اختيارشعر: مصطفى عراقي
"هما خطتا إما إسارٌ ومنةٌ
وإما دَمٌ
والقتل بالحر أجدرُ"
(تأبط شرا)
دمٌ يشتهيك
دمٌ تشتهيه
وبينهما الاختيارْ
أما عيونك يرقصُ سجنٌ يُغنِّي جدارْ
وتعبثُ بين خُطاكَ ، وتلهو وراءك نارْ
تكبِّلُ خُطواتِكَ الشاردات رياحٌ
فتنسى القَرارَ
وتنسى الفِرارْ
فأين اختيارك؟
قد نشَزَ العظمُ منكَ، وحلَّ بحقلكَ خوفٌ
وذابَ بحلقكَ سيفٌ
ومات نهارْ
***
أكفُّ الصحارى تلوِّحُ إما الإسارُ ، وإما دمٌ
- تأبطتَ بالأمسِ حُزنا فأرداكَ ، سالتْ دماؤكَ نهرًا
وفتَّقَ ثوبا ، ومزَّقَ عُمرًا
فماذا تأبطتَ حين رجعتَ؟
- تأبطتُ شعرا
- ومازال ثُقْبٌ يلوِّحُ في مِعطفكْ!
ويومُكَ يبحثُ عنك ، فهلْ يعرفك؟
- تأبطتُ فجْرًا أخبِّئهُ عن عيون أعاديهِ ، أطويهِ
- فلتنتبهْ، إنَّ شيئا تساقط منك !
- تبعثرَ حُلمي ، وشعري تسرَّبَ بين الخطى
وخرَّ على الأرضِ فجري ، تألم فوق الحصى..، ظهرُه يشتكي ، والحصى..،
واللهيب يحوّمُ بينهما كالرحى!
- أين أنتَ؟
- تأبطتُ فجري شريدا ، يُطاردُ فجري القُرى، ويخوض القفار!
- ترى هل وصلتَ ؟
- هما خُطوتان:
دمٌ
ودمٌ
وتلُوحُ الديارْ..!
===========
* اللوحة من تصميم ©الفجر البعيد 2003- 2004