الشمعة
اعتاد أن يقضي الليل في الظلام الدامس .. سعادته يجدها في وحدته مع فكره وأخيلته .. يسامر نفسه دون أن يشغله النظر لشيء ..
لكنه في هذه الليلة - دون أن يعرف سبباً لذلك - أشعل عود ثقاب وقربه من فتيل شمعة فراح الضوء يتسرب وئيداً خافتاً مهتزاً في أرجاء المكان ...
جلس ينظر لشعلة شمعته من بعيد وهي تتمايل وتعلو وتهبط ويتغير شكلها كل لحظة .. خيط رفيع من الدخان لا يكاد يميزه يخرج من قمة الشعلة ويصعد لأعلى.
تذيب الحرارة جسم الشمعة .. ينساب الماء كالدمع من قمتها لقاعدتها .. ويتجمد هناك عند قدمها فيجعلها أقوى التصاقاً بالقاعدة.
راح يراقب ذلك بعينين ثابتتين .. لاحظ أن طول الشمعة يتناقص ويقصر .. ما هو إلا قليل من الوقت حتى تذوي وتنطفئ شعلتها ..
لم ينتظر ليرى ذلك .. اقترب من الشمعة .. نفخ هواء باتجاهها فانطفأت .. عاد الظلام دامساً كالمعتاد.. إسترخى .. وابتسامة رضا ترتسم على شفتيه.