يصنف مرض القولون أو ما يسمى بالمعي العصبي باعتباره واحداً من أكثر الأمراض الباطنية انتشاراً في العالم، حيث يعانيه أكثر من 30% من مراجعي عيادات الجهاز الهضمي ونسبة كبيرة من المرضى الذين يراجعون العيادات التخصصية المختلفة، ويطلق الأطباء عليه اسم القولون العصبي ذلك أن أعراضه ترتبط بشكل وثيق بالحالة النفسية وما يصاحبها من قلق وتوتر لدى المريض، وقد عُرف قديمًا بـ(القولنج) وعاناه ابن سينا ولم يفلح في علاج نفسه فقال عنه حساده: لا طبه أنقذ حياته، ولافلسفته أنقذت روحه.
ينتشر القولون العصبي بكثرة في المجتمعات الصناعية حيث إيقاع الحياة السريع وما يرافقها من قلق دائم وتوتر نفسي وخوف على الحياة والحرص على إنجاز الأعمال في مواعيدها المحددة ولذلك فإن البعض يعتبره "ضريبة التحضر".
أعراض القولون العصبي
إن القولون العصبي ليس مرضًا واحدًا، بل هو بمثابة متلازمة يشترك فيها مجموعة من الأعراض المختلفة، وتتراوح أعمار الذين يعانون نتيجة هذا الاضطراب الوظيفي بين العشرين والأربعين وقد تستمر معاناتهم لأكثر من ستة شهور متواصلة ، ويشكو المريض من الأعراض التالية:
- آلام البطن:
وتكون غير محددة في الغالب، حيث تنتقل من مكان لآخر لكنها تزداد خلال ساعات الانفعال والتوتر وفي أثناء الدورة الشهرية لدى النساء، وتخف حدته بعد انتهاء عملية الإخراج، ويعزى سبب هذه الآلام لتقلصات الأمعاء.
- تبدل وتغيير في عملية الإخراج:
حيث تتراوح بين حالة الإسهال الشديد المتكرر خصوصاً بعد الاستيقاظ من النوم الذي يصاحبه مغص وآلام في البطن، وبين الإمساك خصوصاً عند النساء حيث يكون البراز متقطعًا أو على شكل "كرات" وفي الوضع الطبيعي يجب ألا يصاحبه دم مطلقاً.
- انتفاخ البطن وتمدده:
ويحدث ذلك بفعل الغازات الناتجة عن تعفن الفضلات والإمساك، وتخف الآلام أو تتلاشى عندما تأخذ تلك الغازات طريقها باتجاه أعلى الجهاز الهضمي أو أسفله.
كما أن هناك أعراضًا أخرى تحدث ولكنها تتم بصورة غير منتظمة منها:
- الشعور بالغثيان.
- تهيج المثانة والشعور بالحاجة إلى التبول المتكرر.
- آلام مرافقة للجماع والدورة الشهرية.
- آلام عضلية في الصدر والظهر والأطراف.
- الإعياء العام.
العلامات السريرية
بعد الاستقصاء الكامل للسيرة المرضية يتولى الطبيب القيام بالكشف العام على مريضه وقد لا تظهر أية علامات محددة عليه، لكن قد يظهر انتفاخ في البطن أو آلام عند الضغط عليه في منطقة القولون.
وفي مرحلة أخرى يتم اللجوء إلى إجراء الفحوصات الطبية، وعادة فإن الفحوص المخبرية لا تظهر وجود أي دليل لمرض عضوي من خلال فحص الدم، وقد يضطر الطبيب إلى إجراء فحص تنظيري للقولون لاستبعاد أي مرض عضوي سواء كان التهابًا أو ورمًا أو تقرحات.
أسباب الاضطرابات الوظيفية للجهاز الهضمي
هناك عوامل عديدة تسبب هذا الاضطراب الوظيفي للجهاز الهضمي نذكر منها:
- عوامل نفسية:
حيث يغلب على هؤلاء المرضى القلق والتوتر العصبي والأمراض النفسية التي تنتج عن مشكلات في العمل أو داخل الأسرة كالخلافات الزوجية كالطلاق وغيرها.
- الاضطرابات الحركية:
حيث تؤثر العوامل النفسية والعصبية سالفة الذكر في حركة المعي العصبي خمولاً أو استثارة مؤدية إلى اضطرابات في الإمساك والإسهال.
- التحسس الغذائي:
ويكون على شكل عدم تقبل أنواع من الأطعمة لأسباب نفسية ومناعية غير أنه لا يعرف بالتحديد مدى تأثيرها ولا طريقة الكشف عنها.
- جراحة البطن:
فقد لوحظ أن كثيراً من مرضى المعي العصبي كانوا قد تعرضوا لجراحة سابقة كاستئصال الزائدة أو المرارة أو الرحم لدى المرأة.
طرق المعالجة:
ومن الأساليب العلاجية المتبعة:
- العلاج النفسي:
ويقتضي ذلك من الطبيب أن يدخل الطمأنينة والثقة لمريضه ذلك أن الخوف من المرض العضوي يعتبر في حد ذاته سببًا رئيسًا للمعي العصبي.
- العلاج بالأغذية (الحمية):
وتتضمن تقديم إرشادات للمرضى لأجل تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، والإقلال من بعض المشروبات كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية والتوقف عن تناول الدهون والبقوليات والمكسرات.
- العلاج العرضي:
حيث يتم علاج آلام البطن باستعمال مضادات التقلص بأشكالها الدوائية المتعددة، ويتم علاج الإمساك بالملينات الليفية ويفضل استخدام الألياف الصناعية بدل الألياف الطبيعية، أما إنتقاخ البطن بالغازات فإنه يعالج بزيت النعناع أو بعض الأدوية.