحب الذات الأولوية فيضحى بمن يليه .

    نعم والزوجة إيضا خائنة لنفسها ، قليلة الإيمان ، قليلة الخبرة بأصول دينها وحرمانية الحرام ، فرضخت ولم تستجير بأهلها عندما وجدت منه هذا الإصرار، إنها سلمت نفسها لشيطانها دون وازع أو رادع ديني قوي بنفسها .
    أنها مجرمة في حق نفسها ، وما أصابها هو تغفير يسير من حسابها أمام ربها .
    رحمها الله دنيا وآخرة ، ورحمنا نحن خلقه الضعفاء وهو القوي .

    تحياتي وتقديري أديبتنا الرائعة حد فاق حدود الروعة ذاتها .
    يسعدنا تواجدك بيننا ويشرفنا معانقة حروف إبداعاتك كلها .
    عبلتي

    تتعثر الحياة دوما بأحجار الأنانية

    فمنهم من يهوى معها

    ومنهم من يخاف الله

    رحمنا الله ورحم الجميع

    عندما تغرس قدم الحياة بوحل الخطايا

    احب مرورك دوما

    فلك عين رحمها الله يوم القيامة تقرأ وتعي

    دمت حبيبة

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. طـــــائر النـــار
    بواسطة محمد الثقفي في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-08-2007, 10:51 AM