لستُ أدري متى أكفّ عن هذه العادة .
التي تقتلني في كل لحظة ..
في يومي ..!
أقلب صفحات الجريدة..
اقرأ.. مازال البحث جارٍ عن الطفل المفقود فتبدأ غصة أولى في حشرجة مسار تنفسي
أقلبها لإخرى..
ومربع صغير يضم اسماء من وافتهم المنية ليلة أمس..
أتأمل الأعمار.. تصعد الغصة لدرجة اعلى ...
اغادر تصفح الجرائد..
افتح التلفاز..
طفل عمره 8 سنوات ... فقد ذراعه في حادث سير
اتأمل والدته وهي تحكي قصة الحادثة ,,
واشعر كما لو كان طفلي..
تتفاقم الغصة..لحشرجة وتضيق الأنفاس..
اغادر المكان..
يا ألله ... تتفاقم على مصائب الآخرين
تخنقني كما لو كانت في محيطي..!
اليوم .. سمعت عن هذا الصبي ...!
تدهورت حالة أسرته..
لم يكُ من خطب.. عدا ما أصابه من حادث ..!
لا أعلم مالحالة تحديداً...
لكني أشعر بكاء أمه يخترق قلبي ويبخر دمائة تتكثف لأعلى ..
لتقف غصة من جديد..
ياألله
يارحمن
يارحيم
أعلم ماتشعره المسكينة
أتنام ليلتها؟
أتهنأ بطعامٍ وتستلذ بشراب؟
تقلدت الدور,, لم اتقنه..
صرت أجول في بيتي..
ابحث عن مهرب..
لو كان صغيري..
لحملت وثير فراشه ,, وحضنته حدّ أن اقع مغشياً علي,,
أترك فراشه ..
أفتح خزانته..
ياألله .. بالأمس كنت أنا وهو هنا...
أضع بين يديه جديد الثياب..
أغادر غرفته..
أرقب من النافذة..
صديقه يقرع الجرس..
أهرع إلى السماعة,,,
واطلقها صرخة الألم التي احتبست غصات خنقتني ,
خنقت عبراتي ..
كل من في الشارع يبحث عن ضجيج الألم
صديقك ياصغيري تحت رحمة الرحيم
فلا تنسه من دعائك
اذهب لأمك ومرغ خدك على يديها الطاهرتين
اذهب ياصغيري...
فمن تبحث عنه لبست البسمة من أجله ثوب حداد مؤقت