الفرزدقُ وجريرُ ... شرفةٌ للنزال الشعري

فَيالَيْتَ ذاكَ يَكْفي وَقَدْ ضَاعَ عِزُّ دِينِ مَساجِداً قَدْ هَجَرْنَا وَعُدْنَا إِلى الخَدينِ تَرَكْنَا صَلاةَ فَجْرٍ سَعَيْنا إلى المَشينِ نَسيْنَا لِما خُلِقْنَا مُزِجْنَا بِمَا, وَطينِ وَيَومَ الحِسَابِ نَلْقَى جَزاءَ فِعْلٍ مُهينِ فَنُعْمَى لِمَنْ تَسَامَى عَنِ اللَّهْوِ وَالمُجونِ فَلَيسَ العُلا بِجَاهٍ بِمَالٍ وَلا فُتونِ وَإنَّمَا الدِّينُ جاهٌ وَفي سُنَّةِ الأَمينِ عَلى دَرْبِهِ سَنَمْضي وَبالصِّدْقِ وَاليَقينِ مِنَ القافِ قِرُّ عَيْنٍ وَذا النّونُ كَالسَّفينِ

لَـقْد حَـلَّ في يقيني = و قد سَـارَ في وَتِـيْني
و أمسى عَلى لِـسَانِـي = و أضحى على عيوني
يقـيْـنٌ بِـأنَّ ربيّْ = نَـصِـيْـرٌ لِـخَيْـرِ دِيْــنِ
مُـعُـيْـنٌ لأَرْضِ مسرىً = لجبريلَ و الأمينِ
مُـغِـيْثٌ لِخـيْـرِ شَـعْـبٍ =مُرابِطُ في يقينِ
بجيشٍ له هـُتافٌ= أصهْيُـونَ لَنْ تكوني
و بِـيـْضٍ أَبَـتْ جُـفُـونَـاً = و سُمْرٍ على الـمُتُونِ

حبذا الغزل على المضارع !
و إن رغبتَ عنه فخض بنا _ يا رعاك الله _ في بحر المقتضب.
محبكم

أُحِبُّها كَيفَ أَنْسَى لَيالياً كُنَّ عُرْسَا وَيَوماً إذا الْتَقَيْنا غَزَلْنَا الكَلامَ هَمْسا بِفيها لَظى شِفاهٍ تَصُبُّ الرِّضَابَ كأسا وَوَجْهُها وَجْهُ بَدرٍ يَطلُّ في اللَّيلِ شَمْسا وَشَعْرَها حاكَ لَيلٌ وَخَدُّها طابَ لَمْسا وَقَدٌّ كَغُصْنِ بانٍ تَلوَّى بِما تَكَسَّا عَنِ اسْمِها لا تَسَلني إذِ اسْمُها كانَ مَرْسَى هُوَ الحُبُّ كانَ سِرّاً تَعَلَّمْتُ مِنْهُ دَرْسا بِسَمْراءَ في فُؤادي رَسَتْ بِالغَرامِ رَسَّا إذا مَسَّها حَبيبٌ كَإبليسَ مَسَّ إنْسا فَمَدَّتْ يَداً بِجَيبي وَلَمْ تُبقِ فيهِ فِلْسا

لا أُحِبُّ مُرْتَحِلا مِنَ الحُبِّ ما قَتَلا إذا القَلبُ يِعْشَقُها فَلا تَبقَ مُنْفَعِلا قُلِ الشِّعرَ زينَتَهُ بِأرْقامِ مَنْ جَعَلا لو سَألتَ قافِيَةً لَرَدَّتْ عَليكَ بِلا في عَرُوضِكَ الرَّقَمِيْ قُلِ الشِّعرَ مُرْتَجِلا بِما كانَ مِنْ جَدَلٍ وَما كانَ مُحْتَمَلا فَخَشّانُ مُبْتَكِرٌ وَلكنَّهُ قَفَلا لا نِقاشَ يُقنِعُهُ َلا اعْتِراضَ قَدْ قَبِلا فَما جاءَ مِنْ رَقَمٍ للسُّكونِ, وَانْتَقَلا وَاخْتَلفْتُ مُجْتِهِداً ذاكَ رَأيُ مَنْ عَقِلا

