|
و فاتنـةٌ كشـمـسٍ قــد تجـلـت |
تفيـضُ بــراءةً عــذبٌ هـواهـا |
زهـورٌ أينعـت فــي و جنتيـهـا |
و خمرُ العشـقِ منبعـهُ شفاهـا |
جمـالٌ ليـس يوصـف بالـكـلامِ |
فــلا شـعـرٌ و لا و زنٌ بهـاهـا |
أطلـت فاستحـى منهـا النـهـارُ |
و غابت فاشتكى ليلـي جفاهـا |
لها طـرفٌ سبـى منـي فـؤادي |
مــلاكٌ هـكــذا عـيـنـي تـراهــا |
و لـولا حرمـةُ البيـتِ و لــولا |
خـشـيــتُ اللهَ لـبـيــتُ نــداهــا |
عيوناً أرسلـت نحـوي سهامـاَ |
فمنها الروحُ تسبحُ في دماهـا |
من الشـامِ أتـت تنـوي عذابـي |
و نالـت يـا حريـريَ مبتغـاهـا |
فدع يا عـادل العانـي انتقـادي |
لخالفـت الـعـروضَ إذا تـراهـا |
بعينيهـا بـريـقٌ لـيـس يخـفـى |
تظن البدرَ يسـرقُ مـن سناهـا |
غــزالٌ أهـيـفٌ طـلـق المـحـيـا |
لروحي صار أشهى من مناها |
فـوا قلبـاهُ مـن عشـق الظبـاءِ |
و يا ويلاهُ مـن حسـنٍ كساهـا |
سألتُ الشعرَ وصفاً لا يجارى |
لرائعـتـي أنــالُ بـــهِ رضـاهــا |
فقـال الشعـرُ ذاك هـو المحـالُ |
فرفقـا بـي وهـلاَّ جــد سـواهـا |
و لا تثقل عليَّ بوصـف حـورٍ |
فليس الوصـف بالـغَ منتهاهـا |
ألا لا لـومَ يـا شـعـري عليـكـا |
إذا تخشـى ضياعـاً فـي مداهـا |
و لا عتبـى عـفـا عـنـك الإلــهُ |
فمهمـا قيـل فيـهـا مــا وفـاهـا |
و لـو كانـت معلـقـةً و كـانـت |
كأبـدعَ مــا يـقـالُ لـمـا كفـاهـا |
و حتى ابـنُ الملـوحَ لـو رآهـا |
و قال الشعر فيهـا مـا حواهـا |
و إن قلتـم نـزارأ جــاد نظـمـاً |
لقـلـت لـكـم لأعـجـزهُ صبـاهـا |
فليـسـت تـلـك أنـثـى كـالإنـاثِ |
تتلُّ الروح غصبـاً مـن عراهـا |
سـألــتُ اللهَ غـفـرانـاً لـذنـبــي |
فنفسيَ لستُ أدري ما اعتراها |
سوى أني ثملـت بـدونِ كـأسٍ |
و خمـري لـم يكـن إلا هـواهـا |