* مقدمة واجبة : هذه القصيدة تعليق على قصة مشهورة ذكرها النبى صلى الله عليه و سلم عن رجل من بنى إسرائيل قتل تسعة وتسعين نفسا ثم أراد أن يتوب فقال : دلونى على أعلم أهل الأرض فأخطؤا و دلوه على راهب فأفتى بغير علم فقتله و أكمل به المائة ثم وصل للعالم فدله على الطريق الصحيح
هذا هو الرابط بإلقائى تعقبه القصيدة مكتوبة
http://www.9q9q.net/index.php?f=tsQB75ec
ملحوظة : إن لم يعمل الرابط أرجو إبلاغى ضرورى من فضلكم لأن سماعها بالإلقاء ضرورى جدا بالنسبة لى
طهروا كفى و سيفى
______
جاء القاتل
يطرق باب التوبةِ حالا
يمحو بالأنَّاتِ وبالا
يطلب أعلم أهل الأرض
كى يرشدهُ
كى يطفىءَ بالقلب سؤالا
و اجتمع الجُهَّال و طاروا
حين أشاروا
نحو الراهبِ فى صومعته
يجلس فيها كى يتعبد
ليلاً تِلْوَ صباحٍ يركع ، فيها يسجد
ليس فقيهاً
أو بعلوم الشرع يؤَيَّد
دخل القاتل
و الآمال على يمناه
يسأل عمَّن يمحو الباطل عن يسراه
هذى القبضة .. قتَلَتْ مائةً إلا فردا
هذا الخنجر
دَنَّسه ذنبٌ و تَعَدَّى
إن أرجعُ
هل لى أن أقبل؟
إن أقصدُ درب الإيمانِ
أدعو ربى
هل يتقَبَّل ؟؟
رد الجاهلُ حين توَهَّمَ عِلْماً فيه !
ردَّ و أفْتَى دون تمهُّل
ياللخزى و ياللعار
كيف يصير الراهب كالعلماء فيُسأل؟!!!
قال بأن الفرصة ضاعت
أغلق أبواب الآمالِ
ليس يبالى
أعجز من أضحى فى ندمٍ
ما يدَعَنَّه
قَنَّطَهُ من ريح الجنةْ
حتى قام يثور و يعبث بالأركانِ
بعد اليأس من الغفرانِ
قام و أسكت صوت الراهبِ
ألبسه ثوب الأكفانِ
و مضى توا
فى عينيه جحيم يغلى
مثل الجمرِ إذا ما خُبِّىءَ تحت الرملِ
ماذا أفعل ؟
ما زالت تسرى بالقلب رياح البردِ
تطلب أعلم أهل الأرضِ
فالأمر بجِدٍّ يتمنى ألا يُرسل
ها قد جاء العالم فاسأل
جاء العالم
فى جبهته تاج الحكمة
فى فَمِهِ أصوات الحقِّ
و سيف الكلمة
ينبض فيه الفهم الراشد حقاً .. نعمة
سَلْ ما شئتَ فإنى أسمعُ إنى أسمع
سلفاً قلت بأنى ذاك القاتل مائةً
إلا فردا
بالأمس استكملتُ بكفى تلك الحلقة
إن أرجع هل لى أن أُقبل ؟؟
إن أقصد درب الإيمانِ
أدعو ربى
هل يَتَقَبَّل؟؟
ردَّ حثيثا .. ماذا يمنع
إن الله ليقبل من رجليك الخطوة
حين يحيد القلب بقوة
فتصير الأنفاس عبيرا
يمحو منك ظلام القسوة
قم .. لا توجل
فلتبرأ من أرض السوء و تلك الرفقة
حالا فارحل
نحو بقاعٍ
فيها أهل الخير أقاموا
فيها أهل الفتنة ناموا
هيا فارحل
ينبض قلب التائب : ربى
جلت فيك الحكمةُ يا من .. يستر عيبى
جلت فيك الرحمة يا من أيقظ قلبى
ها أنا باطمئنان أمضى
قطَّعتُ الخارطةَ الأولى
فهى بحقٍ لا تَلْزَمُنى
حسبى أن أتَّبع رسولا
أبصر وجهى
فى مرآة غدٍ يُلْزِمُنى
أن يزداد الأمسُ أفولا
شاء الله لذاك التائبِ موتَ الفجأة
و انطلقت أملاكُ الرحمةِ قالت : معنا
تاب و أهلٌ أن يتْبَعَنَا
نادت أملاكُ النيرانِ و قالتْ معنا
ما وصلت رجلاه بقاع الخير و أهلٌ
أن يتبعنا
كيف المخرج ؟
إن لكل فريق حجة
هَبَّ فكانت
أوحى رب العزة للخَصمين هَلُمُّوا
أىُّ الأرض إليه تدانت
ماذا أقرب
أُنظر .. يالتمام المِنَّة
كان لأرض التوبةِ أقرب
دخل الجنة
علّمَنا الرحمن و أمضى
أن اليأس كمِثل الحَنْظَل
تأكله الأفهام فتذبل
و علِمْنَاهُ كمِثل الشوكة
تنمو فى ظَهْر المستقبل
من يرضاها .. أو يصلاها
سوف ينَكَّل
قد علمنا الله بأن الرحمة جسرٌ
يسع الدنيا .. كل الدنيا
نَعْبر فيه إلى الوهاب و لن نَتَعَثَّر
مادامت لله محبة
يصدق فيها العبد المقبل
حين أحَبه
إمضاء / محمود عبد الرحمن موسى