|
في رحاب رمضان |
زالـت بمقـدم شهـره الأحـزان |
وشدت طيور الكون فـي وكناتهـا |
ونـدا بنشـر وروده البسـتـان |
وتبسمت شمس الضحـى ,فكأنهـا |
من حسنهـا ولموعهـا العقيـان |
قرت عيون الدهر حين بـدا لهـا |
شهر المكـارم والنـدى رمضـان |
شهر بـه تصفـو القلـوب وإنـه |
مطر الهدايـة والرضـى الهتـان |
تحلـو بــه أيامـنـا وحياتـنـا |
يمحـو بـه هفواتنـا الرحـمـان |
تسمو به أرواحنـا , تشفـى بـه |
أبداننـا , ينمـو بـه الإيـمـان |
ما كان أحسـن صومـه وقيامـه |
كـل علـى شهواتـه سلـطـان |
يسعى الأنام إلى المساجـد بعدمـا |
سكبـت دمـوع التوبـة الأجفـان |
فكأنهـم بعـد العشـاء مـلائـك |
يتـلـون مــا تشتـاقـه الآذان |
وقفوا صفوفـا خاشعيـن لربهـم |
متضرعيـن وكلـهـم إخــوان |
الاغنيـاء بجـانـب الفـقـراء لا |
بغضـا تفرقـهـم ولا عــدوان |
مـلأ الإلـه قلوبهـم حبـا فلـن |
يلقـى سبيـلا إليـهـم شـنـآن |
يبكي المسيء على الذنوب ويرتجي |
أن يعتلـي صفحاتـه الغـفـران |
فيـبـدل الله الغـفـور ذنـوبـه |
فتحفـه الرحمـات والـرضـوان |
أكـرم بشهـر لا يمـل زمـانـه |
فيه النـدى والـروح والريحـان |
مـا كـان كـدر صفـوه وزلالـه |
إلا مـذلـة أمـتـي وهـــوان |
فـي كـل ناحيـة أنيـن معـذب |
في كـل ركـن ضربـة ودخـان |
تركـت عـدوا يستبيـح ذمارهـا |
غفلت وقد نسجـت لهـا الأكفـان |
آه فلسطيـن الجريـح شبابـهـا |
والشيـب والنسـوان والـولـدان |
وافاك شهر مكـارم وهـدى وقـد |
وئـد الوليـد ودمــر البنـيـان |
كم مـن شبـاب ضيعـت آمالهـم |
وسطـا علـى أحلامهـم طغيـان |
آه ذوت تلـك الزهـور وطالـمـا |
أسقيتهـا , فتمايـس النعـمـان |
ترجـو قـدوم اللاجئيـن مرابـع |
وإلى الطيور اشتاقـت الأغصـان |
فمذ استبـاح المعتـدون ترابهـا |
" سكت الهزار وغابـت الألحـان " |
لا من يذود الضيم عنهـا حينمـا |
غصبـت بـروج حمائـم عقبـان |
آه بـلاد الرافديـن فلـم يــزل |
يعثو بـأرض جنانـك السرحـان |
فـي كـل يـوم أنـة ومـجـازر |
وقنـابـل ومـدافـع وطـعــان |
يا شهر خيـر عـد إلـي وأمتـي |
نشوى بنصـر ساقـه الشجعـان |
أرجو وآمـل أن تعـود وقدسنـا |
يشدو علـى زيتونهـا الورشـان |
وعليـك ألـف تحيـة ممزوجـة |
بالحـب والإجـلال يـا رمضـان |