بسم الله الرحمن الرحيم
أنا المنتصر بالله المجاهد في سبيله الأمير نور الدين محمود زنكي:
طلبت كتابة وتدوين هذه الحادثة ليقرأها من له علم بالقرآن والإنجيل والتوراة وعلم الفلك في شهر صفر من عام 551 هجري كنا نجاهد الإفرنج في انطاقيا وقد حاصرنا حصن اسمه حارم وأثناء حصارنا للحصن نظرت فرأيت بيتاً من عيدان الشجر فقلت لمن هذا البيت فقالوا إنه لكاهن يهودي فقلت أحضروه بين يدي فلما حضر لاطفته بالكلام فعرفت أنه تجاوز المائة عام من عمره فسألته ما علمك فقال الكثير, فقلت عن أمتي وأمتك فقال أتصدقني لو قلت لك سوف يأتي زمان نقبض أربعة أركان الأرض فيه فقلت ألا لعنة الله عليك كيف, فقال أتصدقني لو قلت لك سوف نعلو عليكم ونقتل صغاركم ورجالكم ونتوج عليكم ملوككم فقلت إنك لكاذب قال أتصدقني لو قلت لك في ذاك الزمان نطعم ونسقي نجوع ونميت وبإشارة من إبهامنا ندك المدن وأعظم الملوك يركع لنا فقلت إنك لشيطان ومن يدمركم وكيف تنتهون, فقال لا نخشى إلا ملك بابل فإنه طاغية جبار عنيد ينقلب علينا بعد أن توجناه فقلت أكمل حديثك فقال نجمع عليه أهل الأرض مرتين وجنود لا طاقة له بها ويأتي طير من السماء يلقي ما في بطنه فيظن الناس وجنده وأهله أنه انتهى فيمرح أعدائه ويبتهجوا ولكن لا تكتمل البهجة ويظهر بعد أيام معدودة كأنه عفريت من الجن فيتبعه رجال ظلمة لا رحمة في قلوبهم فيكون سبب في قتل بشر لا يحصون وتكون نهايتنا على يديه ويقتل منا مالا يتخيله بشر ويموت بالحمى في وادي السيسبان فقلت والله إنك لكاذب فقال والله يا مولاي لو قرأت كتابكم وحديث رسولكم بحفظ وعلم لوجدتني صادق0

الشهر صفر من عام 551 هجري
الأمير نور الدين محمود زنكي
رقعة موجودة في المتحف الإسلامي الوطني في اسطنبول
المصدر