.
.
منذُ شوق وأيام ، والمطر في رحم سحابتها يستأذن الهطول وكأن تلك الزخات تستعمرها بانتظار أن تتقاطع معها لتشعل حزنا ً بـ ( كلمة ٍ ) تتمادى في ترحيلها للبعيد الذي لم يحن .. تصر ُّ منذ لقاء على زجّـها كأول منتمية للجرح وكأنك تجهل أن ثمة أرواح لا يتسع لها المكان هي تنتشر بحجم وطن داخلنا ، وكأن مدننا بكل تفاصيلها المنهكة المزدحمة تتكىء على حضورهم ، وأن غيرة تثيرها في جسد الليل إن بقيت معها ، وأنك الوحيد المستطيع على ان تستعيدها من ركامها لتعقد والفرح عهدا ً لا يُنقض تُـودّع معه ألف إستفهام ٍ طبعته على وجه صباحاتها.
يا أنت .. القلب ُ الـ ينتظرك مُرهَـق ، والعين ُ نافذة مشرعة على انهمار ٍ باذخ .. تنهزم وكل الفصول الأربعة تمرها دون أن ترى قطاف الموسم ... عبء انتظارك تحمله على ظهرها وهذا الوطن يتداعى أمامها وصمتك أكثر وصولا ً من صوتك ، وكل يوم تتجدد فيه محاولات اغتيالك اللحظات تتلاشى احتمالات التلاقي ولو حين صدفة .
تلك الأيام الماضية المسكونة برائحة الوصل غرقت وأول الأمواج الهادرة لتترك السفينة كبيت مشرع خال ٍ من الأبواب وتتساءل كيف هي وأنت تبتدع لغة الغياب ؟!
حدثني عن الخريف ورياحه ماذا تفعل بالأشجار ، وكيف هو صوت الناي في الليالي الخرساء ، وماذا يحدث بالأرض إذا غابت أول قطرات المطر .
هذه هي .. أنثى متروكة لقدرها وسط غياب موحش
.. .. وتسألها بعد هذا أن تحيا ؟
ما الحياة والأسئلة تنهش ما تبقّى من روح بها ، والإجابة معلّـقة بين شفتيك؟؟
وما من أحد يتقن التبرير كأنت
خذ قسطا ً من الشجاعة ( وقلها ، ثم ارحل ) دعها تبكي طيلة صمت كامل للدهشة تزرع الحزن في خاصرة قلبها وفي كل ورقة كتبتها لك ، لا تفكر بها بعدك، ودعها تحتفظ بذاك الحيز لك في قلبها تمنحه الدفء كلما اشتاقتك، واسق ِ بأجوبتك عطشها المشتد وهي من تركتك تجتاح نواحي قلبها لتستقر في الأعمق .لا تكن كسراب يحمل العطش الأشد ليخف وقع الهزيمة داخلها فهي تقرأ بقلب اليباس في غياباتك المختارة بعناية
وبعد ..
لم أعد أملك إلا تهدئة قلبها بثرثرة مقيدة بأسطر تمسح قلقا ً علق جبين أيامها وحزنا ً وليدا ً أخشى أن يشيخ داخلها ، ويتلاشى كل الدفء الهاطل من بين أضلعها ..
يا أنت .. قلها ثم ارحل
.
.
منقول (بقـــــايــا ////
*رهـــف*)