أحدث المشاركات
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 13 من 13

الموضوع: كيف تصطاد المخابرات الاسرائيلية عملائها عبر الانترنت

  1. #11
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    و تستمر الحكاية
    حكاية المقاومين و العملاء
    فريقين يبرزان اختلاف النفوس و الهمم و الضمائر
    فاختر أيها الانسان أين تحب
    تحياتي
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  2. #12
    الصورة الرمزية ابراهيم محمود الخضور قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 1,053
    المواضيع : 98
    الردود : 1053
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم محمود الخضور مشاهدة المشاركة
    كيف تصطاد المخابرات الاسرائيلية عملائها عبر الانترنت

    --------------------------------------------------------------------------------
    بقلم / دكتور سمير محمود قديح
    باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية


    هذه القصة لشاب فلسطيني تم اصطياده من قبل المخابرات الصهيونية عبر شبكة الإنترنت ، فسقط في مستنقع العمالة حتى تم كشفه على من قبل أحد أجهزة الأمن الفلسطينية ، الذي بدوره قدمه للعدالة لينال جزاءه.

    البداية

    ولد (ج.ن) في عام 1978م في إحدى المدن الفلسطينية بقطاع غزة، ونشأ في أسرة مستورة يبحث فيها الوالد عن لقمة العيش لأبنائه من خلال عمل بسيط يقتات منه.. لم يكن الوالد أكثر من أي والد يظهر أن دوره ينحصر في توفير لقمة العيش والمصاريف المدرسية أو الجامعية دون أي بعد تربوي أو لمسة دينية يحتاجها كل ابن

    ترعرع (ج.ن) وما أن ذهب إلى المدرسة حتى بدأ يشاهد الأطفال من أبناء جلدته في حالة استنفار دائم، فهم يقارعون الاحتلال بأكفهم وحجارتهم الصغيرة على الطرقات في انتفاضة 87 ولأنه تعلم من أبيه أن يكون ابن كل مرحلة فإنه شارك في أعمال الانتفاضة، ومع دخوله المرحلة الثانوية بدأت بشائر استلام السلطة الفلسطينية زمام الأمور بعد اتفاق اوسلو، وبدأت الحركة المجتمعية والتغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي من حوله وأصبح كل ما يهمه في هذه القضية السؤال عن مستقبلها.. الكل أصبح يفكر في غده فصديقه س.ر قد وعد من عمه بمنحة في الخارج وصديقه (ع.ي) وعد من خاله بدورة ضباط أما هو فلا عم يعد ولا خال يتعهد، فكر "بطل" قضيتنا أن يعتمد على ذراعه خاصة وأنّه (فهلوي) يلعب بالبيضة والحجر كما يعتبر نفسه، أنهى الدراسة الثانوية العامة بنجاح عام 1996 ، ثم دخل الجامعة ليتخرج منها عام 2000م ولكن بمجرد أن أنهى الدراسة الجامعية بدأ الكير ينفخ في جمرات انتفاضة الأقصى التي ما لبثت عن اشتعلت نارها من جنوب القطاع إلى شمال الضفة ورغم أنّه اعتاد على أن يكون من أبناء كل مرحلة إلا انه أصيب باليأس والإحباط، فهو غير معني بقضية شعبه، وغير مكترث لما يدور حوله.. أراد أن يهرب من واقعه، لنسيان أنه قد وصل إلى مرحلة التقاعد قبل أن يجد وظيفة، حاول أن يبحث عن حل لمشكلة البطالة بـ "البيضة والحجر" إلا أن البطل "الفهلوي" لم يجد سوى الانترنت صديقاً مخلصاً وجليساً مسلياً، أعطاه كل وقته، وأنفق عليه كل نقوده، لا في مجال المعلوماتية "فهذه موضة مدّعي الثقافة (!)"، وإنما في مجال الدردشة، فهي أفضل دواء للملل وأفضل أنيس في الوحدة، بدأ يراسل من يعرف ومن لا يعرف، كل من في غرف الدردشة يمكن أن يكونوا أصدقاء، عرباً أو أجانب ، فتية أو فتيات، أصبح يتبادل المعلومات الشخصية المزيفة بداية فكيف سيعطي معلومات سليمة وهو الشاب الفهلوي واستمر على هذا الحال لأسابيع عدة.


