أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: مشروع كاتبة قادمة

  1. #1
    الصورة الرمزية ابراهيم الوراق قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 51
    المشاركات : 158
    المواضيع : 38
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي مشروع كاتبة قادمة

    هبت نسائمها من هذا الباب الخلفي ، وفاحت رائحتها من هذه المغاني ، رأيتها تئط نحو المائدة ، كلمتها بعيني حين رمقتها تأخذ قنينة ماء ، تناولت منها كأسا مترعا ، شربته على نهم عجول ، أحسست بجنين يخترق أحشاءها ، يعب ما تشربة من رواء الشعر .
    أكبرتها حين سمعت مناجاة تناديها من روحي ، شبقية ، ثائرة ، منتفضة ، تحنو نحو هذا العالم الأوعر ، ذات افقدتها ركامات من غبار التاريخ القاتم لذاذتها بالفاني من القيم .
    ليتني ، ما سمعت صوت هذا الأعجف ، يحكي عن هذا الصالون ، يقول في اعتداد ظاهر : عقيم هذا الفضاء ، سليب شريد في فضاء الكره ، لم يشعرزمانا الا برغبة العجائز ، مومسات تحكمهن حميا غرامات صارت بائدات مع الزمن الأسقم ، تنتشين بأسطورات حافية تجفل نحوهذا الرذيل المستبذل .
    سمعت صوتا يناديها بإسمها الفاتر ، لم اتذكر من اسمها إلا حروفا مهموسة ، لا أدري سرا وراء بحثي عن قاموس الإعراب ، كم سألت عن إعرابها أقواما عاشوا للصبح على السكر الذي لا أحس به إلا طيفا من ذاك النوى البعيد .
    لم أدر كيف خاست حروفها في دمي ، شراييني تسبح في صفاء هذا الماء ، سبحة في يم هذا النادي ، افقرتني في ذاكرتي ، كما أيبست أعوادا ندت في ربيع الجمال، فأدوتها هشيما بحريقها في خريف الأحلام ، رأيتها واقفة ترتكز الى سعة المكان ، تأملت هذا المشهد لوحة فلكلورية ، وأنا لا أرى لحالي دواءا إلا قرض الشعر ، وقص الحكايات ، أما رسم لوحاتي بهدب عيني بماء روحي ، فليس هذا لي إلا على الورق ، آضت مسامعي لتسرق من هسيس أنجية حروفا مكلومة من فضاء هذا المكان ، ضاعت أحلامي فصرت أسير من وراء السراب ، قيل لي إنها شاعرة !!!! لم أصدق ، وجه صبيح ، وجسم فوار ، وصدر موار ، وردف رجراج ، وقد رشيق .
    لم أتمالك نفسي وأنا لا أحن إلا الى كل كاتبة وشاعرة، تسمرت كالضوء الذي أراه خافتا بين عيني يوم أحسست بعاطفة هوجاء ، وضغطة حمقاء ، لم أعرف سرها، وليتني عرفت ماوراء السر من خبر ، ألف تفسير وتفسير لمصدر هذا الضلال ، فسرت هذا المعنى بما رأيت من لاعج الحب ، لكنني لم أستطع هضم المعنى ، فكرت ، وكم فكرت لأراها أمامي تقرض الشعر ، تنشد الموال ، تحيي رمة من فؤاد هاضت منه أحلامه ، فتهدلت حياته ، فهل تطيق حبي ، صداقتي ، أم مجنونة كالتي ، آوت الى جحر الضب ، فنالتني منها قبل مسمومة كالتي أفقدت عزا لمن أرى له في قلبي هوانا واحتقارا
    بداية النقيصة
    أختني ملامحها أسيرا بين أطياف البين الذي أحسست به ، شعورا غريبا يمتصني بشراهة الجائع ، عاطفة قديمة تتركني دائما في غور السكر ضائعا ، أخذت تنداح مع الأيام صورتها بين أطباق روحي ، تنساب في صراع مع عقلي الكديد ، تحكم قبضتها علي فأنزاح الى قصي من الفراغ كالعطر ينسل من قارورتها كالهباء ، يخترقني رفسا فيتركني طريحا متمددا بين دروب هذا المكان الذي أكره ان يرانا على سريره مريضا بالزكام ، هرولت نحو الباب حين هاجت يقظتها بين جوارحي .
