أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: تميمةُ طُـهْرٍ ..لأيقـونةِ عزّ : بقلم / ذات الطيب .

  1. #1
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي تميمةُ طُـهْرٍ ..لأيقـونةِ عزّ : بقلم / ذات الطيب .



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


    نص جميل وصلني هدية عبر صندوق البريد ، من أخت عزيزة على قلوبنا ، نفتقدها ، نفتقد حسها المرهف ، كانت كفراشة زاهيةالألوان تنتقل بين صفحاتنا ، لم تنس الود ولا الحب ، ولا هذه الواحة التي عشقتها ، ولظروف ما نتمنى أن تنتهي قريبا تنقطع عنا مؤقتا ..
    هذه الكلمات أهدتها لي الأخت الحبيبة الغاية على قلبي ..

    سحر الليالي !!

    بدوري أنقل لكم هذه الكلمات لتشاركوني هديتي ، لها تنال إعجابكم
    لأن الحرفَ ظلال النبض ولأن النبض باعث الحرف في السابق من كل نيّةٍ لرسمِ نصّ فـ
    إلى :
    وطني الكبير وَ وطني الصغير وَ الحبيبة هـالة
    يكون الإهداء
    ـــــــــــــــــــ


    تميمةُ طُـهْرٍ ..لأيقـونةِ عزّ :
    أمّاه ..
    يا ربَّة الطُّهرِ المُزمْزَمِ بالنَّقاء ، وما تنَزَّهَ في انفراجات السَّماء
    يا أمَّ عيسى .. لم تنَلْكِ نوازعُ الشيطانِ يوماً .. لا مِراءْ .
    هيَ حشرجاتٌ اسمعيها من صدورٍ حاسراتٍ ..! :
    إنما أمسى الوَرَى في غير حلٍّ عن أساهم يتضورون فيعصرون مواسمَ الزيتون دمعاً .
    من كوَّة الشفق المضمّخِ بالرحيل تناسلت خطوات جلاد الفرح ؛
    ليستبيحَ خدورَ بناتِ طـهَ .. وهُنَّ يعجِنَّ الدقيق بكفوفٍ بلَلَتْها حسراتٌ تتقطَّر..من حليبٍ ضيَّعَتْه شفاهُ أيتامِ المحاضِن ..
    يطويْنَ ليلَ الجوع بطولهِ متمَنْطِقاتٍ ببعضِ أحجارِ الطريق ..
    إيْدامُهُنّ جفْناتُ دمٍ .. وقوتُهُن كِسْراتُ خُبْزٍ ،،
    تعفَّرَتْ أشلاؤهُ بمسُوخِ المارقين على دروبٍ كالحة ..
    آمالهُم وهمٌ وَ وَهْن بعدَما نشَرُوا الضَّمـير على أسلاكِ ذُلٍّ سافِرٍ،،
    باتتْ رؤاهُ مالِحة ..
    أمَّاهُ .. هذي شكْوَتي ..
    قُدَّتْ إليكِ اليومَ من قميصِ ليلٍ مكفَهِرّ .. أثقَلَتْ خطواتُهُ صدْري
    وكـاهِلَ مُهْجَتي ..
    ونُجـومُهُ انطَفَأتْ في عينِ ثكْلَى توهَّجتْ أفلاكها موتاً حُسُوماً .
    أدركيني ،، خبّريني :
    بماذا يحلُمُ الخُبزُ المغمّسُ بالأرَق ؟!
    أو كيفَ يلهو الماء على أعطافِ دجلة والفرات ؟!
    حتى نشيجُ هاتيكَ النواعيرِ اكتَرَى بعض أصواتٍ توارتْ ..
    في حناجرِ المدنِ التي أعشى الصباحُ على تُخومِها منذُ أزمانٍ توَلَّتْ .
    وأراجيز الصبايا اكتحَلتْ بالغيومِ السودِ ،،
    تُسائلُ الماضي الأثيل عن غِلالاتِ الفرَح ..
    عن يومِ عيدٍ تائهٍ في حُداءاتٍ حزينة ..
    أمَّاه ..
    بناتُ طـهَ اليومَ يَحْلُمْنَ بقِنْديلِ سَـكَن ..!
    يحْمِلْنَ أكداسَ الصَّقيعِ كما الأجنَّة ..!
