أحدث المشاركات
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 22 من 22

الموضوع: سلوى مسافرة وأنا...

  1. #21
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان مشاهدة المشاركة
    سلام الـلـه عليكم
    قراءة في قصة " سلوى مسافرة وأنا ..."
    للأديب واللغوي أحمد حسن
    بقلم د. محمد حسن السمان
    "سلوى مسافرة وأنا... "
    عمل قصصي بنكهة مختلفة , فنحن لم نعتد هذا الاسلوب في القص , على الأقل في منطقتنا العربية , عندما يتداخل البعد الأدبي , مع العامل النفسي والتربوي , في صياغات محبوكة , لتعبّر عن رسالة , أو ترسم لوحة .
    "يدق الباب ثلاث دقات : بين كل اثنتين , مسافة نبضتين , من قلب يحب "
    يبدأ الكاتب بتوظيف بارع للمفردات , فهو لم يقل طرقات , وانما استخدم كلمة دقات , للتماشى مع دقات القلب , التي عبّر عنها بنبضتين , بين كل دقتين , تاركا المجال لمداعبة خفيفة لخيال القارئ , وتتلاحم اصوات الدقات او انبضات , مع مشهد سلوى وهي تحمل في يدها قطعة شوكولا , لتقتسمها مع أخيها المصلي , في اشارة الى حالة التلاحم الأخوي في المشاركة , واختار لفظ المصلي للأخ الأصغر , ربما ليدلل على الطهارة النفسية عند الطفل , أو ربما اراد أن يوحي بأن الطفل يصلي من اجل قدوم الأخت الحميمية سلوى , ممهدا بذلك الطريق لرسم مسرح اكثر اتساعا , وأكثر تفصيلا , ثم يروح الكاتب , في خلجة وجدانية , يرسم رعشة قلق:
    " وإذ تزوجت لم يعد يُدقُ بابُه .."
    ويتألق الكاتب في صورة مبتكرة , حينما ذكر بأن الرقص , قد تعلم حركاتِه , من حركات وجه سلوى المحشو بالتعب اليومي في عينيه ! ويتبع الصورة البديعة , بصورة بديعة مبتكرة أخرى :
    " صار يحس بسريرها , يحكي نومها كقصة تجعله يبكي قرب خاتمتها "
    مستعيدا بذلك لمحات القلق , ويرسم لنا الكاتب صورة سلوى :
    "لم تكن تثور إلا حيث هو، وهي لا تثور إلا في حديثها وحسبُ.. تثور على أبيها ولكن بينها وبين زيد المستثنى ، وتثور على المُدَرِّسِ الذي اتَّهَمَهَا بسرقَةِ جزء من بحث الترقية والذي كَتَبَتْهُ له مجاملةً.. ولكن بينها وبين زيد.." وهي صورة الفتاة المغلوبة على امرها , المتلاحمة نفسيا وشعوريا , مع الأخ الأصغر زيد , حيث لاتظهر صدق مشاعرها , إلا امامه , ولاتبدي ثورة الغضب الكامنة في داخلها إلا امامه , ثم يعود الكاتب الى مساحة جديدة , من مرتسمات القلق النفسي , عند الشخصية المحورية زيد , القلق على الشخصية الثانية المتوحدة معه , في كل معاناة سلوى :
    " تُحَدِّثُهُ عن خطيبها.. وقَلَقِها من الزواج ومسؤوليَّاتِهِ.. كيف يكتب عليها أن تصحو ذات يوم مبكراً.. فَتَتْعَبَ كصاحباتها المتزوِّجات."
    ثم ينتقل القلق في توتر متزايد نحو الشخصية الثانية سلوى , فيتصورها زيد :
    " فإن تذكَّرت حال صاحبتها التي حصلتْ على الدّبلومِ ولم تتزوّج حتى الآن..
    ومُحَمَّلَةً ملامحُهَا بمآذن الشوقِ إليه.. تدخل البيت وأمامه تقعد، فيغلق الكتاب –تبدأ الحديث-شاكية من الناظر.. من زملائها المدرِّسِين.. من
    جدولها.. كم مرة بكت فيها في هذا اليوم أمام الناظر أو أمام غيره..
    ومن متاعبها مع الولد "تامر" الذي ( يُغَلِّبُهَا ) وهي تشرح ، ولم يَعُدْ يُجْدِي معه أيةُ طريقةٍ دَرَسَتْهَا في كلية التربية. وتسأل أخاها زيداً الذي يصغرُها بسنوات كفيلة بأن تصيره ابنها قبل البكر.
    - ماذا تفعل؟!!
    - لو عزت أضربه ليكي أضربه..
    - تضربه!..
    تأخذ في تفكير عميق، ويضحك أخوها.......... ، ،"
    هواجس وتوجسات كثيرة , يسوقها الكاتب في خيال الشخصية زيد , وهو يرسم خشيته من الملامح المستقبلية , للأخت المتلاحمة معه شعوريا سلوى , والتي ربما كانت ملامحه هو , ثم تنتهي القصة بقفلة غاية في التعقيد والابداع :
    " هذا موعد دخولها البيت وإنه ينتظر، ولكن أحداً لا يدخل ولا سلوى! تَزَوَّجَتْ!! وهو في كل يوم في نفس الموعد ينتظر...، في أحد أيام ما قبل امتحاناته إثر حديث مع والده رفع سماعة التليفون بعد أن ضغط أزراراً لا يعرفها.. .. .. وقال:- "سلوى مسافرة.. وأنا تعبان..!!""
    والقصة قوية مؤثّرة , خرجت عن الأطر التقليدية , في القص الأدبي , لتتطرق إلى مرتسمات نفسية معقدة , تصور بمهارة , القلق والخوف والتوجس , وتعرّي النفس الانسانية , بمشاهد مكثفة , غاية في الاشكالية , رأينا مثلها في بعض الأعمال الأدبية العالمية .