أُحِبُّها كَيفَ أَنْسَى لَيالياً كُنَّ عُرْسَا وَيَوماً إذا الْتَقَيْنا غَزَلْنَا الكَلامَ هَمْسا بِفيها لَظى شِفاهٍ تَصُبُّ الرِّضَابَ كأسا وَوَجْهُها وَجْهُ بَدرٍ يَطلُّ في اللَّيلِ شَمْسا وَشَعْرَها حاكَ لَيلٌ وَخَدُّها طابَ لَمْسا وَقَدٌّ كَغُصْنِ بانٍ تَلوَّى بِما تَكَسَّا عَنِ اسْمِها لا تَسَلني إذِ اسْمُها كانَ مَرْسَى هُوَ الحُبُّ كانَ سِرّاً تَعَلَّمْتُ مِنْهُ دَرْسا بِسَمْراءَ في فُؤادي رَسَتْ بِالغَرامِ رَسَّا إذا مَسَّها حَبيبٌ كَإبليسَ مَسَّ إنْسا فَمَدَّتْ يَداً بِجَيبي وَلَمْ تُبقِ فيهِ فِلْسا

أرى الحبَّ حلَّ نَفْـسَا = و أضْحى بها و أمسى
و أضحى لها جِداراً = و سَـقْـفَا لَها و اُسَّا
نَـسَتْ منه كلَّ ودِّ =قَديمٍ لها و أنسى
فأشكو غرام حبي= جهاراً به و همسا
إذا غابَ كانَ شغلي = و إن جاءَ كانَ حَبْسا
إذا مادَ مَادَ غصناً= و بالجَـيْـبِ خِلتُ شَمسا
على خَدِّه ورودٌ = و أشْـتَافُ مِنهُ لُعْسا
و إن لاحَ لِـيْ خَيَالٌ =مَنَ الحِــبِّ وقتَ ممسى
و ناشدتُهُ وصالاً = بـ (لا) ردّهُ ،وأقسى
تعلَّمتُ من حبيي= هوَ الحبُّ كانَ نحسا
و عاد الخيالُ جَفْني= و في الظلم زاد درسا

فَقالتْ أُريدُ زَوجاُ فَجِئْ كاهِناً وَقَسّا إذا كُنتَ فيَّ تَهوى فَعنْدَكَ الأمرُ أمْسى تَزوَّجْنِ كُلَّ شَهرٍ وَخُذني إلى فَرنْسا أكيدُ مِنْ كَيدِ أنثى أكونُ " هَيفا وَألسا " أجَبْتُها لَسْتُ أَرضي وَيَكفينِ ما تَقَسّا أنا لا أُريدُ زَوجاً وَمُكْتَفٍ مِنكِ بُؤسا مُضارِعٌ فيكِ شِعري لِأجْتَثَّ مِنكِ غِرسا يَقولُ لي "عَبدَ فايزْ" هُوَ الحُبُّ كانَ نَحْسا فَلا هَوىً في فُؤادي إذِ العِشقُ صارَ رِجْسا وإنَّني القَلبَ أدْعو بلاءَ الغَرامِ يَنسى

لا أُحِبُّ مُرْتَحِلا مِنَ الحُبِّ ما قَتَلا إذا القَلبُ يِعْشَقُها فَلا تَبقَ مُنْفَعِلا قُلِ الشِّعرَ زينَتَهُ بِأرْقامِ مَنْ جَعَلا لو سَألتَ قافِيَةً لَرَدَّتْ عَليكَ بِلا في عَرُوضِكَ الرَّقَمِيْ قُلِ الشِّعرَ مُرْتَجِلا بِما كانَ مِنْ جَدَلٍ وَما كانَ مُحْتَمَلا فَخَشّانُ مُبْتَكِرٌ وَلكنَّهُ قَفَلا لا نِقاشَ يُقنِعُهُ لا اعْتِراضَ قَدْ قَبِلا فَما جاءَ مِنْ رَقَمٍ للسُّكونِ, وَانْتَقَلا وَاخْتَلفْتُ مُجْتِهِداً ذاكَ رَأيُ مَنْ عَقِلا

