كيف أبنيك ياوطني \ 3
يرى الكثير منا أن علة تقهقرنا هي الحاكم الذي أتهمناه بالعمالة والخنوع للمستعمر بدليل أنه يبغي المحافظة على كرسيه
وهذا موقف خاطىء منا
لان من يعول عليه في التغيير والتأثير هو الانسان
الانسان الذي ساهم بصورة غير مباشرة لجعل حكامنا بهذه الدرجة من الضعف وتجاهل مصالح الامة بالقياس الى مصلحتهم الخاصة
الانسان الذي في أكثر حالته ثورية نراه يفتعل أنقلابات عسكرية تطيح بحكام وتأتينا بحكام آخرين لنظل في نفس الدوامة نغير الصداع بالاسهال وننسى البحث عن علة مرضنا
أقول
أن الانسان هو غاية النهضة ووسيلتها
ولكن أي أنسان هذا وماهي مواصفاته
ستقولون الانسان المسلم
وأقول نعم هو كذلك ، ولكن هذا مصطلح فضفاف يحتمل الكثير من التبعات والمواصفات
وأنا أعني بالانسان اليوم هنا هو ذلك الشخص الذي أتضحت في سلوكياته بعد بزوغ الفكرة الدينية في مجمل تحركاته ونشاطاته فيقوم بتركيب عناصر التحضر والتجدد وترتيب اولويات حياته تبعا ً لقانون الا سلام الاوحد والأهم وهو .... التوحيد
وعندما أقول التوحيد فأني أعني بالضبط أن يسخر ويرفض الانسان أي سلطان عليه سوى سلطان ومراد الله تعالى
وإذ ذاك فأنه سينظم طاقتة الحيوية كفرد يعيش في مجتمع ملتزم بآلية الحقوق والواجبات
حتى نصل معه في نهاية المطاف الى خلق ... الايثار
فالمنظومة القيمية ماأرادها الله تعالى لتكون متون وعظية أو قراءات شفهية لمضمون الاسلام بل هي مجموعة محفزات وأوامر ونواه تثير في الفرد الحركة والنشاط بحيث يتحرر في هذه المرحلة الأولى الصاعدة من هيمنة أطماعه وحبه لذاته ويخضع لهيمنة الروح ، كونه خلية متواصلة العطاء ضمن جسم المجتمع الاسلامي بعد أن توثق وتأكد من أن الخلايا الباقية تعمل بنفس التوجه في الاصلاح المنشود
وفي هذه المرحلة تصل "شبكة العلاقات الاجتماعية" إلى قمة كثافتها (فيصبح المجتمع كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً) وهذا هو وضع النهوض المجدي
وهو ماحصل في المرحلة النبوية ومرحلة الخلافة الراشدة
فنسي الناس إذ ذاك آلية الثأر التي كانت الوسيلة السائدة لتحصيل الحقوق فيما بين أفراد المجتمع لتحل محلها آلية أسلامية جديدة تدعـــى .. ( القصاص )
فلم تعد الحمية تأخذ بعقول الناس وعواطفهم ولم تعد تدفعهم ليقترفوا القتل العشوائي وآمنوا أن للأنسان وقد صار في الاسلام قيمة معنوية من حيث حرمة قتله تعادل حرمة الكعبة المشرفة رمز توحيد جهود المسلمين وقبلتهم في صلواتهم الى الله تعالى
وهنا سيتبادر الى أذهاننا السؤال التالي
ماهي مواصفات أنسان اليوم التي جعلته لايشبه أنسان مرحلة النبوة
وسأترك الجواب اليكم سادتي الافاضل