أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: **أنطون تشيخوف **

  1. #1
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي **أنطون تشيخوف **

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    انطون بافلوفيتش تشيخوف ( 1860 – 1904 م )


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ( رائد القصة القصيرة )

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    كاتب روسيا المبدع , وسيد القصة القصيرة في العالم بلا منازع

    وُلد انطون بافلوفيتش تشيخوف في سنة 1860 في بلدة ( تاجانروج ) الفقيرة المُعدمة الواقعة على بحر الخرز جنوبي العاصمة الروسية موسكو لأسرة يعمل أفرادها في خدمة الطبقة الاقطاعية ؛ وقد نجح جده في تحرير أفراد أسرته من القنانة ؛ وتمكن والده بعد التوفير والاقتصاد لسنوات من شراء حانوت للبقالة ؛ وانهارت سريعا تجارة الأب القاسى المهووس دينيا ؛ لتدخل الأسرة فى نفق مظلم من الفقر والتعاسة ؛ إلاّ أن الاوضاع
    الاقتصادية والاجتماعية المتردية التي عاشها انطون في طفولته ؛ ولّدت لديه نوعا من التحدي قاده إلى النجاح مستعينا بما كان يسميه : ( العمل...العمل...العمل , طالما أن أحداً لن يمد لك يد العون والمساعدة ) . وقد اكتسب موهبته في الكتابة من أمه ( ايفجينيا تشيخوف ) ؛ الحكاءة راوية القصص ؛ رغم كونها لم تحصل على قدر كاف من التعليم .
    وفي سنة 1879 التحق تشيخوف بكلية الطب التابعة لجامعة موسكو وخلال تلك المرحلة بدأ بنشر عدداً من القصص القصيرة في صحيفة ( سانت بطرس بيرج ) ليذيع صيته ككاتب معروف في سنة 1886. وبعد تخرجه عمل في مهنة الطب حتى سنة 1892.
    كانت أعراض مرض السل قد ظهرت عليه وهو في سن الرابعة والعشرين ؛ وتمكن منه المرض ، لينتهى بموته وهو فى سن الأربعة والأربعين .

    بعد مرور كل هذه السنوات علي رحيل تشيخوف يظل هذا الرجل في الإبداع العالمي‏ ,‏ حالة فريدة عبّرت عن الكينونة الإنسانية‏ ,‏ فتشيخوف هو أحد الكتاب الذين تلمسوا الحزن الإنساني واستطاع أن يمسح عن وجه المهمشين والفقراء‏ ,‏ وسكان الأحياء الصغيرة في المدن المزدحمة آلامهم ,‏ واستطاع أن يرسم أمامهم حلماً بديعاً عن المستقبل‏ ,‏ وهو القائل عن نفسه أنه عاش أربعين عاما ليعتصر من عروقه دماء العبودية .

    ولقب مؤسس القصة القصيرة لم يأت من فراغ‏ ,‏ بل لأنه استطاع تحطيم الأعراف الأدبية وغير الأدبية‏ ,‏ وذلك بخروجه علي القواعد‏ ,‏ مثل البداية والنهاية ومواصفات الشخصية والحبكة القصصية ؛ كذلك البساطة والاختصار والغموض فى آن واحد ؛ التي كانت أهم سمات جماليات أسلوب تشيخوف‏‏ .
    وتميز إنتاجه القصصي بالشمول وروح الفكاهة المشوبة بالحزن ؛ شخوصه حية ترزق تقابلها أينما ذهبت ، تشعر بأنفاسها حارة على وجهك وأنت تسير في الشوارع ، وربما تقابل أحدها لو نظرت في المرآة .
    كان الوجود الإنساني مأساة عبّرعنها تشيخوف وصوّرها في قصصه القصيرة , وفعل ذلك بنظرة دقيقة واضحة وعطوفة ؛ ولم يكن أبطال قصصه ملوكاً أو أمراء , إنما هم بشر من السائرين في الطرقات .
    تُشبه مؤلفات تشيخوف فيضاناً من الابتكار المستحدث والتنوع الدائم , ليس هناك من وتيرة واحدة , وليس هناك من قصتين متشابهتين لا في الأشخاص ولا في الحوادث .
    لقد كانت معرفته بالرجال والنساء عميقة وواسعة , أيضاً كانت قدرته على التركيز مُدهشة ؛ فالفكرة الغامضة العويصة التي يحتاج بعض الكتاب لإظهارها الى قصة طويلة , يستطيع تشيخوف إخراجها في صفحات قليلة . كان يدرس أبطاله جيداً , وكان يفهمهم تماماً , وكان يستطيع ببساطة أن يُعبّر عن شخصياتهم , وقد عرف كيف ينفذ إلى أعماق النفس الإنسانية.

