|
يـــا أخِي بالله مهْـلاًًَ لا تَلُمْنـِي |
إنْ أنَـا أبْدَيتُ نُصْحِي وَوَفَائـِـي |
هذه الدُّنيــَا كَمَا تَدري بــلاءٌ |
واذا لم تـَـدْرِ عنهــا وا بلائــي |
بعد يَومٍ بعْــدَ شـهرٍ بعـد عــامٍ |
بعـد دهْــرٍ أنتَ حتمــاً للفنـــاءِ |
بعْـد حينٍ سوف تُـلْـقى في ترابٍ |
دونَ مالٍ دونَ جـاهٍ دونَ رائي |
سَوْفَ تدري أنّ بعد الموت قبرٌ |
فيه تَلْقَى ظُلْمةً بعـْـدَ الضّيــاءِ |
سَوْفَ تدري أنَّهُ حقٌّ يقيــــــنٌ |
مثلما تَنْطِقُ موْفُورَ الهِجَاءِ |
وتَرَى الحقَّ جَلِيّاً ليسَ فِيـــــهِ |
رِيبـَةً إلاّ بأ وْهـَـــام المُرائــــي |
سَتَرى القَبْرَ فماذا أنت تنـــوي |
هل تُرَى تقْــدِر في دَرْءِ الشقاءِ |
قد بُدِئْتَ الخلقُ منْ ماءٍ مهينٍ |
وسكنتَ البطنَ في جوف الغِشاءِ |
لم تكُنْ تدري بحَالٍ كنتَ فيه |
قُدْرةُ الله عَلى صُنعِِ القضَاءِ |
وأراكَ اليومَ تَهذي بلِسَانٍ |
قَدْ يَذُوْقَ النَّارَ مِنْ فرطِ الْغَبَاءِ |
قد أتى المبعوثُ بالوحي ونادى |
صَادِعاً بالْحَقِّ مَمْدُودَ الرَّجَاءِِ |
لم يكُنْ إلاّ نَذَيـــراً وبَشَيـــــراً |
قَولُُهُ الحقُّ وفصلٌ في اللقََــــاءِ |
يُنْذِرُ النّاسَ بِقَبْرٍ لَيْسَ فِيهِ |
رَحْمةً إلاّ لأعْداءِ الرِّيَاءِ |
فاغْنَمِ الشَّهرَ وعشْرٌ فِيه تجْري |
في سِبَاقِِ العُمْرِ واظْفرْ بالجَزاءِ |
واطلُبِ العفْوَ وكُنْ للهِ عبداً |
تَكْسَبِ الفضْلَ وتَحْظى بالثناءِ |