    سروالة سوداء ، يعجبني من الألوان السواد ذكرى مرت بحكمها الجبار على كل الحياة ، مدسوسة ، مكدسة مكتنزة ، جعلتني بدينا في ليلة الوله .
    هذه اللون وخزة في دماغي ، سر في انجذابي ، حقنة في دماغي .
    هذا اللون أجلسني سنين على فراش الطبيب ، يقتص مني بجرع ذرات دمي بذاك المرود .
    هذا اللون بعته ليلا واشتريته نهارا ليبقى لي دائما أبدا وشما مرسوما .
    سرت نحو الباب الموصد ، أرنو الى المجهول ، رجعت القهقرى منتظرا، جلست على الكنبة منسرحا في سراب الأمل ، فأطرح السؤال ونقيضه ، أجاوب نفسي ، بعد ما أعللها ببحر من الرجاء المنقطع ، أهل سيتحقق الحلم في عالم الرجاء ،؟؟ أم سنتعش هبات ذاتها بين أطياف خيالي كالسرطان؟؟ لحظة تموت ، فتستحيل ركاما من المخدر القاتل ، أحلام ثرة آلت أن لاتفنى فحييت ردحا من الزمن ، فنكثت عهدها فغاضت في الروح وجودا وحضورا وشهودا وغيابا .
    حكيت عن الشعراء ، عرفت من هو امرؤ القيس ، عرفت من هو بشار بن برد ، عرفت من هو ابو نواس ، وأخيرا عرفت من هو ابن الفارض ، سمعت للكون أزيزا يردد الصدى لوحات من الفن الشجي ، توثبت روحي فرارا من هذا القفص قتماثلت بي أمام الزجاج ، أراه مرآة مجلوة تنكسف في صفائها إرادات شتى ، صرت أرض رأسي برضخه ، فهانت بين عيني جسوم تثاقلت بها مسارات عانت فيها وجوه حرى ترتاح ليوم التكريم والذكرى ، وحين يتهشم بين عيني أراه سرابا يستحيل وهما رمادا عمقا أدركت به ما عن لفؤادي من بهاء المكان ، تسلقت الجداران بعيني ، تفرست الوجوه بخاطري ، ألممت بها بين الهوامش ، لم أعثر عليها رمزا دالا على العنف في قذف اللوائح الناحئة على نضال الجسد ، هبة من ريح تنساب من وراء الأشجار ، تتفشى بين جسدي كخمرة اردت للعقل منطقه فحامت به الهوام نحو الرضى بالقين المصفد ، عدت الأدراج بعيني أتأمل فارهة أرخت سبيا من الشعر ، رياضية ترسي لكماتها نحو قفاي كاليد الشلاء للزمن الذي جعلني مع رتقاء لا تعنى بأمر ولا خبر .
    قمت كالمعتوه أنتقل بين المراحض ، ابحث عن ورقة اكتب فيها شعرا ، أرسله رادودا يشجي ، وقانونا يحمل القلوب على الحزن ، عذرا فهذا باطني ، حر، لا ألام على نقض ما تراه أساسا للكلام ، مهلا ، لا تحك خبري ، فأنت مني ببعد ، لا أراك فيه قريبا .
    دست هذه الورود أسبح في حشمة ، أرفس الأمل بين دقات قلبي ، وجدتها ذرة ثكلى ، تهمس بأبيات شعر، تستوحيها من قلبي كالمرود ملطحا بالكحل ، وقفت خاشعا أرنوا بطرفي نحوها ، فاستحالت إلى محال ، أرقصني في غيبوبة سارحة تسهمني بسهام خيالها الخادع .
    عفت منها الديار ، ففاقت غيرها بصيد قلبي ، وتهجير عقلي ، فتشاعرت ، بل صرت شاعرا بفقدانها ، كما كانت عذابا بلقياها المحروم . سألت عنها كل فضاء ، بحثت عنها في كل ناد ، فلم يسمعني الزمان إلا صوتا بحوحا ، يئن من صدري ، ينزاح ، ينساب ، يلتهمني ، ينتشلني في خفوت ، ليقذفني شرارة موردة في روحها ، سواء كانت أو لم تكن إلا متشاعرة تخبو ثورتها من وراء الإزار .
    لا أدري ، روحي فيها عذاب ، حنين ، امل ، ألم .
    هذه بحور شعري عرفتها ، فياليتني عرفتها لأتركها وحيدة في لطف الشعر ، أرمي بها في لجة الصورة ، أستوعب منها بحرا يرميها إلى قنن الجبال .
    مشروع شاعرة قادمة .