    ليست العشرات من قصصه وحدها هي التي أخذت شكلاً جديداً ؛ بل مسرحياته أيضا‏ ,‏ فقد تمرّد على كل الأسس المسرحية التي كان المساس بها يُعد من المحرمات‏ ؛ وتميّزت مسرحيات تشيخوف باللمسات الخافتة اللمّاحة ، وبجوّ مُـفعم بالحنين والشاعرية ؛ تجلّى ذلك في الابتعاد عن المواقف الجاهزة واجتناب العنف ، والخلو من وسائل الإثارة .
    مسرحياته لا تتضمن من الأحداث إلا القليل ، وقد كتب للمسرح أربع مسرحيات هي :
    ( النُورس ) ؛ و( العَم فانيا ) ؛ و( الأخوات الثلاث ) ؛ و( بُستان الكَرز ) ؛ وكان له أسلوبه المتميز في الدراما السيكولوجية التي يلعب فيها الانفعال الداخلي دوراً مهماً .

    كان متواضعاً حين تصور أن أعماله ستُـقرأ لسبع سنوات فقط بعد وفاته ؛ ولكنه أصبح ظاهرة في الثقافة العالمية بزيادة عدد قرائه بمضي الوقت .

    واعْـتُـبِـرَ تشيخوف إلى جانب الفرنسي جي دي موباسان والأمريكيين إدجار ألان بو وأرنست هيمنجواي ؛ من أقوى القوى الفاعلة في القصة المصرية القصيرة خصوصاً في الفترة من الأربعينات إلى السبعينات ؛ حين بدأت القصة تولّي وجهها شطر مصادر أخرى للإلهام كأدب أمريكا اللاتينية ؛ ففي رأي عدد من المترجمين والنقاد المصريين ؛ أنّ الروسي انطون تشيخوف كان الكاتب الأكثر تأثيراً على أجيالٍ من الأدباء المصريين مثل يوسُف إدريس ونجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الآداب .
    وكان يوسُف ادريس يُوَاجَه في حياته بأنه ( تشيخوف مصر ) ؛ ولكنه كان يُـنفي التهمة
    قائلا : أنه تخلص من تأثير تشيخوف الذي ( جاءني فدَعَّم بواقعيته إدْرَاكي لحقيقة الاشياء ).
    ...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    ----------------------
    واليكم بنموذج تشيخوفى ( وفاة موظف ) .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    منقول