    اهتمام رجل المخابرات به

    لم يتوان (ج.ن) في أن يقول قصته عبر الانترنت مع كل من يعرف وأصبح ايميله كرقم التلفون ولولا الإمكانيات لطبع الكروت الشخصية. لم يكن العميل (ص) ليهتم شخصيا بإيميله الذي أعطاه إياه فهو ليس من هواة الانترنت وإنما من هواة الديجيتال إلا أن ولاءه وإخلاصه لضابط المخابرات الصهيوني أبو هارون حتم عليه أن يعطيه هذه المعلومة التافهة.

    أخذ أبو هارون المعلومات الشخصية الخاصة بـ (ج.ن) وأخذ ايميله أيضا من خلال العميل (ص) ووضعها في درج مكتبه المكدس بالكثير من هذه المعلومات فهو درج المعلومات التافهة لقد كان أبو هارون منشغلا بمتابعة أخبار إحدى المجموعات المسلحة الناشطة منذ بدء انتفاضة الأقصى المباركة، حاول مرات ومرات أن يصل إليهم إلا أن احتياطاتهم الأمنية حالت دون ذلك، وفي إحدى الليالي وبينما أبو هارون يبحث عن حل لهذه المعضلة فإذا به يضرب رأسه ضربة أسقطت طاقيته السوداء الصغيرة وقال لنفسه: إن ايميل (ج.ن) معي وبحسب المعلومات الشخصية له فإن ابن عمه قائد المجموعة المسلحة، طلب أبو هارون من العميل (ص) معرفة العلاقة التي تربط (ج.ن) بابن عمه وأمهله يومين لإحضار المعلومات الدقيقة، وقبل انتهاء المدة اخبر العميل (ص) أبا هارون أنهما شديدا الصلة فعلاقاتهما قوية إلا أن (ج.ن) غير مكترث بأي عمل نضالي أو وطني فهو يشغل وقته بالانترنت محاولا نسيان هم البطالة.

    علم أبو هارون أن (ج.ن) هو السبيل الوحيد لقائد المجموعة المسلحة وابن عمه وصديقه وبدأ يدرس كيفية الوصول له وإسقاطه ولم يكن لـ (ج.ن) أي سبيل فهو لا يقترب من المخدرات، أو حتى الدخان، وليس له علاقات نسائية، ويصعب إسقاطه فهو ليس بالصغير أو عديم الخبرة فهو الآن حوالي 26 عاماً وحاصل على شهادة جامعية، إلا أن الكمبيوتر الشخصي لأبي هارون أوضح أن هناك سلبيتين فقط تصلحان لان تكونا الطريق إلى (ج.ن) انهما البطالة والانترنت.


    خطة محكمة

    أخرج أبو هارون ايميل (ج.ن) من درج مكتبه وأرسله على الانترنت وقال له: أنا (م) من الإمارات ومن هواة كتابة الايميلات العشوائية وقد وصلت إليك فهل تقبل محادثتي، أجاب ج.ن نعم وبدأت المحادثات بينهم تزيد يوما بعد يوم، حتى أصبحت هناك علاقة شخصية أشبه ما تكون بالصداقة، واطمأن كلاهما للآخر، وكان كلما انقطع أبو هارون (أي الصديق الإماراتي م) عن المراسلة شعر (ج. ن) أنّه يفتقد صديقه، فهو الصديق الإماراتي الذي يتعاطف مع القضية الفلسطينية المحب للشعب الفلسطيني الأديب الخلوق الذي يرفض أن يتحدث عن كافة الأمور غير الأخلاقية المتدين الملتزم بالصلاة والصيام والمعتاد على النوافل، وبعد انقطاع ظل أكثر من أسبوع عاد (م) ليراسل (ج.ن) واعتذر عن انقطاعه عنه فهو كان مشغولاً بابن عمه المريض فهو أكثر من صديق أو أخ لا يتصور الحياة بدونه، ثم مرت الأيام وكان كلما يسأل (ج.ن) عن ابن عم (م) أجابه الأخير بأنه يتعافى يوما بعد يوم، ثم بدأ يتحدث عن ايامهما الحلوة ولياليهم الممتعة، وبدأ يتحدث عن خصال ابن عمه فهو الشاب الجرئ، المقدام، الملتزم، ولأن أبو هارون لن يبقى طوال الوقت يتحدث لوحده عن ابن عمه كان لابد أيضا أن يتحدث (ج.ن) عن ابن عمه وإخوانه وأصدقائه وما أن بدأ يتحدث (ج.ن) عن ابن عمه المناضل حتى بدأ (م) يتنفس الصعداء، فهي اللحظة التي كانت ينتظرها بفارغ الصبر.