  2. #2
    الصورة الرمزية ابراهيم الوراق قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 51
    المشاركات : 158
    المواضيع : 38
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    هي وإن قربت من الخواطر فهي عندي عين الحكي والسرد والشعر ، عشتها لحظة هائمة ، حبكتها في دقيقة ، جعلتها أهون عندي مما دار بالخلد ، مقطع واحد شرحته على مشرحة الكلام ، بمشرط لا أراني أجيده كما أرى لغيري فيه من صولات ، أنا أكتب ذاتي بين ذوات العالم ، اراها انطباعا للوجود والإحساس ، فلا علي إذا خالفت القانون ، فأنا طريد شريد مجنون ، وما على مثلي يعد الخطاء.
    لله در الواحة أملا لي .

  3. #3
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    أشكر لك أخي توضيحك ، ثم حرصك على التقييم ، و لا شك أخي انّا هنا نرجو للواحة و كل روادها و كتّابها و لكل أقلامها المبدعة الخير كله في الدنيا و الآخرة .

    هنا ستجد الكثير من النقاد الذين يأخذون بيد كل مبدع إلى العلياء ، و الحق أصدقك أخي أن الكثيرين بحق أصبحوا في أعلى المراتب شعراً أو نثراً بعد المتابعة الدائبة من أساتذة الواحة لهم .

    للإبداع عندنا ذات المعنى الذي يعرفه الكلّ ، و لكن يبقى الفكر و تبقى القيم عندنا الأولى حفظاً على الحياة الخيّرة و ضمانا لحياة أخرى مأجورين فيها غير آثمين ، ثم نحن نرجو فوق هذا الرفعة و الأدب الجاد الحريص على الكلمة العلية .

    ما زلت أخي أرى في نصوصك بعض إيحاءات جسدية لا ضير من عدم ذكرها في سير النص ، و لكن وجودها يقربه من النصوص الحسية لا الفكرية الجادة .
    أرجو من كتابنا الكبار أن يدخلوا لنقد نصك و التعليق عليه و إعطائه حقه من النظر فيه ، فما زلت أقول أن لك قلما مبدعاً يدير السرد و التداعي بشكل جيد جداً .

    تقديري أيها الفاضل .

  4. #4
    الصورة الرمزية ابراهيم الوراق قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 51
    المشاركات : 158
    المواضيع : 38
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    شكرا أختي ،
    قد مارست الكتابة قهرا ، وعاسفتني بظلالها جبرا، فعرفت بها زمانا ، وعرفتني أذرعا، لكنني لا أفخر بها ، ولا انعى بها غيري.
    وليتننا عرفنا أن جمال الكون في عيون الآخرين ، سأبقى وفيا لكم ، وسأستمع إليكم ، وعذري عن الرد في نصي مواقف العجز والكسل ، وعذري في الثاني العجز والكسل ، فاللهم انا نعوذ بك من العجز والكسل .
    سأعود الى انتقادات الإخوة لأبين الوجهة البلاغية والفنية التي أنحوها .
    اتمنى أن أنهي مجموعتي القصصية الأولى لاتفرغ للقراءة والردود ، والتاريج شخص جبار .
    شكرا ، لي عودة.

  5. #5
    الصورة الرمزية ابراهيم الوراق قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2006
    العمر : 51
    المشاركات : 158
    المواضيع : 38
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    مقبولة كل الإنتقادات والردود ، فمزيدا منها حتى نصل إلى القمة الشماء.
    شكرا اختي
    لي عودة.

  6. #6
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    مع النص في رقي اللفظ قدر المستطاع
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  7. #7

  8. #8
    الصورة الرمزية مصطفى بطحيش شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 2,497
    المواضيع : 135
    الردود : 2497
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    ابراهيم الوراق

    نص قوي اللغة عميق العبارة , ارى فيه روح المتصوفة .... وأجد فيه منحى ادباء مدينة العجيلي !
    رغم انه رحمه الله لاينحو الى ذلك , كما أجده صُنّع بلطف ليناسب بيئة مختلفة عن بيئتنا هذه , ثم وفد الينا ليبدو مختلفا قليلا - يئط - مما ناء به
    واجد فيه إشارات خفية تسهم القارئ, فلايكاد يشعر بها لرهافتها , وهذه لعمري مقاصد الأدب , تبلغ دون ان تجرح , وتشير دون ان تفضح

    تحية لك واراني مشوق لقراءة جديدك
    اخوك مصطفى

  9. #9
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    قرأت هنا ملامح لشاعر .. بمشاعرنا ... جد باهر

    أترقبك بشوق

    وأتمنى لك معنا ... المتعة التي غايتها المنفعة

    ياءيها الواثق بمداده النقي

    محبتي
    الإنسان : موقف

المواضيع المتشابهه

  1. مصر قادمة
    بواسطة ياسر الششتاوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-02-2011, 01:16 AM
  2. يمنى سالم .. مشروع كاتبة بقلم الأديبة أمل فؤاد عبيد
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-07-2007, 05:09 PM
  3. أزمة كاتبة
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-11-2006, 03:14 AM
  4. المناظير العملاقة قادمة في الطريق
    بواسطة أبو القاسم في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-04-2005, 11:01 PM
  5. أمريكا قادمة لتغيير مسار التاريخ
    بواسطة النسر الجريح في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-09-2003, 02:17 PM