|
الحمدُ للهِ خابَ المكرُ والضررُ |
وخيَّبَ اللهُ منْ بالليثِ قدْ مكرُوا |
قدْ قدَّرَ اللهُ والأقدارُ جاريةٌ |
هذي الحوادثُ يحدو سيرَهَا القدرُ |
خطَّ العدوُّ معَ الأنذالِ خطتَهُ |
وأذرعُ الشرِّ منها يُقْذَفُ الشررُ |
كادَ العدو بعبدِ الله ِفانتصرتْ |
كفُّ النجاة فزالَ الكيدُ والخطرُ |
عبدُ العزيزِ أعزَّ اللهُ جبهتَهُ |
وخيَّبَ الكفرَ والكفَّارَ فاندحرُوا |
قدْ أنزلَ الرعبَ في أوصالهمْ نفرٌ |
منَ الكتائبِ نِعْمَ الصِّيدُ والنَّفَرُ |
هذي الكتائبُ مثلُ الريحِ عاصفةً |
في لُجَّةِ الحربِ لاتُبْقِي ولاتَذَرُ |
فما استطاعوا بهاكيداً وماقَدِروا |
أنْ يُوقفوا السيلَ حينَ اشتدتِ المطرُ |
طارتْ اليهِ سهامُ البغي غادرةً |
إنَّ اليهودَ إذا ماعاهدُوا غدرُوا |
وشرعةُالغدرِ دينٌ في عقيدتِهمْ |
فهمُ الذينَ بخيرِ الخلْقِ قدْ مكرُوا |
جاءتْ تحلِّقُ في الأجواءِ طائرةٌ |
تراقبُ الليثَ أنْ يبدو لهُ أثَرُ |
فامطرتهُ بنارِ الحقدِ لاهبةً |
إنَّ الجبانَ له في حقدهِ صورُ |
فقدَّرَ اللهُ منْ عليائِهِ قدراً |
واللهُ أنجاكَ لمَّا خانَكَ الحَذَرُ |
عبدَ العزيزِ حماكَ اللهُ ياأبتي |
أنْ لا يصيبكَ منْ أحقادِهمْ ضررُ |
يامنْ تسامتْ على العلياءِ هامتهُ |
والنجمُ يحسدهُ والشمسُ القمرُ |
الحبُّ يَعْزِفُ في قلبي لكمْ نَغَمًا |
دوماً يئنُّ على أنغامهِ الوتَرُ |
أنتَ الفؤادُ وأنتَ الروحُ ياأبتي |
أنتَ اليدانِ وأنتَ السمعُ والبصرُ |
فداك نفسٌ لها من حبكمْ عبقٌ |
والمالُ الأهلُ والياقوتُ والدررُ |
يامنْ زرعتَ حماسَ العزِّ قنبلةً |
تشوي اليهودَ وفيها يَكْمنُ الظفرُ |
إني رأيتكَ يومَ الروعِ مبتسماً |
لايعتريكَ برغمِ الموقفِ الكَدَرُ |
لازلتِ تصرخُ رغمَ الجرحِ منتفضاً |
إنَّ الأسودَ إذا ماكُلِّموا زَأَرُوا |
خرَّتْ جموعُ بني الإسلامِ ساجدةً |
وسبحَ النجمُ والأطيارُ والشجرُ |
إنَّ القلوبَ بحمدِ اللهِ قدْ سجدتْ |
بالحُبِّ مفعمةٌ, بالحنقِ تستعرُ |
حبٌّ يفيضُ على أحبابها غدقاً |
ويلفحُ الحقدُ منْ باللهِ قدْ كفرُوا |
هذي الكتائبُ بالزلزالِ قدْ وَعَدَتْ |
إنَّ الأسودَ لجرحِ الليثِ تنتصرُ |
قلْ لليهودِ وقدْ ثارتْ كتائبُنَا |
إنَّ البراكينَ في حيفا ستنفجرُ |
فالجمرُ يُسْعَرُ والبركانُ مكتمنٌ |
والريحُ تزفرُ ياصهيونُ فانتظروا |
وابنوا الملاجيءَ والأسوارَ واستتروا |
فطالما في الوغى أنجتكمُ الحُفَرُ |
إن لمْ تموتوا وسيفُ الرعبِ منصلتٌ |
فلنْ تفوزوا بظلِّ الأمنِ فانتحرُوا |
لنْ ينطقَ اليومَ غيرُ اللغمِ منفجراً |
فكمْ تهاوى على القيعانِ مؤتمرُ |
آنَ الأوانُ ليصغي كلُّ ذي أدبٍ |
وليخرسِ الكونُ حتى ينطق الحجرُ |
وليرقبِ القومُ عندَ الصبحِ زلزلةً |
ومنْ دمانَا غداً يأتيكمُ الخبر |