    اللحظة الحاسمة

    بدأ أبو هارون يستدرج المعلومات من (ج.ن) عن ابن عمه المجاهد ويوماً بعد يوم تخلى (ج.ن) عن حذره، فما أصبح يتردد في أن يقول له أن ابن عمه كان يتناول طعام الغذاء عندهم أو انه كان نائما عندهم أو جاء متخفيا في شكل عجوز ..الخ وفي ذات يوم من الأيام قال (ج.ن) إن ابن عمه سيزورهم ويتناول طعام الغذاء ...علم أبو هارون أن هذه هي لحظته فطلب من عميله (ص) أن لا يبرح من منطقته وما عليه إلا أن يخبر أبو هارون بموعد زيارة المناضل ... وبالفعل أعطى (ص) الإشارة لأبى هارون بوصول المناضل ،فطلب منه أبو هارون أن يعلمه بوقت انصرافه وبدأت طائرة التجسس تحلق عن بعد ملتقطة الصور لمنزل (ج.ن) وما أن جاءت الإشارة من (ص) بخروجه حتى أخذت الطائرة بتتبعه إلى أن وصل إلى أحد الشوارع الرئيسية فتم قصفه حيث استشهد مع احد أفراد مجموعته الذي كان قد حضر ليأخذه بالسيارة.

    لم يشك (ج.ن) انه قد تسبب في ذلك من قريب أو بعيد وما أن اخبر (م) بنبأ استشهاد ابن عمه حتى صدم (م) من هول النبأ وفداحة الخسارة ثم مرت الأيام

    اخبر(م) (ج.ن) أنه يود أن يزوره في قطاع غزة إلا انه في ظل الظروف الحالية لا يستطيع وطلب منه أن يزوره هو في الإمارات وهو على أتم الاستعداد لتحمل تكاليف السفر إلا أن (ج.ن) اخبره بأنه لا يقبل أن يكون عالة على صديقه الإماراتي وكأنه قد صادقه ليقبل منه مساعدة أو مالا ..فأخبره (م) أنّه يريد أن يخدمه بأي وسيلة فقال (ج.ن) إذا كنت تريد أن تخدمني وفر لي فرصة عمل عندكم فانا أعاني من البطالة منذ أن تخرجت قبل أربع سنوات.

    فوعده (م) بان يبذل قصارى جهده وبعد أيام اخبره (م) أنه وجد له وظيفة إلا أنها لن تصلح له فهي فقط براتب 500 دولار وهو مبلغ لا يستحق عناء الغربة وطلب منه أن يصبر وبعد أقل من يومين عاد (م) وأخبره بأن هناك وظيفة جيدة بمبلغ 1000 دولار شهرياً وأنّه مبلغ جيد، والمطلوب أن يرسل صور شخصية له وجواز سفر فيه صلاحية لأكثر من سنة وصور لشهادته الجامعية وبالفعل أرسل (ج.ن) كل ما هو مطلوب على رقم فاكس إماراتي فعلا فأرسل (م) مبلغ 200 دولار وقال له قابلني في مصر فأنا سأمكث فيها أسبوعاً وسأعطيك هناك الفيزا وبعد أن نقضي السياحة لمدة أسبوع نعود سوياً إلى الإمارات لأسلمك عملك لم يصدق (ج.ن) ما حصل عليه فالآن أصبح بإمكانه أن يعمل وأن يدخر وأن يرفع من مستوى العائلة وأن يتزوج وكل هذا بالفهلوة والذكاء وها هو الانترنت الذي كان يعاب عليه جلوسه طويلا أمامه هو باب الفرج والسعادة جهز(ج.ن) حقيبته وودع أهله واتجه نحو المعبر .


