بسم الله الرحمن الرحيم.
لست ماذا أصاب الامة العربية ؟... حتى أصبح الفرد العادى في ربوع وطننا يناصر هؤلاء الظلمة من الحكام العرب ، و هو لا يدري ، أ محقّ هو؟ ... أم على ضلالة ؟...
و إلاّ ماذا يفسّر الدفاع المستميث عن الحكومات العربية من طرف بعض الرعية ؟ ...
و المصيبة الكبرى أن هذه الحمى انتقلت حتى الى المنتديات ... فأصبحنا نشاهد من يتكلم عن بلده ، و سياستها و كأنه وزيرًا للخارجية . أو دبلوماسيًا من الطراز الأول . و الآخر يخوض في مقوّمات و مؤسسات الدولة تحسبه خبيرً في القانون الدولي. و آخر يرطن في تحليلات اقتصادية و يجهل حتى كيف ينظم راتبه ليعيل أسرته .
يا سادة ـ اتقوا الله ـ واعلموا أن كل الحكام العرب لا يخافون الله في شعوبهم ، و لهم ضمائر قد ماتت من زمان .
و تعالوا ننظر ماذا يجري في وطننا :
ـ خيرات البلاد : هل كل أفراد الشعب يتمتعون بمبدإ " لكل حسب عمله "؟ أم هناك تقسيم آخر . و اعلموا أن في الدول المتقدمة ، يطبّقون مبدأ " من أين لك هذا " حتى على أفراد الاسرة الحاكمة . و أين نحن من هؤلاء ؟..
ـ شرع الله : هل الاسلام يطبق في البلاد العربية بحذافيره ؟ ...
ـ القانون : هل الرعية تحاكم بمبدإ " الجريمة من جنس العمل " ؟... و هل القانون يطبق على الوضيع و الوجيه سواسية ؟ أم ان الرعية تؤخد بالشبهة ؟...
ـ الديمقراطية : إنه من المضحك والمبكي في آن واحد ، عندما نرى البعض يتشدق بالديمقراطية في بلده . حتى أصبح الفرد العادي في الغرب ، عندما يسخر من بعض الامور . فيقول : ( الديمقراطية على الطريقة العربية ) . و أصبحنا نكره هذه الكلمة لأنها أصبحت وبالاً علينا.
و اخيرًا و ليس آخرًا ، بقي لي أن أقول : إما أننا لم نبلغ حتى الآن الرشد ، لأننا نصدق كل ما يفعله هؤلاء الأقزام ؟ أو أن هؤلاء الحكام الاقزام قد اشترونا بأموالنا لندافع عنه ، و تلك الطامة الكبرى . أو أصبحنا نخافهم و نخاف كلابهم و جلاّديهم . عندئذ نقول : إننا شعوب ضعيفة يحكمها أقزام .