أخذت تستمع إلى الصوت تحاول أن تلتقط الكلمات بلهفة , كل حواسها خاشعة توقفت أنفاسها لعلها تستمع إلى الصوت وهو يعبر الأثير, شيء ما تسرب إلى داخلها أحست به في حلقها مرا كالعلقم............. تراجعت إلى الوراء لهفتها وانزوت فرحة كانت على وشك الإنطلاق, وكسى وجهها شحوب وذبلت ابتسامتها شردت بنظراتها بعيدا محاولة أن تقلل من شأن ما ألم بها, تفتش عن شعاع أمل عله يضيء دربها إلى السكينة من جديد, خطوات تقترب وهي في صراع مرير مع ما يحدث داخلها لاتريد أن ترى الأم انهزامها وحزنها, دعاء صامت أن تظل متماسكة لا تغالبها عبراتها فتنهمر في شبه هروب تردد :
أمي لقد نسيت أن أنهي بعد أشغالي سأعود حالما أنتهي, تطالعها الأم بعين متفحصة تفر بعيدا وما بداخلها يغلي كالمرجل, لم تدري أكان حزنا عليه أم غضبا منه أم حسرة لأنه لم يعرها اهتماما !!وتمتمت بسخرية بالغة ألا تعترفين أنك حواء تبحث عن آدم ؟؟؟......
وتمثلت أمامها الكلمات التي على أسسها بنت حياتها هذا آخر المطاف هزمك ببعده وهجره, وانزوت عنك كل الأحلام والآمال, أكان هو المنتهى!!؟؟ أصوات بعيدة تخترق ذاتها فيها مزيج من الضحك والبكاء ...
وبحركة سريعة أخذت تغسل الأواني و خرير المياه ينسيها لبعض الوقت أحزانها , فترتسم داخلها ذات اللوحة شلال ماء ينهمر وأشجار مورقة ووردو مزهرة, وشذى عطر يغمر المكان وأحلام يصنعها الواقع تكبر وتنمو وتقتات على بعض من الكلام الذي لايشبه الكلام, الشلال يأخذ معه الحياة إلى الأماكن البعيدة ويسقي في طريقه أشجار الصنوبر السامقة , يتوقف عطاء النهر عند المصب وارتسمت أمامها علامة استفهام كبيرة أحقا يتوقف !!؟؟...........
لكنه يواصل العطاء ويغذي كائنات أخرى , بين الحين والآخر , يدق قلبها بعنف فتتردد الكلمة بقسوتها بين جنبيها وكأنما استعذبت هذا الألم كان مجرد سراب وانتهى; فتتسارع نبضاتها يعقبها تتابع موجع لبداية كانت النهاية ة فتنهمر دموعها بيسر تحمل معها بعضا من همومهاة ثم يسود الهدوء وتنتهي العاصفة بعد أن تردد كان حلما وانتهى .....
لكنه كان كالشلال في روعته روى حاجتها إلى أن ينبض قلب آخر مرددا صدى نبضاتها
وفي طريقه دوما أزهرت روحها وغرس ورود أمل كادت أن تموت ,,أشياء كثيرة تعلمتها معه وأن يكن قدرها أن تتوقف المسيرة في وسط الطريق فليكن, بريق الأمل مازال يتراقص على شفتي غد باسم ربما يعود النهر إلى مصبه فيكسو الكون جمالا وسحرا.
ولكل غائب عودة.........