قَـدعَـشِقْـتُ في عَـجَلٍ كمْ أسَـاءَ مَنْ عَجِلا كم بليتُ من شَجَنٍ كانَ طبعهُ الخَـجَلا كم شكوتُ سرْعَتَهُ في الجوابِ إن سُـئِـلا قدْ سَألتُ زَوْرَتَهً جَـاءَ رَدُّهُ خَـطَـلا ليتَه تأنَّ فلم يسعدِ الوشَاةَ بـِـلا داعجٌ بهِ كَحَلٌ ليته لنا وصَـلا جَفْنُه بهِ كَسلٌ نَعْـشقُ الَّـذيْ كَسُلا إن مشى بَـدَا هَـيَفاً هَزَّ منه ما اعتدلا أو حكى حكى بَردٌ لُـؤْلُـؤٌ حَـوى عَـسَلا لَمْ يبالِ حَالَـتَـنَا صِرْتُ فيه مشتغلا لن تراه فِيْ زِيَـنٍ إنَّ حُـسْنَهُ كَـمُلا

فَقالتْ أُريدُ زَوجاُ فَجِئْ كاهِناً وَقَسّا إذا كُنتَ فيَّ تَهوى فَعنْدَكَ الأمرُ أمْسى تَزوَّجْنِ كُلَّ شَهرٍ وَخُذني إلى فَرنْسا أكيدُ مِنْ كَيدِ أنثى أكونُ " هَيفا وَألسا " أجَبْتُها لَسْتُ أَرضى وَيَكفينِ ما تَقَسّى أنا لا أُريدُ زَوجاً وَمُكْتَفٍ مِنكِ بُؤسا مُضارِعٌ فيكِ شِعري لِأجْتَثَّ مِنكِ غِرسا يَقولُ لي "عَبدَ فايزْ" هُوَ الحُبُّ كانَ نَحْسا فَلا هَوىً في فُؤادي إذِ العِشقُ صارَ رِجْسا وإنَّني القَلبَ أدْعو بلاءَ الغَرامِ يَنسى

أضحك الله سنك و أسعد قلبك
و إذا رددت على هذه الفارهة فسأرد في المقتضب
لأن المضارع قلنا فيه الكفاية.
و لا تتجاوزني بأكثر من خطوة حتى ألحقك

عودة بكم لبحر ( المقتضب):

الزَّمانُ جَدَّ بنا و الشَّبابُ فارقنا نكتسي الشباب كما تكتسي الربيعَ دُنا يزهر الرفاق به كانَ كلُّه ددنا و الشباب يطربنا كانَ حسْنُه لِسنا و الشباب مبتهج كالمصيف كم فتنا فالشبابُ مختلفٌ كالخريف فرقنا فإذا المشيب أتى حارب الفروق بنا فالمشيب في بشر كالشتاء حين دنا فالمشيب يثلجُنا شيَّبَ الشتا المدُنَا

عودة بكم لبحر ( المقتضب):

الزَّمانُ جَدَّ بنا و الشَّبابُ فارَقَنَا نكتسي الشباب كما تكتسي الربيعَ دُنَا يزهر الرفاق به كانَ كلُّه دَدَناَ و الشباب يطربنا كانَ حسْنُه لَسِناَ و الشباب مبتهج كالمصيف كم فتنا فالشبابُ مختلفٌ كالخريف فرَّقَـنَا فإذا المَشِيبُ أتى حاربَ الفُـروق بنا والمشيب في بشر كالشتاء حين دنا والمشيب يثلجُنا شيَّبَ الشتا المدُنَا

_______________
* معلوم أن وزن المقتضب ( مفعولات مستفعلن) و غالباَ ما ترد (مفعولاتُ )على مفعلات = فاعلات و ترد على مفاعيل ، و (مستفعلن) على مستعلن = مفتعلن ، و هذا الصدر جاء على ( فَعِلَات ) و هذا ما أورده مأمون وجيه بقوله:
( أجاز الفراء خبل ( مفعولات) خلافاً لمن يوجب المراقبة ....).
و من يرى المراقبة فهذا بديل الصدر أعلاه:
و الشباب عكْسُ فتا = حارب الفروق بنا