قراءة في البيان السياسي للمؤتمر الناصري العام

قراءة في البيان السياسي
للمؤتمر الناصري العام في دورته الثالثة / تموز 2006 م
بقلم : د . محمد أيوب
تحت شعار " المقاومة خيار الأمة " انعقد المؤتمر الناصري العام الثالث في القاهرة ليؤكد ويرفد حالة النهوض التي تشهدها الساحة العربية وخصوصا ساحة مقاومة محاولات الهيمنة الأمريكية على مقدرات المنطقة من خلال صيغة الشرق الأوسط الجديد الذي تطمح أمريكا إلى تنفيذه لإحكام سيطرتها على دول المنطقة وتفتيتها إلى كيانات هزيلة متصارعة ، بحيث يتورط أبناء المنطقة في سلسلة من الحروب الأهلية بدلا من تجسيد حلم الوحدة الذي يخيف الدول الاستعمارية ويؤرقها .
ولعل ما يحدث في لبنان وفلسطين والعراق والسودان والصومال هو دليل واضح يؤكد سوء النوايا الأمريكية في المنطقة ، ومع ذلك جوبه الاحتلال الأمريكي للعراق بمقاومة باسلة يحاول البعض تشويهها بارتكاب أعمال تسيء إلى المقاومة وتسمها بالإرهاب ، وقد أكد البيان السياسي الصادر عن المؤتمر أن مصر ليست بعيدة عن هذا المخطط ، بل إن أمريكا تهدف من وراء ما يجري في العراق وفلسطين ولبنان والصومال إلى إحكام الطوق حول مصر والسيطرة عليها سيطرة تامة باعتبارها قلب هذه الأمة، ومع ذلك يقف النظام الرسمي العربي موقف المتفرج ، بل موقف المتواطئ ، ليس فقط بالصمت وإنما بالمشاركة الفعلية في شجب المقاومة اللبنانية والعراقية وتحميلها مسئولية العدوان الواقع على البلدين ، وبذلك يأخذ هذا النظام الرسمي العربي المستغل مكانه الطبيعي إلى جانب مخططات العدوان وأهدافه ، كما أكد البيان أن الاستبداد والفساد يضعفان مناعة الجماهير ويخرجان هذه الجماهير من خندق مواجهة الأعداء الخارجيين ، وبالتالي إخراجها من عملية صنع التقدم والنمو في مجالات الحياة المختلفة .
إن انتصار المقاومة في لبنان والعراق وفلسطين سيسقط ورقة التوت عن عورة النظام الرسمي العربي ، بل إن هذا الانتصار سيؤدي إلى سقوط هذا النظام وسيكون له انعكاسات مصيرية على مستقبل الأمة العربية .
وقد أكد البيان على عالمية المعركة ضد العدوان الأمريكي على دول العالم المختلفة ، فقد حققت القوى المناهضة للسيطرة الأمريكية انتصارات واضحة في أمريكا الجنوبية ، مما يؤكد على أن التصدي لأمريكا بات أمرا ممكنا وخيارا وحيدا لاستقلال إرادة الشعوب وانتصارها وتحقيق تقدمها ، ولعل موقف فنزويلا الأخير من الحرب على لبنان وسحب سفيرها من إسرائيل خير دليل على وحدة جبهة المقاومة ضد أمريكا ويوضح أهمية تلاحم قوى هذه الجبهة المعارضة للهيمنة والتفرد الأمريكي بتقرير مستقبل العالم .
والبيان يؤكد أن روح عبد الناصر ما زالت ترفرف فوقنا وأن فكره ما زال حيا ، وأن فلسفة ثورة يوليو وميثاقها وبيان 30 مارس ما زالت تشع وتتجدد وأن نبع المقاومة لم ولن ينضب وأن أجيال المقاومة تتابع ، ولكننا بحاجة إلى نبذ الخلافات المصطنعة والهامشية التي لا تخدم سوى جبهة الهيمنة والسيطرة الأمريكية ، يجب أن تتداخل وتتلاحم تلك الدوائر التي تحدث عنها عبد الناصر وعمل من أجل تحقيقها ، وهي دائرة الأمة العربية ودائرة الشعوب والأمم الإسلامية ، والدائرة العالمية ، إن روح عبد الناصر تنبعث من جديد في هذا البيان الذي أكد على الدعم المطلق لخيار المقاومة في المنطقة العربية والعالم ، ودعم المقاومة العراقية من أجل الحفاظ على وحدة التراب العراقي ووحدة شعبه وصيانة هويته ، ودعا البيان إلى مقاطعة الحكومة العراقية التي أفرزها الاحتلال الأمريكي .
كما أكد البيان على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية وان المقاومة وحدها هي طريق تحرير فلسطين انطلاقا من مقولة عبد الناصر " ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة " وأن مشاريع التسوية تهدف إلى إطالة عمر الاحتلال الاستيطاني الصهيوني وتكريس المشروع الصهيوني الذي بدت عليه مظاهر الضعف والترهل التي كشف عنها صمود المقاومة اللبنانية في وجه آلة الحرب الإسرائيلية .