    الصدمة الكبرى

    وفي معبر رفح البري طلبت المخابرات الصهيونية مقابلة (ج.ن) وبعد أن دخل غرفة ضابط المخابرات عرف الضابط نفسه أنّه أبو هارون وسأل (ج.ن) هل تعرفني؟ فأجاب (ج.ن) بالنفي فقال أبو هارون ولكني أعرفك جيداً وبدأ يخبره عن تفاصيل دقيقة ..تعجب (ج.ن) من كل هذه المعلومات ثم قال له أبو هارون إنا صديقك (م) الإماراتي الذي كنت أكلمك وقد أرسلت لك مبلغ 200 دولار كمكافأة لقد كانت صدمة لـ (ج.ن) وعانى من الدوار وأراد أن يتقيأ فهدّأ أبو هارون من روعه وناوله كأس عصير رفض (ج.ن) أن يشرب وسأله مكافأة عن أي شيء؟ فقال له أبو هارون لولا معلوماتك عن ابن عمك ما تمكنا من اصطياده ونحن نريد أن يستمر التعاون بيننا رفض (ج.ن) وقال إنا مستعد أن تعتقلني أو تفعل بي أي شيء إلا أنني لن أرضى أن أكون عميلا فقال له أبو هارون :لقد كنت فعلاً عميلاً وإذا رفضت فإننا سنضطر قبل وصولك إلى منزلك أن أرسل المعلومة إلى باقي أفراد المجموعة لتصفيتك قبل وصولك إلى البيت وقبل أن يسمعوك ارتعد (ج.ن) خوفاً وارتجفت يده فعلم أبو هارون أن كل شيء قد انتهى فقد بدأت الحسابات في رأس (ج.ن) سيخاف الفضيحة وسيعلن استسلامه وقبل أن يعلن (ج.ن) قبوله قال له أبو هارون خذ هذا المبلغ واذهب إلى مصر سياحة لمدة أسبوع ورفه عن نفسك لأننا نحتاج منك بعض المعلومات .

    سافر (ج.ن) وفي اليوم الذي حدده أبو هارون عاد وقابله مرة أخرى على المعبر وأخذ منه كل المعلومات التي لديه عن أهله وأصدقائه وبالفعل سقط (ج.ن) في فخ العمالة.


    النهاية المخزية

    عاد (ج.ن) إلى غزة وبدأ يرسل المعلومات المطلوبة لأبي هارون من خلال الانترنت ولكن لم تمض فترة طويلة حتى فوجئ (ج.ن) بأفراد أحد الأجهزة الأمنية يطلبه لمقابلة الضابط فوجئ (ج.ن) أنّه كان مراقب من قبل الجهاز الأمني وأنّ الشبهات وعلامات الاستفهام وضعت عليه منذ أن سافر وعاد فطريقة الحصول على عمل أو الفيزا ثم فشل مخطط السفر والعودة بعد أسبوع كانت كفيلة بأن تثير حوله الشبهات وبالفعل اعترف (ج.ن) بكل ما عنده وحول إلى القضاء لينال جزاءه .


    دروس وعبر

    إننا نأخذ من قصة العميل (ج.ن) العديد من الدروس والعبر التي لا نستطيع حصرها ولكن يكفي القول أن 6 شهور علاقة على الانترنت كانت كفيلة بإسقاط (ج.ن) والحصول منه على معلومات خطيرة مع العلم أن (ج.ن) كان يعتبر نفسه من أذكياء عصره .

    فالعدو الصهيوني يعلم كيف يستغل شبكة الانترنت وكل زاوية فيها أفضل استغلال فهو من خلالها يجمع أدق المعلومات ويدرس حالة الشباب الاجتماعية والأخلاقية بل والميول السياسية وغيرها وكذلك يستخدمها في قتل وقت الشباب وإيصال الرسائل غير المباشرة لهم في إطار ما يسمى بالحرب النفسية والأمر الأدهى من ذلك كله أنه من خلالها يستطيع الوصول إلى الشباب وإسقاطهم كما في القصة التي ذكرناها.

    __________________
    نقلاً عن شبكة فلسطين للحوار
    -------------------------------------------------------------------------





    يا ظلام الليلِ نوّر
    .....................كاشفاً وجه الســـواد

    إن لم يمت بالحٌّق
    ....................غادِرْ،خائن العتمة.عاد






    (ابراهيم محمود الخضور)
    إنَّ للحـــــرِّ حيـــــــاة=
    إن يعشــــها، فأبيَّـــةْ

    او يمتْ، فالموتُ حقٌ=
    هكذا خطَّــتْ سُــــميَّةْ

  3. #13
    الصورة الرمزية ابراهيم محمود الخضور قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 1,053
    المواضيع : 98
    الردود : 1053
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    القصة الكاملة...مجاهد وقع في الأسر بسبب جاسوس رافقه في السفر


    تم التصغير إلى 97% ( 600 x 450) - اضغط على الصورة للتكبيرنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    مركز البيان للاعلام - أكدت دراسات أمنية تم إجراءها داخل سجون العدو الصهيوني من قبل أسرى حركة حماس على أنه لا يوجد طريقة يستطيع من خلالها مستخدم الهاتف النقال، سواء من خلال مكالمة أو رسالة، إلا أن يترك أدلة واضحة على ذلك، حتى ولو قام باستخدام جهاز جديد وشريحة جديدة وتم تسجيلهم بأسماء مستعارة، واستخدم الرسائل بدل المحادثة.


