أحاديث فى العاصفة
محمد حسنين هيكل


يقول الأستاذ هيكل فى مقدمته لكتاب ( أحاديث ) :

( فكرة هذا الكتاب لم تخطر لى , وأنما خطرت لغيرى , وبعد تفكير رحبت بها . فصاحب الفكرة الأصلى , هى " دار الشروق " – ناشرة هذا الكتاب – وملخص الفكرة هو جمع ونشر أحاديث صحفية أجرتها معى بعض الصحف العربية والأجنبية ونشرت خارج مصر فى أيام لم يكن مسموحآ لى أن أنشر كتابآ أو مقالآ داخلها ) .


ويرى الأستاذ هيكل , أن الفكرة نفسها كانت مغرية جدآ ....فعلى الرغم ان بنشرها بيعد سجل , لأراءه , ككاتب أثناء حدوث الأحداث فى وقتها , وفى وقت منع من أبدائها على صفحات مصرية . الا ان مغزى أهميتها وأغرائها بيكمن فى أنها كانت الذريعة لمن روج ضده بتهمة ( الأساءة لسمعة مصر خارجها ) , سواء من بعض الصحافيين أو رئيس الجمهورية نفسه .


ويتابع الأستاذ هيكل فى المقدمة الأصلية , الأجابة عن ( لماذا هذا الكتاب ؟ ):

1- أننى أختلفت مع السياسة الرسمية للحكومة المصرية بعد حرب أكتوبر وكان أختلافى بالتحديد فى موضوع فك الأرتباط الأول الذى وجدته من وجهة نظرى مؤدياً بالحركة الذاتية للمواقف – الى صلح منفرد مع اسرائيل . كذلك كان أختلافى مع مجمل توجهات سياسة مصر العربية والخارجية – بما فيها الأعتماد الكامل على الولايات المتحدة الأمريكية . والى جانب ذلك فقد كنت واثقآ أن هذه التوجهات جميعآ سوف تكون لها – على نحو أو آخر – تأثيراتها على السياسة الداخلية فى مصر .



2- فى الوقت – الذى أتخذت فيه هذا الموقف – وعبرت عنه فى مقالاتى فى الأهرام . كنت أعى مقدمآ ومسبقآ أن المشاكل تنتظر على أول ناصية الطريق . ولهذا فقد قلت لرئيس السادات – بعد قطيعة شهور بيننا , فى أحدى المناسبات التى جمعتنا سويآ :

* أننى أطلب سعة صدرك , فأنا لن أتقاعد عن الكتابة والكلام , خصوصآ وأن هناك فى الموضوع قضية . وتابعت قائلا " أننى اثرت الصمت منذ تركت الأهرام " 2 فبراير 1974 – حتى الآن – نوفمبر 1974 " لأننى كنت مشغول بتحضير كتابى " الطريق الى رمضان " ولكننى بعده سوف أعود الى التعرض الى للشئون الجارية وسوف أبدى رأيى على صفحات صحف مصرية , تريد أن انشر ما أكتب , ومناى أن لا يتسبب ذلك فى صدام بيننا . وأشهد أن كان رده ودياً وقال " هذا حقك , وأنا لا أعترض عليه " . ولكن لسؤء الحظ تطورت الأمور على غير ما أبدى , وعلى غير ما قصدت .



3- وحين توالت الشواهد عَلَىَ الغضب مما أكتب وأقول ولاحت بوادر الخطر فى حملات تشهير منظمة واسعة النطاق – فأن فكرة الخروج من مصر ظلت بعيدة عن خواطرى منذ أول لحظة . فقد أقسمت أن لا يكون لى فى الخارج " مكتب أو عمل أو بيت أو قبر " . وهكذا فأنه عندما منعنى المدعى الأشتراكى من السفر – 1978 – وجدنى فى مصر . وحينما سحب جواز سفرى وجده فى درج مكتبى . وحتى حينما أرادوا أعتقالى بعد ذلك فى سبتمبر 1981 , لم يذهبوا الى أبعد من الاسكندرية لكى يجدونى على شواطئها , ومن هناك نقلت الى السجن ......



4 – فى تلك الفترة – صال وجال كثيرون – دعنا نسميهم , " فرسان الساحات الخالية " هؤلاء الذين يرمحون فى ميادين يعرفون مقدمآ أنه ليس فيها " عدو " وبالتالى ليس عليها قتال . وكعادتى , لم أجد ما يغرينى على الرد أو حتى الأصغاء الى صوتها أو حتى أنتظار اصدائها ....ولكنى خرجت عن هذه العادة مرتين :

الاولى , حين نشرت احدى الصحف العربية عنوانآ رئيسيآ , بمعارضة " رحلة القدس قالت فيها بالحرف الواحد " واحد ضد مصر " . وكان ردى , فى خاتمة مقال نشر خارج مصرأيضآ " بل واحد من مصر " .
والثانى , كان الرد كتابآ وليس مقالآ , عنوانه " بين الصحافة والسياسة " وهو يحكى بنفسه قصته , ولا اريد أن اعود اليها لانها قصة مؤلمة حزينة ..



وتلخيصآ , فان كل ما نشرته خارج مصر فى وقت المنع يندرج أما تحت كتب كاملة أو مقالات أو محاضرت فى جامعات عالمية أو أحاديث صحفية .

كلها فى الغالب – باللغة الأنجليزية . لم يترجم منها الى العربية الأ الكتب وبعض المقالات .


وقد أسندت الى الصديق والأستاذ " فهمى هويدى " مهمة اختيار الأحاديث التى يضمها هذا الكتاب من بين كم هائل جمعته " دار الشروق " - التى كانت صاحبة فكرة الكتاب فى الأساس - ورجوته نقلها بنصوصها كاملة , وبدون أدخال اى تعديل عليها , وأضافة تواريخها , واسم الصحيفة, والزميل الذى قام بها .

وعندما أطلعت على النتيجة النهائية للأختيار كان عرفانى للصديق الذى قام بهذه الأمانة صادقآ وعميقآ .

وبعد فهذه نماذج من أحاديث قيلت فى وجه العاصفة وكل أملى من نشرها – كما أسلفت – أن تطرح موضوعها . وأن تستكمل السجل , ثم أن تجلو وجه الحقيقة ...(أنتهى كلام الأستاذ)


من الجدير بالذكر , أن من قام بهذه اللقاءات أصبحوا الأن أعلام الأعلام العربى , نذكر منهم " مفيد فوزى , عادل حمودة , مكرم محمد أحمد , صلاح عيسى , هدى الحسينى , حسن صبرا " .



حجم الملف ( 10 ) ميجا .

للتحميل :

1- أفتح هذا اللنيك

http://www.4shared.com/file/2423484/872e765b/storm.html

2- أنزل لتحت على اليسار .
3- أنتظر ثلاثة ثوانى ...وسيظهر لك كلمة ( download) .
4- أضعط عليها , ليبدأ التحميل .


منقول