وانطلاقا من أرضية الفكر القومي الناصري أكد البيان على ضرورة منح حق تقرير المصير للشعب العربي في الأحواز " الأهواز أو خوزستان " وهو إقليم عربستان الذي حرر العراق معظمه في حربه ضد إيران ، وطالب البيان بضرورة إعادة النظر في السياسة الإيرانية تجاه العراق ودول الخليج بما يعزز التلاحم بين العرب والإيرانيين في مواجهة المخططات الأمريكية المعادية بدلا من البحث عن أسباب النزاع والخلاف وتضخيمها ، وعليه نادى المؤتمر بضرورة إعادة الجزر العربية التي تحتلها إيران وهي طمب الصغرى وطمب الكبرى وأبو موسى حتى تنتفي أسباب النزاع لقطع الطريق على محاولات أمريكا لاستغلال القضية باعتبارها لغما موقوتا يمكن تفجيره في أي وقت لإشعال نيران حرب أخرى في المنطقة ، وقد أكد المؤتمر على أهمية وضرورة التغيير الديمقراطي ومواجهة الاستبداد والفساد كشرط أساسي لتحقيق تقدم الإنسان العربي وتنمية المجتمع ووحدته ، وكذلك تقوية جبهة المقاومة للمخططات العدوانية والتحديات الخارجية .
وقد ركز البيان على أهمية عناصر الإنتاج في المجتمع العربي وأبدى دعمه لنقابة المهندسين وطالب برفع الحراسة المفروضة عليها ، كما أدان الأنظمة المتواطئة مع العدوان والفتاوى التي تسيء إلى المقاومة في لبنان ، كما أضاء البيان شعلة ساطعة حين أكد على أن من هزموا حلف بغداد " السنتو " ومشروع الهلال الخصيب ونظرية الفراغ في الشرق الأوسط التي نادى بها أيزنهاور قادرون على هزيمة مشروع الشرق الأوسط الجديد .
أهداف سامية وغايات نبيلة نجد أنفسنا ملزمين بالوقوف إلى جانبها ، ولكننا نود أن يطرح المؤتمر آلية عمل لتحقيق هذه الأهداف سواء أكانت هذه الآلية تتعلق بالمجال التنظيمي بحيث يتحول المؤتمر الناصري العام إلى حركة جماهيرية على مستوى الوطن العربي والدخول في تحالف جبهوي مع كافة القوى المعادية للمشروع الأمريكي و التي يجب عليها أن تتناسى حساسياتها السابقة وأن تضع المستقبل نصب أعينها لأن الخطر بات يهدد الجميع دون أن يستثني أي طرف ، ولن يقبل المعتدون بأقل من الخضوع التام ، لا بد من وجود آليات عمل واضحة ولا بد من وجود رجال مخلصين يعملون بجد على ترجمة هذا البيان إلى حقيقة على أرض الواقع .
وقد لفت نظري غياب المرأة عن عضوية الأمانة العامة للمؤتمر علما بان المرأة تشكل نصف المجتمع وركنا أساسيا من أركان التقدم وبناء الإنسان فيه ، ترى ، هل يكمن السبب في عزوف المرأة وعدم رغبتها في المشاركة ، أم أن الفكر القومي لا يترك هامشا للمرأة ويحصر نضاله في أوساط الرجال وتكريس المجتمع الذكوري ، نأمل أن يكون للمرأة دور واضح في الأمانة العامة القادمة التي ستنبثق عن المؤتمر العام الرابع ليصبح ركنا المجتمع شركاء في النضال ضد القوى المعادية الخارجية والداخلية .
كل التحية لروح عبد الناصر وفكره ولكل من يحمل راية هذا الفكر ويدافع عنها وعن المظلومين والمقهورين ، وراية الوحدة العربية باعتبار هذه الوحدة هدفا ووسيلة ، فهي هدف لأنه لا كرامة لنا دون تحقيق الوحدة العربية ودون تجاوز هذه الكيانات المصطنعة ، وهي وسيلة نصل بها لأن نصبح دولة عظمى يحسب لها كل الظالمين ألف حساب وحساب .
تحية لك يا أبا خالد وطيب الله ثراك وعوضنا عنك خير العوض ، ندعو الله أن يقيض لهذه الأمة رجالا يكملون مسيرتك التي بدأتها والتي تكالب المعتدون والمتآمرون عليها وحاولوا وأدها ، لم تمت يا أبا خالد لأنك ما زلت حيا في قلوب من عرفك من الفلسطينيين والعرب بعد أن تكالب الظلام علينا من بعدك ، رحمك الله رحمة واسعة .وخلد ذكراك .

