الرجولة صفة جميلة وأجمل منها امتزاجها بالفضيلة وانصهارها فى بوتقة الايمان بالخالق والوفاء له بالعهد سبحانه (( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه)) إن رجولة المؤمن تاج يزين رأسه وروح تدعم بأسه وقوة تبدد يأسه وجناح يضرب به الرذيلة فيصرعها ويحنو به على الفضيلة فيرفعها ومن ثم يصفو من الكآبة وجه الحياة !!
ليس من سمات تلك الرجولة أن يندفع الانسان فى غير روية مطنطنا بإيمانه زهوا
كالطاووس بعباداته ومختالا فى الارض بإحسانه شامخا بأنفه متعاليا على غيره بادعاءاته ومغامراته فتلك نقائض تدخله فى دائرة الخروج عن حدود رب السماء الذى تؤدى له الفرائض دون زهو بهذا الاداء
وليس من ابناء تلك الرجولة ولا من المنتسبين اليها من لايفرق بين الرذيلة والفضيلة أو يكاد يستحى من الثانية ويفخر بالأولى وليس منهم من يعتقد أن الشرف كل الشرف الحصول على المال حتى وان كان السبيل اليه ( الغاية تبرر الوسيلة ) ولكن الحق أحق ان يتبع وإن فاقد الشىء لايعطيه وانه لا يصح الاالصحيح وتلك هى قوانين الله فى كونه
ويبقى القول الفصل وهو أن من يريد ان يتحلى برجولة المؤمن الحق التى مدحهم الله بها فى كتابه فعليه أن يقتدى بأخلاق رسول الله وسجاياه فقد أدبه ربه فأحسن تأديبه وغرس فى نفسه رجولة إيمانية لا تحظى بمثلها نفس بشرية
فيا كل من يريد ان يتعلم ويعلم الابناء ذلك النموذج الرفيع من الرجولة عليك بحياة الرسول صلوات الله عليه وسلامه فهى زاخرة بأعظم مثال يحتذى به للرجولة الحقيقية للوصول الى التخلق بأشرف الاخلاق والتحلى بأكرم الخصال وأروع الافعال
عليكم بمدرسته فهى اعظم المدارس فى التاريخ الاسلامى كله لأن منهاجها القرآن وسنته صلى الله عليه وسلم لنتعلم منها كيف يكون السلوك الاسلامى وكيف يطبق ولنعرف ماهى حقيقة الايمان وماهو الاخلاص فى العمل وماهى الشجاعة الادبية والصبر والثبات على المبدأ وسيلة للنجاح
ونتعلم منها كيف نسير فى درب النجاة
وان الرجولة مبادىء وليست شعارات
الرجولة مبادىء وليست شعارات