    واللـه ما كان أسعدني يوم أن نزلت تلك الدراسة..
    حتى لقد كنت أعتقد أني أسعد خلق اللـه..
    وإلى الآن لا زالت روائح السعادة تتهادى في جنباتي
    أيها الأب الحبيب

  2. #22
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
    - تضربه!..
    تأخذ في تفكير عميق، ويضحك أخوها.......... ، ،
    \
    القاص اراد أن يتخطى عللك مجتمعية ويلمح لها تلميح الاديب الاريب لعل القارىء يكتشف سر فجيعتنا
    فكان هناك حوارا ً بين الطريقة المجدية للعقلانية عند سلوى وكان لدينا رد الفعل المستغرب لانه مستهجن من صاحب أي عقل
    القاص اراد ان يؤشر الى أن زمن القسوة الذي نحياه هو من زيف مشاعرنا وجعلنا دمى ً نقنع بماهو متوفر من متون اجتماعية ( القاص وضعها في صيغتها التربوية )
    المدهش حقا ً هو اختيار الخاتمة ...
    كون القسوة ورجالها ستظل هي السيف الذي سيذبح ماتبقى من وهج مشاعرنا الانسانية
    القاص جعل الصوت التصحيحي .... يسافر مع سلوى المبتعدة عن حكايات هزيمتنا
    وجعل نبض القسوة متعب وقد اتعب من حوله ...
    \
    نص مدهش
    وقاص .... فيلسوف

    دوما يكرمني وجهك
    بنظراته أيها الحبيب..
    ومن لا يمكنه
    أن يحس بفخر كلماتك

    دمت أخاً ومعلما

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. صفحة سلوى سعد
    بواسطة سلوى سعد في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 282
    آخر مشاركة: 15-10-2018, 01:18 PM
  2. سلوى
    بواسطة أحمد وليد زيادة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 15-02-2012, 01:04 PM
  3. سلوى او سيدة التفاح للشاعر عزت الطيرى
    بواسطة عزت الطيرى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 20-08-2005, 07:26 AM
  4. عذبة النجوى( قصيدة رومانسية مسافرة )
    بواسطة عاشق الفل في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 28-01-2004, 06:14 AM
  5. شاركوني حزني...مازالت حبيبتي مسافرة
    بواسطة عمر الدمشقي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 14-05-2003, 01:16 PM