  2. #2
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    وفاة موظف


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ذات مساء رائع كان ايفان ديمتريفيتش تشرفياكوف ، الموظف الذي لا يقل روعة، جالساً في الصف الثاني من مقاعد الصالة ، يتطلع في المنظار إلى ( أجراس كورنيفيل ). وراح يتطلع وهو يشعر بنفسه في قمة المتعة ، وفجأة... وكثيرا ما تقابلنا (وفجأة) هذه في القصص. والكُتّاب على حق ، فما أحفل الحياة بالمفاجآت ! وفجأة تقلص وجهه ، وزاغ بصره ، واحتبست أنفاسه... وحول عينيه عن المنظار وانحنى و... آتششش!!! عطس كما ترون ، والعطس ليس محظوراً على أحد في أي مكان ، إذ يعطس الفلاحون ، ورجال الشرطة ، بل وحتى أحيانا المستشارون السريون . الجميع يعطس ، ولم يشعر تشرفياكوف بأي حرج ، ومسح أنفه بمنديله ، وكشخص مهذب نظر حوله ليرى ما إذا كان قد أزعج أحداً بعطسه ، وعلى الفور أحس بالحرج . فقد رأى العجوز الجالس أمامه في الصف الأول يمسح صلعته ورقبته بقفازه بعناية ويدمدم بشيء ما . وعرف تشرفياكوف في شخص العجوز الجنرال بريزجالوف الذي يعمل في مصلحة السكك الحديدية .
    وقال تشرفياكوف لنفسه : - لقد بللته... إنه ليس رئيسي ، بل غريب ، ومع ذلك فشيء محرج ينبغي أن أعتذر .
    وتنحنح تشرفياكوف ومال بجسده إلى الأمام وهمس في أذن الجنرال :
    * - عفواً يا صاحب السعادة ، لقد بللتكم.. لم أقصد .
    * - لا شيء ، لا شيء .
    * - أستحلفكم بالله العفو . إنني.... لم أكن أريد !
    * - أووه، اسكت من فضلك ! دعني أصغي !
    وأحْرَج تشرفياكوف فابتسم ببلاهة ، وراح ينظر إلى المسرح . كان ينظر ولكنه لم يعد يحس بالمتعة ، لقد بدأ القلق يعذبه ، وأثناء الاستراحة اقترب من بريزجالوف وتمشى قليلاً بجواره ، وبعد أن تغلب على وجله دمدم :
    *- لقد بللتكم يا صاحب السعادة.. اعذروني.. إنني لم أكن أقصد أن...
    فقال الجنرال:
    * - أوووه كفاااك ! أنا قد نسيت وأنت مازلت تتحدث عن نفس الأمر ! .
    وحرّك شفته السفلية بنفاد صبر .
    وقال تشرفياكوف لنفسه وهو يتطلع إلى الجنرال بشك :
    ( يقول نسيت بينما الخبث يطل من عينيه... ولا يريد أن يتحدث... ينبغي أن أوضح له أنني لم أكن أرغب على الإطلاق... وأن هذا قانون الطبيعة ، وإلاّ ظن أنني أردت أن أبصق عليه ، فإذا لم يظن الآن فسيظن فيما بعد ! ) .
    وعندما عاد تشرفياكوف إلى المنزل روى لزوجته ما بدر عنه من سوء تصرف . وخُـيِّـل إليه أن زوجته نظرت إلى الأمر باستخفاف ، فقد جزعت فقط ، ولكنها اطمأنت عندما علمت أن بريزجالوف ( غريب ) .
    *- ومع ذلك اذهب اليه واعتذر... وإلاّ ظن أنك لا تعرف كيف تتصرف في المجتمعات ! .
    *- تلك هي المسألة ! لقد اعتذرت له ، ولكنه... كان غريبا... لم يقل كلمة مفهومة واحدة... ثم إنه لم يكن هناك متسعا للحديث .
    وفي اليوم التالي ارتدى تشرفياكوف حُـلّة جديدة ، وقص شعره ، وذهب إلى بريزجالوف لتوضيح الأمر... وعندما دخل غرفة استقبال الجنرال رأى هناك كثيراً من الزوار ورأى بينهم الجنرال نفسه الذي بدأ يستقبل الزوار ، وبعد أن سأل عدة أشخاص رفع عينيه الى تشرفياكوف . فراح الموظف يشرح له :
    * - بالأمس في ( اركاديا ) لو تذكرون يا صاحب السعادة عطست و... بلّلتكم من غير قصد.. اعذر..
    *- يا للتفاهات.. الله يعلم ما هذا ! .
    * وتوجه الجنرال إلى الزائر التالي * : - ماذا تريد ؟ .
    وفكر تشرفياكوف ووجهه يشحب: ( لا يريد أن يتحدث ... إذن فهو غاضب.. كلاّ ، لا يُمكن أن أدع الأمر هكذا.. سوف أشرح له...) .
    وبعد أن أنهى الجنرال حديثه مع آخر زائر واتجه الى الغرفة الداخلية ، خطا تشرفياكوف خلفه ودمدم :
    *- يا صاحب السعادة ! إذا كنت أتجاسر على إزعاج سعادتكم فإنما من واقع الإحساس بالندم !. لم أكن أقصد ، كما تعلمون سعادتكم ! .
    فقال الجنرال وهو يختفي خلف الباب :
    *- إنك تسخر يا سيدي الكريم ! .
    وفكر تشرفياكوف : ( أية سُخرية يمكن أن تكون ؟ ... ليس هنا أية سخرية على الإطلاق ! جنرال ومع ذلك لا يستطيع أن يفهم ! ... إذا كان الأمر كذلك فلن أعتذر بعد لهذا المتغطرس. ليذهب إلى الشيطان ! ...سأكتب له رسالة ، ولكن لن آتي إليه... أقسم لن آتي ) ! .
    هكذا فكر تشرفياكوف وهو عائد إلى المنزل . ولكنه لم يكتب للجنرال رسالة . فقد فكر وفكر ولم يستطع أن يدبّج الرسالة . واضطر في اليوم التالي إلى الذهاب بنفسه لشرح الأمر . ودمدم عندما رفع اليه الجنرال عينين متسائلتين :
    *- جئت بالأمس فأزعجتكم يا صاحب السعادة ، لا لكي أسخر منكم كما تفضلتم سعادتكم فقلتم. بل كنت أعتذر لأني عطست فبللتكم... ولكنه لم يدر بخاطري أبداً أن أسخر وهل أجسر على السخرية ؟ فلو رحنا نسخر ، فلن يكون هناك احترام للشخصيات إذاً..
    وفجأة زار الجنرال وقد ارتعد وأرعد :
    *- أخرج من هنااا !! .
    فسأل تشرفياكوف هامساً وهو يذوب رعبا :
    *- ماذا ؟ .
    فردد الجنرال ودق بقدمه :
    *- أخرج من هنااا !! .
    وتمزّق شيءٌ ما في بطن تشرفياكوف . وتراجع إلى الباب وهو لا يرى ولا يسمع شيئا ، وخرج إلى الشارع وهو يجرجر ساقيه.. وعندما وصل آلياً إلى المنزل استلقى على الكنبة دون أن يخلع حُـلته... ومات .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    سحر الليالي..

    انه ككل الروس المبدعين...يكتبون من رحم المعاناة لذا فكلماتهم تلامس الروح..

    اعيد ما سبق وان قلته..حتى وانت تختارين فانت تجيدين..

    تقديري واحترامي
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    أخي الفاضل جوتيار:

    شكرا لمرورك أخي الذي أسعد به دوما

    وقد صدقت فيما قلت ..."انه كما كل الروس المبدعين يكتبون من رحم المعاناة لذا فكلماتهم تلامس الروح.." انهم بحق مبدعين

    شكرا لك أخي على هذا الحضور وعلى كلماتك الذي أعتز به

    تقبل خالص شكري وتقديري وألف باقة وردنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. وفاة موظف - أنطون تشيخوف
    بواسطة مصطفى حمزة في المنتدى الشِّعْرُ الأَجنَبِيُّ وَالمُتَرْجَمُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-08-2022, 06:38 PM