|
بانت رهـامُ وخفّـت بالهـوى الإبـلُ |
إذ لم تصلك ولم تشفـع لـك الرسـلُ |
مـا أسعفتـك غـداة البيـن نظرتُهـا |
ولا التـأوّه ُ فـي بعـدٍ ولا الجُـمَـلُ |
لمّـا خلـوتَ إلـى الزهـراء ترقبهـا |
والشوق لوعتـه فـي القلـب تتصـلُ |
جـادت عيونـك بالدمعـات تسكبـهـا |
سَكْبَ الشتاء يجـود المُسبِـلُ الهَطِـلُ |
ما للفـؤاد إذا قلنـا : سـلا ، قتلـت |
أوجاعُـهُ دَنِفـاً فـي الحـبّ يشتعـلُ |
قـد نبّهتـه دنـان ُ الـراحِ يشربهـا |
وأجّجتـه ريـاحُ الـشـوق تنتـقـلُ |
يقـول إذ بلـغ الحلـقـومَ سائغُـهـا |
وليـس للبعـــد عـن آهاتـه سـبـلُ |
لا ضيرَ أنك قـد أزهقـت لـي أملـي |
قد مات من زمنٍ فـي عشقنـا الأمـلُ |
لا ضير انكِ قـد هدّمـتِ لـي مجـدي |
فالمجـد سيدتـي مـذبـوحُ مكتـهـلُ |
لا ضير انـك قـد زينـت لـي حبـاً |
والحـبُّ كالنجـم ، كالأجـرام يأتفـلُ |
تلك الشـروطُ شـروطُ الحـب قاسيـة |
بينـي و بينـكِ إذ لـن ينفـع الجـدلُ |
دمعي السبيل وذلّـي القصـد آنستـي؟ |
إنـي الأنـوف وإنـي الشـمّ والجبـلُ |
أي خاب مسعاكِ في إخضاع من خضعت |
له الحـروفُ وأعلـت عـزّه الجُمَـلُ |
هذا الخـداع لـه فـي حبنـا قصـصٌ |
والكِـذْبُ آنستـي بالـكِـذْبِ يتـصـلُ |
قلتـي أحبـك، كـم مـن مـرة قلتـي |
لغيـري الحـب فـي أكنافـه الغـزلُ؟ |
كم قد بسمتي لغيري يـا رهـام ،وكـم |
بالعشق اوجعتي من كانوا ومن رحلـوا |
قبلي الرجـالُ علـى أذيالـك امتهنـوا |
لكننـــــي رجـلٌ مــا مثـلـه رجــلُ |
لكننـي رجـلٌ مــا مثـلـه رجــلُ |
لكننـي مـثـلٌ مــا مثـلـه مـثـلُ |
قولي لكبـرك يـا ريهـام قـد رحلـت |
كـل الرجـال وصـار العشـق ينتعـلُ |
قولـي لحسنـك مـا للحسـن منفعـةٌ |
ولا الصبابـة فـي أحشائهـا المـلـلُ |
هذي المحاسن قـد اطفـى مشاعلهـا |
شـكّّ وبغـضٌ وكبـرٌ كـلّـه كـلـلُ |
أما العيـون فكـان السحـر يغمرهـا |
والآن لحظـك بالبغـضـاء يكتـحـلُ |
فأيـن عطـرك والأزهـار تحـسـده |
وأيـن قـدّكِ بيـن النـاس يفتـتـلُ |
جنت عليـك ظنـونٌ لسـت أعلمهـا |
وعنـدك القلـب للواشـيـن يمتـثـلُ |
قالوا: يخونك ، قالـوا: كـاذبٌ أشِـرٌ |
صدقت ويلك ما قالـوا ومـا هزلـوا؟ |
لـو كنـتِ موقنـةً بالحـبّ آنسـتـي |
لو كنت مدركةً مـن قبـلُ مـا نقلـوا |
هل علّمـوك فنـون الهجـر صنعتهـم |
يا ويحهم جهلوا يا عظـم مـا فعلـوا |
كنـت الفراشـة والأزهـار مرقـدهـا |
والآن ضائـعـة بالـكـره تغتـسـلُ |
كنـت الحمامـة مـا فتـأت مـغـردةً |
والآن عابـسـة للـنـاس تـعـتـزلُ |
عودي لرشـدك يـا ريهـام واتئـدي |
لمثلـك الشعـر والكلـمـات تمتـثـلُ |
عـودي لعهـدٍ يـا ريهـام يجمعـنـا |
عودي يجلّـك فـي أحشائـي الوجـلُ |
مـا بيننـا بـاقٍ إن كـنـت باقـيـةً |
إذ حبّنـا مــاضٍ وليغـفـر الـزلـلُ |