حراس الفضيلة
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن النكر بالسعوديه /تستحق الشكر

من المثير للأسف تلك الأخبار التي تتناقلها الصحف بشكل شبه يومي، عن ضبط مصانع بدائية لتصنيع وتوزيع الخمور والتي غالباً ما تكون وراءها عناصر من العمالة الوافدة، لكن على الجانب الآخر فإنه من المفرح أيضاً نجاح هيئة الأمر بالمعروف بالتعاون مع السلطات الأمنية في اكتشاف هذه الأوكار والتصدي للكثير من الظواهر التي لم نكن نعرفها أو نسمع عنها في بلادنا من قبل.
هيئة الأمر بالمعروف وفروعها بالمناطق من الجهات التي تستحق الشكر والعرفان رغم ما يثار حول بعض ممارسات أفرادها التي نعتبرها تصرفات فردية لا تؤثر على الواجهة المشرقة، كما أنها تبقى علامة ناصعة في جبين الوطن الذي يحتكم للقرآن الكريم دستوراً وللشريعة منهجاً، ولعل أساليب تحديثها وتطويرها تزيد من فعالية دورها وما يتبعه من علاقة اجتماعية مهمة.
نجاح أفراد هيئة الأمر بالمعروف يسجل بوضوح مدى تفاني هذا المرفق في خدمة الوطن بشقيه العقائدي والاجتماعي وما يعنيه ذلك أيضاً من بناء العلاقة الاجتماعية بمضمونها السلوكي ومواجهة الكثير من الظواهر السلبية التي ترتكبها قلة شاذة عن تقاليدنا وأصولنا،. وتحتاج هذه الجهود الخيرة بلا أدنى شك إلى نوع من التضامن المجتمعي لتفعيلها وتأكيد رفضها وإدانتها، تماماً مثلما نواجه الآن مظاهر الإرهاب الشاذ والذي يقف مجتمعنا كله في خندق واحد مع رجال الأمن لمواجهته.
وربما كان التقرير الذي أصدره فرع الهيئة بالشرقية ونشرته (اليوم) السبت الماضي دليلا على ما نواجهه من حرب فعلية حيث ارتفعت نسبة القضايا 93 بالمائة وضبط 42733 شخصاً العام الماضي فقط منهم أكثر من 40 ألفا من غير السعوديين، ونجحت الهيئة في إنهاء إجراءات نسبة كبيرة منها داخل مراكزها.
علينا أن نعترف أننا مجتمع يحتوي أكثر من ستة ملايين وافد من أكثر من 50 جنسية مختلفة، وهؤلاء ينقلون إلينا محاسنهم التي نستفيد منها ومساوئهم التي نعاني منها، لكن السؤال الأهم.. هو كيف يتمكن البعض منهم من تصنيع هذه المواد المسكرة وترويجها، وكيف يمكن لهم استخدام بعض البيوت كأوكار لسلوكياتهم الشاذة؟ ومن هم هؤلاء الذين يقفون وراءهم أو يدعمونهم بالتستر عليهم والسكوت على جرائمهم؟