    ويَدُرْنَ في متاهاتِ البَراحِ بقَدْرِ شهورِ حَمْلٍ ..
    فيَلِدْنَ إيماناً توَقَّدَ نورُهُ ؛
    كمَا التَّمائمِ في عنُقِ الأسنَّة ..
    بالأمسِ .. عرائسُ النَّوارِ تكَسَّرَتْ أمشاطُهُنَّ
    بأقدام مَنْ جاسوا وداسوا في أرضِ المعارج والنبوَّة ..
    أشباههمْ زحَفوا على رقاب المارقين ..
    فأوْصَلُوهُمُ أرضَ الخلافة ، ودارَ هارون الرَّشيد ..
    أمَّاه ..
    يابنتَ عمران التقيّ .. ( يا أختَ هارون النبيّ ) ..!
    هذي الشآم تطَوَّعَتْ لتضيء فِطْنتها شموعاً
    للأُلى غفلوا وتاهوا ..!
    وصلاحُ الدِّينِ يسْأل :
    أمَا حانَ التَنَبُّه وانشداه الواجبات ،،
    وانتفاضُ بوارِق الفُرْسانِ أكثر ؟!
    مساجِدُ الفيحاء تنتظر المسيحِ ،،
    وفُراتُنا يأبى أن يُسمَّى بالجريح ..!!
    ونساءُ الرَّقَةِ السَّمراء شَدَدْنَ على جبينِ المَرْجَةِ العصماء
    مزيداً من عصاباتِ الوفاء ، أقسَمْنَ لا يحْلُلْنَها إلّا إذا
    لبِسَتْ دمَشقُ قشيبها حُلل الفخار ..!
    شحذْن بمديةِ صرخةٍ حرّى همَمَ الرجال ، ماجتْ لها بيد الفلاة .
    أردفنَ يعقدْنَ النُّذورَ موثَّقات ببابِ أويسٍ القُرَنيّ ،
    ونادَيْنَ في أهْلَ صفّين الكرام :
    ألا فلتشهدوا اليوم ..!
    أنّا نذَرْنا رقاب أبناء الرَّشيد مرابطين ..ولا نحيْد ..
    إلّا إذا حلَّ السَّلامُ والنَّصْرُ المؤَمَّلُ والأكيْد ..
    أمَّاه ..
    رجواتنا تسعَى إلى محرابكِ الأقدَسْ
    هُزِّي إلينا أمّنا ..ظِلّاً كثيفاً من عذوقِ النَّخْلِ في بغداد ..
    لعلَّنا ننجِبُ يوماً ..حيدَراً أو حمزةً أو يوسف العظمة أو عُمَراً أغرّاً.
    صُبِّي علينا من جَدَا بركاتكِ الأنقى ..
    لعلَّنا يا أمّي ..

    نودِّعُ قهرَنا الممتدّ .. نطهِّرُ التُرْبَ المُدَنَّس
    وامسحي يا أمّي .. جباهَ كلّ من يحمونَ باسم الله
    دِمَشْقَنا ..وباركينا إنّنَا من نَسْلِ أحمدَ لا نُضَام ..!
    ولا تُكْسَر لنا شوكة ولا يُطْفَأ لنا فِكْرٌ بمنفَضَةِ اللِّئام


    منقول / للكاتبه السعودية :
    ذات الطيــيب .

    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  2. #2
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    كلمات رائعة وتستحق سحر ومرحبا بذات الطيب
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  3. #3

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : عمّان -- الأردن
    العمر : 38
    المشاركات : 1,119
    المواضيع : 37
    الردود : 1119
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    الأدب /دخون.....



    هل تتصوري إعتصار الرؤى والتتبع للعشق الحرفي بصوره وشخوصه وطهره الذي لا يعرف سوى الفجر !!

    نص ...ثري مغدق بهيٌ ببياض لا يقترفه سوى قلب .. كقلبك هنيئاً بها سحر التي أفتقدها كثيرا

    وسلمَ قلما الطيب السعودية !

