المصيـر
وقف الذّئب في النّعـاج خطيباً:
قال: عليكِ الأمـان شرْط أن تخلّصيني من حقل شوكٍ يعيق حرَكَتي ويُكبّـل انطلاقي؛ والشوك نباتٌ والنبات طعامُك لا طعامي.
اقتنعَت النّعاج بمنطق الذئب وراحت تطبّل وتزمّر له، موغلةً في الحقل متحمّـلة وخز الشوك وألمه ومنظر جروحها النازفة؛ حتى أتتْ على الشّوك كلّه وأتى الشوك على قواها بعد أن ارتوى من دماها، فخارَتْ عند أقدام الذئب في غيبوبة طويلة.
عوى الذئب عواءً جمَعَ ذئاب الغابة حول وليمةٍ عامرة، لم تُبْـقِ من النّعاج غير الصوف والعظام وحين سُئِلَ: كيف انتصرتَ على القطيع بمفردك؟ قال حين يُدني الخَصمُ أُذنَه إليك، فإنّه يلوي رأسَه مُختاراً.