|
. |
عَلَّقْتُها صُوَراً مِنَ الوجدان |
. |
فَوقَ الدُّخانِ مِنَ احْتِراقِ لقائنا |
. |
وعَرَفتُ من بعدِ احتِراقِ دَقائقي |
. |
وَأَبَحتُ لي ما لا يُباحُ مِنَ الْهَوى |
فَمعَ انْحِدارِ الشَّمْسِ كانت ساعَتِي |
لَمَّا تَدانى مَوعِدي فَدَعاني |
. |
لِلِقاءِ مَنْ في مثْلِ حُسْنِ بهائِها |
فَجَبينُها قَمَرٌ أَتَمَّ كَمالَهُ |
أرخَتْ عَلَيهِ اللَّيلَ في نَيْسَانِ |
. |
والجيد مِنْ بَلّورَةٍ هِنْدِيَّةٍ |
. |
نارية العينَينِ لا نَظَـراتُها |
. |
لا نَظْرَةٌ مَسْحورَةٌ مِنْ لَحْظِها |
. |
لا قُبْلَةٌ لا رَشْفَةٌ من ثَغْرِهَـا |
لَبِسَتْ بياضَ الشَّمْسِ ثوباً ضَمَّها |
شَمْسٌ أَطلَّت فوقَ روضِ جِنانِ |
. |
وتَبَسَّمَتْ كَنَسائِمِ الفَجرِ الذي |
. |
تَحْلُو وتَحْلُو من عُذوبَةِ شَدْوِها |
وَقَفَتْ وَطَيْشُ العابِثينَ وقوفها |
وبهِ وقارُ تَعَفُّفِ الرُّهْبانِ |
. |
مُتَناغِمٌ في قَدِّها تَدْويرُهُ |
. |
. |
نَظَرَت وَحيَّت ثُمَّ مَّدت كَفَّها |
في رِقَّةٍ فَيَّاضَةِ الْتَّحْنانِ |
. |
صَافَحْتُها وَمَشَيتُ خَلفَ ظِلالِها |
. |
فَدَنَتْ وَمالَتْ في دَلالٍ مُفْرِطٍ |
. |
في مَوسِمِ الْقَطْفِ الْجَميلِ احْمَرَّتا |
لَمَسَتْ فَمي فَأَصابَ قَلبي لَمْسُها |
بِتَصادُمِ الطَّرَقاتِ في الْخَفَقانِ |
. |
فَأَعَادَتِ اللَّمْسَ الذي قدْ راقَ لي |
. |
وبِدونِ أَن أَدري نِهايَةَ قِصَّتي |
. |
فَأَخَذْتُها في رِحلَةٍ لا تَنتَهي |
فَهوت عَلَيَّ بِشَهوَةٍ لَمْ تُخْفِها |
وَتَقَطَّعَت من شَدِّها قُمْصانِي |
. |
فَحَملْتُها وَضَمَمتُ ضَمَّ مُفارِقٍ |
قَد رافَقانا - والسُّكونُ يَحُفّنا |
بِحديثِ ليلٍ ناعِسٍ - نَجْمانِ |
. |
حتَّى إذا طِرْنا أنارا جَوَّنا |
. |
فَتُذيبُني في رَعْشَةٍ أَحضانُها |
سُنَنُ الْهوى أَلاّ يَدومَ نَعِيمُه |
كَقَصائِصِ الأوراقِ في النَّيرانِ |
. |
فَطَوى احْتِضارُ الوَقتِ فوقَ بُراقِهِ |
. |
وَخَرَجْتُ مَخْجولاً أَجُرُّ فَجيعَتي |
ولَقيتُ نَفسي فوقَ جَدْباءِ الرِّما |
لِ أَدورُ بينَ تَتابُعِ الدَّورانِ |
. |
كَفَراشَةٍ وَقَعَت بِحُضنِ العَنكَوُ |
. |
فإذا تَسارَعَ لِلْخَلاصِ حِراكُها |
رُحْماكَ يا هذا الذي أَغويْتَني |
أَوَ كُنتُ أَدخُلُ جَنَّتي لأُعاني ؟ |
. |
أوَ أَنتَ قلبي أمْ تُراكَ بِمُهلِكي |
. |
لا تُبْقِني جسدا لآفات الهوى |
. |
قُدْنِي إلى وَطَنِ الْخُلودِ وَسِرِّهِ |
. |
ما الْجِسمُ في دُنياكَ إلا عابر |
أَوَضاعَ فيكَ الرُّكبُ في أَرضِ الْيَبا |
سِ وَضَلَّ جَرْيُ الفُلْـكِ بالرَّبـانِ ؟ |
. |
ما كُلُّ ما فـوقَ الفَلاةِ حِجارَةٌ |
. |
فـالبرُّ بـالشُّطآنِ إلاَّ يَـنْـتَهـي |
أوَّاهُ يا قَـلبي عَــلامَ تَـرَنُّحاً |
مــاذا دَهاكَ لِتَبْـتَلي وَدَهاني ؟ |
. |
أَنَسيتَ أَنَّ الْحُبَّ أَهْمَلَ دَمْعَتي |
. |
يا قلبُ إن كانَ الهوى ما تَرْتَجِي |
. |
ما كانَ هذا غيرُ بعضِ سَذاجَتي |
. |
مـن هَمْسَةٍ منْ لَمْسَةٍ مَجنونَةٍ |
. |
وَأَبَحتُ لي ما لا يُباحُ من الْهَوى |
. |
. |