    حمزة
    حين َتُمطِرُ بِغزَارَةٍ ... تَجتَاحُنِيْ ... تِلك َ' القَشْعَريرَةُ ' شَوْقا ً إليك ِ!!

  5. #5
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    أنا هنا مثلكم ..
    أقف بانبهار ..
    سحر .. وذوق راق رفيع ، بانتقاء النصوص لتي تحملنا إلى عالم حسها فتأبى أن تغيب عنا أو نغيب عنها ..

    وفاء لك سحر ، أضع هديتك الرائعة هنا ، كي يشاركني بها أحبتي وأحبتك في هذا البيت الصغير الكبير ، الذي جمعنا من كل الأقطار في أفياء الواحة الجميلة ، التي وإن ابتعدنا عنها ، نبقى نكن لها الوفاء .

    لك منا كل الحب سحر الغالية .
    طاقة ورد وباقة ود وقبلة على جبين القمر .

    تحياتي أيتها النقية .

  6. #6

  7. #7
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دخون مشاهدة المشاركة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    نص جميل وصلني هدية عبر صندوق البريد ، من أخت عزيزة على قلوبنا ، نفتقدها ، نفتقد حسها المرهف ، كانت كفراشة زاهيةالألوان تنتقل بين صفحاتنا ، لم تنس الود ولا الحب ، ولا هذه الواحة التي عشقتها ، ولظروف ما نتمنى أن تنتهي قريبا تنقطع عنا مؤقتا ..
    هذه الكلمات أهدتها لي الأخت الحبيبة الغاية على قلبي ..
    سحر الليالي !!
    بدوري أنقل لكم هذه الكلمات لتشاركوني هديتي ، لها تنال إعجابكم
    لأن الحرفَ ظلال النبض ولأن النبض باعث الحرف في السابق من كل نيّةٍ لرسمِ نصّ فـ
    إلى :
    وطني الكبير وَ وطني الصغير وَ الحبيبة هـالة
    يكون الإهداء
    ـــــــــــــــــــ
    تميمةُ طُـهْرٍ ..لأيقـونةِ عزّ :
    أمّاه ..
    يا ربَّة الطُّهرِ المُزمْزَمِ بالنَّقاء ، وما تنَزَّهَ في انفراجات السَّماء
    يا أمَّ عيسى .. لم تنَلْكِ نوازعُ الشيطانِ يوماً .. لا مِراءْ .
    هيَ حشرجاتٌ اسمعيها من صدورٍ حاسراتٍ ..! :
    إنما أمسى الوَرَى في غير حلٍّ عن أساهم يتضورون فيعصرون مواسمَ الزيتون دمعاً .
    من كوَّة الشفق المضمّخِ بالرحيل تناسلت خطوات جلاد الفرح ؛
    ليستبيحَ خدورَ بناتِ طـهَ .. وهُنَّ يعجِنَّ الدقيق بكفوفٍ بلَلَتْها حسراتٌ تتقطَّر..من حليبٍ ضيَّعَتْه شفاهُ أيتامِ المحاضِن ..
    يطويْنَ ليلَ الجوع بطولهِ متمَنْطِقاتٍ ببعضِ أحجارِ الطريق ..
    إيْدامُهُنّ جفْناتُ دمٍ .. وقوتُهُن كِسْراتُ خُبْزٍ ،،
    تعفَّرَتْ أشلاؤهُ بمسُوخِ المارقين على دروبٍ كالحة ..
    آمالهُم وهمٌ وَ وَهْن بعدَما نشَرُوا الضَّمـير على أسلاكِ ذُلٍّ سافِرٍ،،
    باتتْ رؤاهُ مالِحة ..
    أمَّاهُ .. هذي شكْوَتي ..
    قُدَّتْ إليكِ اليومَ من قميصِ ليلٍ مكفَهِرّ .. أثقَلَتْ خطواتُهُ صدْري
    وكـاهِلَ مُهْجَتي ..
    ونُجـومُهُ انطَفَأتْ في عينِ ثكْلَى توهَّجتْ أفلاكها موتاً حُسُوماً .
    أدركيني ،، خبّريني :
    بماذا يحلُمُ الخُبزُ المغمّسُ بالأرَق ؟!
    أو كيفَ يلهو الماء على أعطافِ دجلة والفرات ؟!