    وكشفت الدراسات أن كل هذه الطرق أثبتت فشلها، وأن عددا كبيرا جدا من الخلايا التي تم اعتقالها والتي تقبع حاليا في سجون العدو الآن وروت قصصها، كان الهاتف النقال السبب الرئيسي في الإيقاع بها، فالطريقة الوحيدة التي تستطيع من خلالها حل هذه المشكلة هي عدم استخدام الهاتف النقال مطلقا.

    وإليكم قصة أدت إلى اعتقال أحد المجاهدين بسبب الهاتف النقال:

    قصة المجاهد الفطن

    قام أحد المجاهدين برصد دورية عسكرية صهيونية في منطقة رام الله، كل يوم على مدار أسبوع كان يراقب هدفه بدقة ويسجل كل شاردة وواردة، وكان لا يترك هاتفه النقال إلا وقت الرصد، وهذا من أجل أنه فيما إذا تم تنفيذ العملية، وأجرى الاحتلال تحقيقا وعاد إلى موقع العملية ومحيطها في دائرة نصف قطرها 1كم على الأقل، وفي زمن تنفيذ العملية ولنفترض أن التنفيذ سيكون الساعة السابعة صباحا فإن المجاهد كان يرصد كل يوم الساعة 7 صباحا.

    وبعودة المحققين إلى أرشيف الهواتف كما أسلفنا سابقا، وبالعودة شهرا إلى الخلف لهذه المنطقة التي وقعت فيها العملية، وفي وقت ما بين الساعة السادسة والسابعة صباحا وقت وقوع العملية فإن المخابرات ستجمع كل أرقام الهواتف التي تواجدت على مدار شهر في هذه المساحة في الوقت المشار إليه سابقا، ومن هنا تبدأ رحلة البحث في هذه الأرقام وإخراج الرقم الغريب والشاذ عن المنطقة واستدعاء صوت صاحبه، حتى وإن كان أكثر من رقم غريب عن المنطقة، إلا أن هذه الطريقة توفر حصرا وجهدا للبحث والاعتقال والتحقيق وكشف أسرار العملية، ولهذا أحسن المجاهد التصرف ولم يأخذ هاتفه النقال معه لا وقت الرصد ولا وقت التنفيذ.

    الإعلان عن العملية

    لقد أخذ المجاهد كافة الاحتياطات اللازمة من وجهة نظره، فقد تولى الأمر بنفسه ومن أجل التمويه سافر إلى مدينة جنين بعد تنفيذ العملية في رام الله، وقد قام بكتابة البيان بنفسه وإرفاق الصورة للانفجار على (سي دي) أو ذاكرة، حيث كان قد صور الانفجار بكاميرا فيديو صغيرة عندما طلب رقم الهاتف الذي استخدمه كدائرة كهربائية لتشغيل العبوة، وهذا له قصة مشتركة مع الإعلان سنتحدث عنها لاحقا، ولكن لنبقى في الإعلان وقد كان الأخ يستخدم كمبيوترا خاصا محمولا، لا يستخدمه في البيت أبدا، وهو مخبأ بعيدا كما أي قطعة سلاح وكذلك الكاميرا بالمثل.

    ثم سافر المجاهد إلى جنين ودخل مقهى الانترنت في وسط المدينة وجلس أمام الكمبيوتر وقد كان متنكرا حيث لبس باروكة وعدسات لاصقة، واستخدم قلما للضغط على لوحة المفاتيح لكي لا تظهر أي بصمة له على الكمبيوتر، وقد أدخل القرص في الكمبيوتر وأرسل ما به للمواقع الإخبارية بسرعة كبيرة جدا، وحتى هذه اللحظة لا مشكلة ولكن في ليل ذلك اليوم تم اعتقال المجاهد ومواجهته بأنه هو من قام بالعملية كيف عرف الاحتلال أنه هو من قام بالعملية؟

    جاسوس السفر

    بعد ان سافر المجاهد إلى جنين، لم يأخذ هذه المرة الاحتياط اللازم، و أخذ معه جهازه الخلوي من رام الله إلى جنين وكل منطقة كان يقطعها المجاهد ومعه الهاتف النقال كان يسجل النقال حركة المجاهد، وهذا من خلال الخلايا (الأبراج) المنتشرة على طول طريق السفر وصولا لمقهى الانترنت.