د محمد أيوب .
كل الإحترام والتقدير لشخصك ..

ما كتب هنا ، هو الحلم العربي ، الذي حين اجتمعوا عليه في أغنية ، اختلفو ، وظهرت الفرقة بينهم للأسف ، حتى في مباريات كرة القدم ، بعض الفرق ترفض الإشتراك وتنسحب بسبب خلافات سياسية ، وبعضها يعتذر عن حضور أي مؤتمر للدول العربية .
هل تعتقد أن حلم الوحدة العربية سيتحقق يوما في توحيد الجهود لحل كل الأزمات السياسية المطروحة على الساحة ؟؟
رحم الله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ، الذي جاهد ببسالة في سبيل تحقيق هذا الحلم .
ليس قنوطا ولا يأسا ، إنما واقع مرير نعيشه لحظة بلحظة ، وأحداث لبنان شواهد .

عفوا أيها الأخ الفاضل

أليس الفكر المبني على المقاومة هو فكر كل شرفاء هذه الأمة ، بل فكر الإسلاميين " الرادكاليين " كما يحب الفكر الناصري أن يسميه ، و أليس هذه هي المبادئ الأساس الني قام عليها كل حجر و مقلاع على أرض فلسطين ؟!
فلم هي روح " عبد الناصر " هنا وحدها ؟!!!

تحيتي .

د محمد أيوب .
كل الإحترام والتقدير لشخصك ..

ما كتب هنا ، هو الحلم العربي ، الذي حين اجتمعوا عليه في أغنية ، اختلفو ، وظهرت الفرقة بينهم للأسف ، حتى في مباريات كرة القدم ، بعض الفرق ترفض الإشتراك وتنسحب بسبب خلافات سياسية ، وبعضها يعتذر عن حضور أي مؤتمر للدول العربية .
هل تعتقد أن حلم الوحدة العربية سيتحقق يوما في توحيد الجهود لحل كل الأزمات السياسية المطروحة على الساحة ؟؟
رحم الله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ، الذي جاهد ببسالة في سبيل تحقيق هذا الحلم .
ليس قنوطا ولا يأسا ، إنما واقع مرير نعيشه لحظة بلحظة ، وأحداث لبنان شواهد .

يتحقق بلا شك ما دام هناك من يؤمن بالوحدة ويسعى إلى تحقيقها مهما طالت الطريق فلا مفر من الوحدة العربية لنها رمز كرامتنا
تحياتي
د . محمد أيوب