    حتى نشيجُ هاتيكَ النواعيرِ اكتَرَى بعض أصواتٍ توارتْ ..
    في حناجرِ المدنِ التي أعشى الصباحُ على تُخومِها منذُ أزمانٍ توَلَّتْ .
    وأراجيز الصبايا اكتحَلتْ بالغيومِ السودِ ،،
    تُسائلُ الماضي الأثيل عن غِلالاتِ الفرَح ..
    عن يومِ عيدٍ تائهٍ في حُداءاتٍ حزينة ..
    أمَّاه ..
    بناتُ طـهَ اليومَ يَحْلُمْنَ بقِنْديلِ سَـكَن ..!
    يحْمِلْنَ أكداسَ الصَّقيعِ كما الأجنَّة ..!
    ويَدُرْنَ في متاهاتِ البَراحِ بقَدْرِ شهورِ حَمْلٍ ..
    فيَلِدْنَ إيماناً توَقَّدَ نورُهُ ؛
    كمَا التَّمائمِ في عنُقِ الأسنَّة ..
    بالأمسِ .. عرائسُ النَّوارِ تكَسَّرَتْ أمشاطُهُنَّ
    بأقدام مَنْ جاسوا وداسوا في أرضِ المعارج والنبوَّة ..
    أشباههمْ زحَفوا على رقاب المارقين ..
    فأوْصَلُوهُمُ أرضَ الخلافة ، ودارَ هارون الرَّشيد ..
    أمَّاه ..
    يابنتَ عمران التقيّ .. ( يا أختَ هارون النبيّ ) ..!
    هذي الشآم تطَوَّعَتْ لتضيء فِطْنتها شموعاً
    للأُلى غفلوا وتاهوا ..!
    وصلاحُ الدِّينِ يسْأل :
    أمَا حانَ التَنَبُّه وانشداه الواجبات ،،
    وانتفاضُ بوارِق الفُرْسانِ أكثر ؟!
    مساجِدُ الفيحاء تنتظر المسيحِ ،،
    وفُراتُنا يأبى أن يُسمَّى بالجريح ..!!
    ونساءُ الرَّقَةِ السَّمراء شَدَدْنَ على جبينِ المَرْجَةِ العصماء
    مزيداً من عصاباتِ الوفاء ، أقسَمْنَ لا يحْلُلْنَها إلّا إذا
    لبِسَتْ دمَشقُ قشيبها حُلل الفخار ..!
    شحذْن بمديةِ صرخةٍ حرّى همَمَ الرجال ، ماجتْ لها بيد الفلاة .
    أردفنَ يعقدْنَ النُّذورَ موثَّقات ببابِ أويسٍ القُرَنيّ ،
    ونادَيْنَ في أهْلَ صفّين الكرام :
    ألا فلتشهدوا اليوم ..!
    أنّا نذَرْنا رقاب أبناء الرَّشيد مرابطين ..ولا نحيْد ..
    إلّا إذا حلَّ السَّلامُ والنَّصْرُ المؤَمَّلُ والأكيْد ..
    أمَّاه ..
    رجواتنا تسعَى إلى محرابكِ الأقدَسْ
    هُزِّي إلينا أمّنا ..ظِلّاً كثيفاً من عذوقِ النَّخْلِ في بغداد ..
    لعلَّنا ننجِبُ يوماً ..حيدَراً أو حمزةً أو يوسف العظمة أو عُمَراً أغرّاً.
    صُبِّي علينا من جَدَا بركاتكِ الأنقى ..
    لعلَّنا يا أمّي ..
    نودِّعُ قهرَنا الممتدّ .. نطهِّرُ التُرْبَ المُدَنَّس
    وامسحي يا أمّي .. جباهَ كلّ من يحمونَ باسم الله
    دِمَشْقَنا ..وباركينا إنّنَا من نَسْلِ أحمدَ لا نُضَام ..!
    ولا تُكْسَر لنا شوكة ولا يُطْفَأ لنا فِكْرٌ بمنفَضَةِ اللِّئام
    منقول / للكاتبه السعودية :
    ذات الطيــيب .
    الأخت وفاء ـ تحية
    ليس غريبا أن تكون الأخت البارة بواحتها بيننا تلون صفحات الألق بوشي من عسجد روح البيان ، شكرا لكما ، وشكرا للكاتبة على نفحات ألم تترنح تحت نحيبها أواصر الشفقة على ماض وآت ....
    ساكمل باذن الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    أحبتي إليكم الجزء الثاني من النص