    وفي لحظة وقوع أي عملية تستمع أجهزة أمن الاحتلال لكل تصريح وتنتظر تبني العملية لتكون رأس الخيط الذي تبدأ البحث منه، وفعلا هذا ما حدث مع المجاهد في لحظة مراسلته للمواقع الإخبارية، وبالرغم أن هذا الدخول كان سريعا وقصيرا جدا إلا أنه تم تسجيله لدى الكمبيوتر المزود الذي له صلة بالمخابرات.

    وذكر على هذه المواقع تبني العملية لينطلق التعقب لهذا الإرسال، وكما ذكرنا سابقا عن الانترنت بالإمكان معرفة رقم طالب الخدمة والذي أوصل الاحتلال للمقهى الذي دخل إليه المجاهد، ومع ذلك فما فائدة أن وصلوا للمقهى فهو مقهى عام ويرتاده الكثيرون كل ساعة، إن ما قامت به أجهزة أمن العدو هو معرفة الوقت الذي أرسلت فيه هذه الرسالة من هذا الموقع، لتبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة حصر الهواتف الخلوية التي تواجدت في هذا المقهى في ذلك الوقت، ومعرفة أصحابها وفرزهم من خلال بصمات أصواتهم ومعرفة إن كان أحد منهم مشبوها، أو حتى اعتقال كل من كان في ذلك الوقت تحديدا داخل المقهى، وتحويلهم للتحقيق وهذا فعلا ما حصل مع المجاهد.

    الثغرة الثانية

    وهي استخدام المجاهد لدائرة الهاتف النقال كدائرة كهربائية لتشغيل العبوة، فعند شراء المجاهد للهواتف النقالة التي استخدمها كمرسل ومستقبل، حملها مع هاتفه الشخصي وذهب بها إلى بيته، وهذا أيضا خطأ، كان يجب أن لا يأخذ الهاتف النقال معه وقت الشراء، وكذلك لا بد من تحضيرها كدائرة بعيدا عن البيت، أو أي مكان يعتاد الذهاب إليه أو الاقتراب من أي احد من الأصدقاء كونهم يحملون هواتف نقالة، وذلك بسبب إمكانية الرجوع للوراء فالحصول على أرشيف التنقلات للهاتف، ومن الأفضل هنا عدم استخدام هذه الدائرة لأنه يوجد دوائر أفضل منها ( بنفس الأداء) من دون استخدام هواتف نقالة ومتوفرة في الأسواق.

    ماذا يحدث عند تشغيل النقال

    وعند تشغيل الجوال فإنه يستقبل إشارة تسمى بشيفرة نظام التعريف (SID) وهنا يتم التعرف بين جهاز الجوال ومحطة الإرسال، وبعد ذلك يقوم الجوال بمقارنة شيفرة التعريف الخاصة التي استقبلها ومقارنتها بتلك المخزنة في الجهاز، فإذا تمت المقارنة وتبين أنها نفس الشيفرة المتعارف عليها بين الجوال والمحطة، فإن الجوال يتعرف على الخلية التي سيتعامل معها.

    ويقوم الجوال بعدها بإرسال طلب تسجيل إلى مكتب التحويلات (MTSO) الذي يمكن محطة الإرسال من تعقب مكان تواجد الجوال، وتخزن بيانات الموقع في قاعدة البيانات لاستخدامها في اللحظة التي يأتيك فيها اتصال، وذلك لأنها تراقب دوما مكان الجوال والخلية التي تغطي الخدمة لتلك المنطقة المتواجد فيها الجوال.

    فالمعلومات التي يحصل عيها مكتب التحويلات من الجوال عند تشغيله هي: الرقم التسلسلي الالكتروني (ESN) ، وهو خاص بالجهاز الذي تستعمله، وكل جهاز له رقم يختلف عن الآخر، ورقم تعريف الجوال (MIN)، ومن خلال هاذين الرقمين يتم تحديد هوية الشخص، وعن طريق الخلايا المنتشرة في المنطقة فإنه يتم تحديد مكان أي جهاز نقال بدقة عالية على سطح الأرض.

