|
للهِ دَرُّهُم |
نَفَسٌ تمترَس في الحياةِ بئيسا.. |
يُصغي لأحداثِ الزَّمانِ وَوَقْعِهَا.. |
ويَرى النَّوائبَ تَستَجيرُ ضَروسا.. |
كلُّ الدَّواهي أزبَدَتْ من حَو له.. |
والأرضُ أضحَتْ بالوَطيسِ غَمُوسا.. |
والصَّدرُ يَغلي كالَّلهيبِ بصمتهِ.. |
يخفي الشُّعورَ ويَشْتكيهِ حَبيسا.. |
والنَّبضُ يُرْعِدُ ثمُّ يخبو حسُّهُ.. |
ممَّا يَرى من حو لهِ التَّلبيسا.. |
همسٌ يدورُ بنفسِه وحواسهِ.. |
والعقلُ يَلقى في الكيانِ هَسيسا.. |
وفَمُ الخَطايا في الجَنَان مُعَذِّباً.. |
وصَدى الذُّنوبِ يَهُدُّهُ تَوجيسا.. |
والأمُّ يا نفحاتها رَوضُ الرِّضا.. |
وهَوى الحبيبِ فلا يَزالُ أَنيسا.. |
ماذا وكَيْفَ؟! متى سَتبدأُ رِحلةٌ ؟؟ |
والكلُّ في الدُّنيا اكتَوى تَدليسا!! |
أَأَظلُّ تحت جَليدها مُتجمِّداً!؟ |
ودمُ البطولةِ يَستثيرُ نُفُوسا.. |
والعزمُ يَصْرخُ في الكَرَامةِ من لها؟؟ |
والحقُّ يَنْدُبُ فارساً عِتْريسا.. |
لله درُّ الواهبينَ نُفُوسهم.. |
بَاعوا النَّفيسَ لربِّهم تَقديسا.. |
نَذَروا القلوبَ وأَسْلَموا أرواحَهُم.. |
ومَضَوا إلى دَربِ الفِداءِ شُمُوسا.. |
دوَّتْ قُصوفُ الرَّعدِ من أجسَادهم.. |
والبرقُ تَقْدَحُهُ العُيونُ خَميسا.. |
أمَّا الفِداءُ فقد تعجَّبَ مِنهمُ.. |
وجهُ الرَّبيعِ يلفُّهُم مَأنوسا.. |
يا يومَ وقعَتهم بليلٍ قارصٍ.. |
مُتَعَاهدين ورَافعين رُؤُوسا.. |
مُتَنَاصرينَ ونَاصرينَ لدينِهِم.. |
مُتقدِّمينَ مُبيِّضينَ طُرُوسا.. |
والغَاصبونَ بصعقةٍ ممَّا جَرى.. |
والأمْنُ أَلفى عِنْدَهم مَنْكُوسا.. |
لولا المَعَاشُ تَسمَّروا في دُورِهم.. |
واللَّيلُ يجثِمُ فَوقَهم كَابُوسا.. |
لله دَرُّهُمُ أُباةٌ ما رَضوْا.. |
(خُطَطَ الطَّريقِ) وما ارتَضوْا إِبليسا.. |
كلا ولا خَضَعوا لظُلْمِ صَهاينٍ.. |
طَلعوا على حُجُبِ الظَّلامِ عَروسا.. |
صوتَ الكَرامَةِ أسمعوهُ مُجلجِلاً.. |
سِفْرَ البطولَةِ ضَمَّنوهُ نُفُوسا.. |
والمجدُ ممَّا خَضَّبوهُ تَألُّقٌ.. |
مُهَجٌ عَلَتْ سُرُجَ العَلاءِ جُلُوسا.. |
هذا السَّبيلُ وليسَ (خُطَّةَ حاقدٍ).. |
وعَلى الطَّريقِ يُلقِّنونَ دُرُوسا.. |
د.محمد إياد العكاري |
|