المقامة العزائية
بقلم أ/ عبد الجليل الروحاني الأديب اليمني
قال أبو الفتح اليماني : قال ضرغام : رأيت أحد الأصدقاء رأيته ممتقع اللون مظلم كالجون مكفهر الوجه ,واهن الجسد , فسلمت عليه ,ثم سألته : ما الخطب الجليل الذي حل بك ؟
فقال لي : يا صديقي الحبيب إن عقلي طار , وفي فؤادي شعلة نار .
ثم قال لي - وقد همت من مقلتيه الدموع , وتبدى لي كأنه خائف مفجوع - : لقد فارق خروفي الحياة , وكثر له النعاة , لقد أصابني النصب , واشتد علي الوصب , لهول هذه الفاجعة الأليمة التي جعلت مهجتي سقيمة ,
بتُّ كأم رؤوم فقدت الولد , تبحث عنه في أرجاء البلد ,!!!!!
ليت الخنساء حاضرة ٌ ؛ لترثيني بمراثيها الحسناء , ومع ذلك فإن قيمته دَين , وهذا ما أصم الأذن وأعمى العين , والأدهى والأمر أنني حملته على الكواهل من (الجزب) حتى (سهل باقل )
لقد قضى نحبه في (حبابة ) لعمري ذاك المحبوب , فؤاده صافٍ كالسحابة !!
بكى عليه الطرس والقلم , واعتصر الفؤادَ الألم .
فقلت له مواسيا , عظم الله أجرك وأعلى قدرك , وزاد الله صبرك هون عليك , فسهم الموت صائب ,
فقال لي : الحمد لله على كل حال ؛ فتلك أقدار وآجال .
ثق أنني _ إن شاء الله _ في المرة القادمة سأشتري خروفاًُ متعلما ً .
فضحكت منه ثم قلت له ممازحا ً : هل سيكون مؤهله (بكالوريوس أم دبلوم ) ؟؟؟!!
فضحك صديقي المثقل بالهموم و قال : بل الدبلوم العالي , حتى نتساوى أنا والمحبوب الغالي .
فقلت له: وفقك الله
ثم فارقته مترنما بالإنشاد :
إنما الدنيا هبات وعوارٍ مستردة شدة بعد رخاء ورخاء بعد شدة