موال بغدادى سمعت ترانيمه من الشاعر المصرى الكبير فاروق شوشة فعجبنى
فما رأيكم فى الاستماع الى الربابة المصرية الحزينة وهى تغنى الألم وتعزف الحزن وتتنهد حسرات القلب فتجرى دموع النيل حزنا على دموع الفرات
موال بغدادى وكلمات بغدادية من حروف فاروقية
اتمنى ان تعجبكم
,
,
ياليل, ياعين, ياأحلام, ياقمر
ياحب, ياوجد, ياأشواق, ياسهر
شط المزار, وكل الصحب قد هجروا
فأظلم الكون لاأنس, ولاسمر
ولاظلال, ولا ري, ولا مطرهات اسقني مهل دجلة
في نهلة بعد نهلة
لعل ماء المذلة
يصير يوما تعلة
لكل من رحلوا كالطيف, أو عبروا
لم ندر هل صدقوا في العهد أم غدروا!
***
ياليل بغداد, هل بغداد بغداد!
وهل لموالها شدو وإنشاد؟
وهل لأطيارها في الأفق ميعاد؟
وهل ستهجع أرواح وأجساد؟
آهاتها كل يوم فيك تزداد!
عيناك من سحر بابل
أم من أزيز القنابل
تفجران الزلازل
في طغمة لم تقاتل
ميراث أيامهم سحل وأصفاد
لكنه في سجل القهر أمجاد!
***
قلبي مع الباحثين الآن عن طلل
وعن رصيف, وعن مقهي وعن أمل
وعن مفاتيح جرح غير مندمل
وعن بقايا صبا ولي علي عجل
وطارق دق أبوابا بلا ملل
هل ثم دار ومأوي؟
أم جب حلم ومهوي!
وهالك دون مثوي
محوه بالأمس محوا
فهل يفيق, وهل ينجو من الخبل؟
أم أن مقدوره إغفاءة الأجل!
***
هل أنت باق هنا ياليل أم عابر! ؟
وهل وعيت الذي يبكي له الشاعر!؟
وهل مددت يدا للبائس العاثر؟
وهل هبطت علي ركن بلا زائر؟
لم يبق منه سوي تذكاره الغابر!
ليل وليل وليل
وثم صمت وويل
وثم سرج وخيل
وفارس وهو ذيل!
هل أنت ياليلنا, ليل بلا آخر؟
أم أنت جرح بعيد المنتأي غائر!
***
ياليل, ياعين, ياأيام, ياأبد
وياسرابا خوونا كله بدد
هبك انقشعت, فهل جربت مانجد
ونحن فجر حسير كله كمد
ولم يعد في مآقي دمعنا مدد!
كانت, وكانوا, وكنا
قلبا غفي واطمأنا
يظن للعيش معني
ولا يري الكون سجنا
هيا تلفت, فمافي دارهم أحد!
لا الناس ناس, ولا بلدانهم بلد!
***
من أنت ياشاخصا في البعد تنتظر
لعل ضوءا من الآفاق ينهمر
أو ظلمة من دياجي القهر تنحسر
لاتنتظر أحدا... فالقلب منكسر
والسر يطوي بعيدا, ثم يستتر!
إني أنادي, أنادي
من قاع ليل الحداد
أصبح: أين بلادي؟
وأين مائي وزادي؟
هل أنت من توجوك اليوم, وانتشروا!
للسلب والنهب, والتاريخ يندثر
***
ياليل بغداد هل تدري بكل خفي!
وهل تري ماأري في كل منعطف؟
وهل تحس بشيء فيك مختلف!
ونحن نمعن في الخذلان والتلف
وما يدير رؤوس الناس من خرف!
يوما ستروي, وتحكي
عن كل طيش وإفك
وكل نهب وفتك
إنا ليوميك نبكي
واضيعة العمر بين القهر, والصلف!
وسالف قادنارغما إلي الخلف!
***
أنت العراق, وأنت الحزن والألم
وهادر من عصي الموج يلتطم
إذا تشابكت الأنوار والظلم
وعربدت في البوادي فتنة عمم
وظن كل قبيل أنه العلم
دوس علي الشول, وأمضي
بركان جمر وومض
وباركي كل أرض
تصون أشلاء عرض
القوم صنفان: مأجور ومتم
وأنت تبنين ـ رغم اليأس ـ ماهدموا!
أنت العراق, فهل تدرين ما أنت ؟
***
يانخلة سمعت في عالم النبت
وظللت كل حي, حيثما كنت
أمومة من رحيق الطل والوقت
وكبرياء شموخ رائع السمت
هززتها فاستطالت
وبالرياحين مالت
وحين طابت, وسالت
صالت طويلا, وجالت
كالسيف, يقطع رأس القهر والمقد؟
ومستحيلا يرد الموت, بالموت!
***
ياليل, ياعين, ياأطياف, يامحن
ياكل جرح جديد, ساقه الزمن
ياكل صدع, وتحت الصدع نندفن
ياكل عزم تولي كبره الوهن
ياكل موت سيأتي, ماله ثمن!
أما كفي! ذاك يكفي!
من ليل خوف لخوف
مابين حتف وحتف
وموسم للتشفي!
غد سيأتي, ويمضي, وهو مرتهن
ونحن ننعي رمادا... واسمه الوطن!