    تحديد المكان والحركة

    ويتم أيضا تحديد حركته عند تنقله من مكان لآخر، وتقوم الخلايا بنقل المعلومات إلى الكمبيوتر المركزي الخاص بالشركة، الذي يقوم بتسجيل وأرشفة هذه المعلومات أولا بأول، وبذلك تكون تنقلات هذا الجهاز وحركته معروفة ومحفوظة وبدقة لحظة بلحظة في أرشيف على ذاكرة الجهاز المركزي، ويمكن الرجوع إليها في أي وقت، يشمل ذلك أيضا تحديد موقع طرفي الاتصال.

    كما وتستطيع أجهزة المخابرات الصهيونية الحصول على جميع المكالمات سواء السلكية أو اللاسلكية في أي وقت من السنة، من خلال الكمبيوتر المركزي، وتستطيع أيضا معرفة جميع الأرقام التي اتصلت بها واتصلت بك بزمنها الحقيقي، كذلك معرفة مكانك على الأرض، عن طريق الذبذبات التي يرسلها جوالك النقال من وإلى الخلايا المجاورة.

    جوال تسهل على العدو

    ويذكر الاسير القسامي محمد عرمان في كتابه "نظرة للمقاومة من الداخل" ان ما يسهل على العدو ذلك هو حقيقة أن (العدو) هو الذي وافق على إقامة شبكة الاتصالات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو بالتالي لا يحتاج إلى عمليات التقاط للمكالمات، بل إن المقاسم الرئيسية لشبكة الاتصالات الفلسطينية مرتبطة بشكل تلقائي بشبكة الاتصالات الصهيونية (بيزيك).

    إلى جانب ذلك فإن شبكة الهاتف النقال الفلسطينية العاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة والمعروفة بـ(جوال)، تعتمد على (العدو) في الكثير من خدماتها، فضلاً عن توقيعها على اتفاق مع شبكة (أورانج) الصهيونية للاتصالات، الأمر الذي يجعل العدو لا يحتاج إلى الكثير من الجهود من أجل رصد المكالمات الهاتفية، والحصول على أي معلومة يريدها.

    أما بالنسبة لأجهزة الاتصالات اللاسلكية الأخرى المستخدمة في الضفة الغربية والقطاع، سيما أجهزة (ميريتس)، فهي أجهزة صهيونية خالصة، إلى جانب اعتماد آلاف الفلسطينيين على شركات الهواتف النقالة الصهيونية، مثل سيلكوم وبيلفون، وغيرها من الشركات.

    رسائل SMS لا تقل خطورة

    إن SMS اختصار لـ خدمة الرسائل القصيرة "Short Message Service"، ولكن ببساطة، هي نمط من الاتصالات التي ترسل نصاً بين الهواتف النقالة، أو من جهاز كمبيوتر إلى هاتف نقال. فعندما يرسل صديق لك رسالة يحتوي جهاز الكمبيوتر المركزي على مرشح (فلتر) للكلمات، قادر على تمييز الكلمات وفرزها وتصنيفها، وذلك أثناء إجراء المكالمة بناء على قائمة من الكلمات الموضوعة مسبقا على الكمبيوتر، وتضم هذه الكلمات ما تختاره أجهزة المخابرات الصهيونية مثل (سلاح، عبوة، رصاصة، رمان... إلخ) والمكالمات التي يتحدث أصحابها بهذه الكلمات، يتم فورا التنبه لها والاستماع لمضمونها. أيضا يستطيع الكمبيوتر أن يميز أي رسالة غامضة، وتحويلها إلى المراقبة.
    --------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    منتديات خليل الرحمن الإسلامية
    > ..:: البيت العام ::..
    > البيت الخليلي للشهداء والأسرى

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. عِبْرَ المُستحيلِ عَبَرَ إليّ!
    بواسطة نورية العبيدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 49
    آخر مشاركة: 18-02-2017, 12:15 AM
  2. رجل يغازل امرأة عبر الانترنت طوال 6 اشهر ثم يكتشف انها و الدته
    بواسطة زاهية في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-07-2006, 11:01 AM
  3. التعذيب في السجون الاسرائيلية
    بواسطة فلسطينية67 في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 20-05-2003, 08:47 PM