الخماسين
قل للذي يشتاق نور الشمس ..... ما طعم الغروب ؟
وأسأله ما لون الندى في الفجر ... ما شكل الهبوب ؟
واحضنه ... علّ الدفء يرسمه نسيجاً من رمال البيد ...
أو ثلجا يذوب .
رمل ربيعي ... والشتا رملٌ .. وصيفي .. أغنيات للهروب .
أوّاه كم أشقى .. وتكتبني الحياة حكاية ...
ضجت فواصلها .. وهَمَّشها العتب .
والشمس تكتبني هباءاً ...
كيف لا يحلو لعيني ... غير أغنية الغضب ؟
سافر ولا ترجع على عجل أيا فصل الخطب .
لم يبكني إلاك يا جمري ... فزغرد للّهب .
واصعد إلى شفقي !!
فإما يحتويك الجرح في نزفي ...
وأما أن تذوب .
لهفي علي ...
بدايتي ونهايتي شفق ونزف
هاك جمري .. ما انطفى ..
هل ترتوي منه الكروب ؟
صفق لعين شاقها إنسانها .
وافرح لفجر لاذ في حضن الغروب .
لا تَحكِني !!؟
صمت أنا ..
والصمت منفاة الشغب .
والريح تسكنني ... لترثيني بملهاة العجب .
خمسون يا وجعي ونيِّف ...
قل .. أيكفيني الغضب؟!
وحرير أمنيتي يسد منافذ الآلام والريح الغضوب
خمسون يا وجعي ونيِّف ..
قل .. أتنساني الدروب ؟
وربيع أغنيتي يصور خطوتي في الرمل صمتاً مرتقب .
خمسون يا جزعي .. ونيِّف .
قل .. أيقتلني الصخب ؟
وشروق أمنيتي ينادي :
أين من كانوا عرب ؟
خمسون يا شجني ونيِّف ..
عاش موتي مرتقب .
وعيون عمري ترتجيني ..
بين من كانوا ... ومن صاروا كياناً يحتسب
جمع حروفي أيها التاريخ ... تكفيك الثقوب .
فتشت في كل الملاحم عن حروفي ..
ها هنا كانوا ..
هنا مروا
هنا زحفوا ..
هنا قرّوا ..
هنا جمعوا ..
هنا جروا ..
هنا شدّوا ..
هنا كروا ..
هنا حطوا على جرحي .. بملح زمانهم حتى يذوب .
**
رعد الزمان حكايتي ثم ارتعب
حيفا حروف من غضب ..
عكا بروج من تعب .
يافا قصور من عتب .
والأمنيات بها تلوب .
يا أيها الملاح عد بي ... شاقني طين الدروب
وتباعدت عني حلب .
رسم الزمان حدود أمنيتي سياجاً من حطب .
وجعي محيط من خطب .
والمجد أغنية تصفق في شرايين النسب
والسيف لعلع في دمي ..
و "الـ ليتَ" تحتل القلوب .
يا أيها الساعي إلى فجر الحياة تهزه بالأمنيات
ترشها فوق الدروب ..
لا تبكني ... إلا إذا الفيتني ..
أمنية تلقى هناك ... ولا تؤوب .
وجعي جفاني ..
ملني حتى النضوب .
وكبى حصاني من جموحي في خيالٍ من شهب
والمجد أسفارٌ طواها العمر في موت الكتب .
يا أيها التاريخ إن لم تحمني من وهم ذاتي .. فالتذب .
خمسون يا زمني ونيِّف من نضوب وشحوب .
لا ألتقي دمعي وقد أودعته الدهر الغضوب .
لا ألتقي جرحي وقد أسلمته ذاتي ..
وذاتي استوطنت فجر الهروب .
والصبر مددني على أبواب ذاتي .. وانسحب
خمسون يا موتي ونيِّف ..
منذ أن سكت الغضب .