الفانوس
(من ذكريات أيام الخِطبة)
ديسمبر 2000
قد هلّ هلالُ الشهرِ.. فغارتْ منه شموسْ
رمضانُ أتى
فذهبتُ لأبتاعَ لنصفي الأحلى أجملَ فانوسْ
فسألتُ البائعَ عن أحلى فانوسْ
قال: "اختَرْ"
طوّفتُ بعيني مراتٍ حتى أختارْ
وأعدتُ الكرَّةَ حتى أرهقني التكرارْ
وقُبيلَ اليأسِ
رأيتُ الفانوسَ الأحلى
مصباحَ علاءِ الدينْ
ابتعتُ الفانوسَ المصباحَ وكنتُ سعيداً حين رجعتُ
ولكنّ سؤالاً قد أعياني طولَ طريقي
هل هذا المصباحُ حقيقي؟!
وإذا كان كذلك..ماذا أطلب لو خرج الماردُ لي؟!
ودلفتُ إلى غرفةِ نومي
وسؤالي ظلّ يدور برأسي
ماذا أطلبُ؟
هل أطلب شيئاً للمحبوبةِ؟
أم أطلب شيئاً ينفع نفسي؟!
وبدون شعورٍ كنتُ أحرّك كفّى فوق الفانوسِ المصباحِ
وفاجأني خيطُ دخانٍ قد لاح من المصباحِ
رميتُ بهِ
وكتمتُ على خوفٍ نَفَسي!!
ورأيتُ الماردَ يخرجُ
أُخفي سقفَ الحجرةْ
صاح بصوتٍ زلزلَ أذْني:
"لـــبّــيــكْ"
هذا مصباحُ علاءِ الدينْ
وأنا الخادمُ رهْنُ يديكْ
سألبّي أمرَك ما إن يخرجْ من شفتيكْ "
دبّت في القلب طمأنينةْ..
فنطقت:
"أعرفك الآنَ
رأيتك في الأفلامِ تحدّث مُخرجَكَ _المحظوظَ_ من المصباحِ
وتخبره أن يطلبَ أشياءَ ثلاثةْ "
فأجاب بصوتِ الواثق: "هذا في الأفلامْ
لكنّ الواقعَ مختلفٌ جداً
لك أن تطلب ما يحلو لكْ
إلا شيئاً بين الأشياء وحيداً
لا يمكنني تحقيقُهْ "
فسألتْ: "وما هذا الشيء؟"
فأجاب: "اطلبْ.. في الغالب لن يخطرَ في رأسك"
أعماني فيضُ فضولي.. قلت:
"أخبرني ما هو.. ثم انصرف الحينْ"
فأجاب: "اطلبْ ما تبغيه من "تلبانةَ*" حتى الصينْ
لكن لا تطلبْ تحريرَ فلسطينْ
هذا المطلبُ لا تنفذه قوةُ عفريتٍ
يخرج من مصباحِ علاءِ الدينْ
بل يحتاجُ لآخر أقوى
يسكن في مصباح
...صلاحِ الدين"
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
تلبانةَ : قرية بالمنصورة