    " أمويون وإن ضقتَ بهم ألحقوا الدنيا ببستان هشام ."
    هكذا قيل فيهم .
    قصدتُها نهاراً جهاراً تبدو بأتمِّ حُلل الجمال حيث مآذنُ الأموي تباهي بأصدائها ملائكُ السماء ، وحناجر تستدر الدمع من العيون ووجيب الخفق توّاقٌُ طَروب .
    اخلع نعلي فإني في حضرة الشرف والبهاء بيت من بيوت الله صلاة وتسليماً على من لأجله أضاءت قصور بصرى والشام .
    من الباب الشمالي لابدَّ من السلام على صلاح الدين الأيوبي يركض في الروح أنين على مجدٍ مضى وتوقٌ بضوئه إلى عزة في القادم .
    من الباب الغربي دخلنا ليفضي إلينا جمال آخر من الشرقي ، إلى النوفرانة والزقاق الدمشقية القديمة .. تتساءل كثيراً :
    كيف تتطاول هذه الجذوع القديمة في مربعات من أرضيات الحجر الأسود .
    كيف ينبت العشب والسين من شقوق الأرض .
    أجول ببصري وأرفعه إلى المشربيات القديمة بعضها مواربة يتكئ على أطرافها الحمام وبعضها مغلقة خلفها عيون مفتوحة ترقب خُطاً لحبيبٍ أو طَرْقاً لوجيب .
    تقودني الأزقة الضيقة والبوابات العتيقة إلى سوق " مدحت باشا " في آخرهِ ألبِّي دعوة
    لزيارة بيت من بيوتات دمشق يرجع تاريخ بنائه إلى القرن الثامن عشر إنه بيت الشاعر " شفيق جبري " ثلاثٌ وعشرون ساحرة / غرفة ..
    من سحر أيها تنعتق ؟! لاتحلم .. !
    تتوسطُ ذلك بركة كبيرة وسقاء نحاسي ، وما إلى ذلك من شجر النارنج وفروض الياسمين كسائر الجمال الدمشقي تحول إلى متحف ومقهى يؤمه الزوار شتى تقرأ الدهشة في عيون السائحين والكرم في عيون المضيفين .
    تصبح شاعراً وإن لم ترتكب الشعر يوماً تطلب القهوة وتنسى الوقت جلاسكَ كثيرون من عدد وجليسكَ فردٌ في الحضور .
    هناك .. يأيتكَ بلا دعوة .. كلِّمْه كثيراً وادخلْ يدكَ في جيبك تخرج بيضاء بقصيدة
    من طَلْعِ الياسمين .
    خضّب كفوفكَ بالحنَّاء واقصد شمالَ الجمال فثمَّة أعراسٌ هناك ..
    يتبع ..حينَ حيْن

  9. #9
  10. #10
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تميمة الحظ
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-07-2014, 09:40 PM
  2. عَزَّ الوفاء :: شعر :: صبري الصبري
    بواسطة صبري الصبري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 13-11-2012, 08:56 PM
  3. فدينه الحق قد عزّ العبيد به /// حسين علي الهتداوي
    بواسطة حسين الهنداوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 26-11-2006, 07:50 PM
  4. قصيدة: (في القلب عزّ الدين) - رثاء للشهداء
    بواسطة أيمن العتوم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 13-04-2005, 01:18 PM
  5. "عزّ الدواء"
    بواسطة عبد الخالق الزهراني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 23-05-2004, 12:37 AM