في آخر العمر

في آخر العمر
يحيى الســـماوي

في آخر العمرِ
اكتشفتُ أنني غَريرُ…
وأنني
يمكنني المسيرَ وسطَ النار
دون أن يطالَ بُردَتي السعيرُ…
في آخر العمر اكتشفتُ
أنني الزاهدُ..
والمسرفُ …
والصعلوكُ …
والأميرُ..
وأنني الحكيمُ.. والمجنونُ
واكتشفتُ أنَّ زورقي
أكبر من أنْ
تستطيعَ حملَهُ البحورُ…
وأنني يمكنُ أن تطيرَ بيْ وسادتي
الى فضاءٍ خارج الفضاءِ..
أن يرحل بي السريرُ
نحو حقولٍ
طينُها الياقوتُ والمرجانُ والحريرُ ..
وأنني نهرٌ خُرافيٌّ
إذا مرَّ على القفار قامت واحةٌ
وأعشبتْ صخورُ..
وأنني عصفورُ
فضاؤهُ قصيدةٌ مطلعُها عيناكِ
واكتشفتُ أنني بلا حبِّكِ يا حبيبتي
فقيرُ..
في آخر العمر اكتشفتُ
أنَّ كلَّ وردةٍ حديقةٌ كاملةٌ
وكل كوخٍ وطنٌ
وتحتَ كلِّ صخرةٍ غديرُ …
والناسَ – كلَّ الناسِِ- ما دمتِ معي
عشيرُ..
في آخرِ العمرِ اكتشفتُ
أنَّ قلباً دونما حبيبةٍ
مبخرةٌ ليسَ بها بخورُ …
في آخر العمر اكتشفتُ
أنَّ لي طفولة ضائعةٌ
جاءَ بها حبُّكِ
فاستعدْتُ ما أضاعهُ المنفى
وما خبّأهُ عن زمني الدَّيجورُ…
في آخر العمر اكتشفتُ
أنني سادِنُكِ الناسكُ .. والخفيرُ…
أركض في روضِكِ
أصطادُ الفراشاتِ التي
أثمَلها في ثَغركِ العبيرُ..
أحرس يا حبيبتي حمامتي صدركِ
حين تقربُ الصقورُ …
في آخر العمر اكتشفتُ
أنني طفلُكِ يا سيدتي الطفلةُ
طفلٌ عاشقٌ ..
دميتُهُ ربابةٌ ..
ملعبُهُ الحصيرُ..
فلا تلومي الطفلَ
حين يستفزُّ شَوكَهُ الحريرُ
*****

الرائع يحيى السماوي
معظمنا لا يكتشف كل هذه الأشياء إلا في آخر العمر فتظل ذكريات يانعة تؤنسه في وحدته ما شاء الله له أن يبقى .
قصيدة جميلة ككل شعرك أسعدني أن أكون أول معانق لها
تقبل الود الخالص
د. جمال

بديع أنت وكبير

اطال الله في عمرك على الخير والطاعة

استاذنا الكبير يحيى السماوي


بورك حرفك الجامح الصادح



لا يسعني الا ان اقدم لك الشكر الجزيل فتقبل

جميل هذا البوح زاده بهاء استفزازك شوكة الحرير.


دمت كبير القدر غرير القلب حريري الحرف.


تحياتي

ايا يحيى ...

عبق الحرف الذي أسلمت له عيني وروحي كان أكبر من كل تصوراتي ...

فلم أعرف أأحزن أم أفرح ...

قصيدة عذبة حد البكاء ...

لا أعرف هكذا شعرت وأنا أتفحص حروفها

ادام الله شعرك

قصيدة جميلة ، ذكَّرتني بأشعار نزار قباني .

الشاعر العملاق
يحيى السماوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسب أنك تدسست في دخائل كل واحد منا ، وتسللت إلى خباياه البعيدة ، وطاوعك قلمك المرفود بنبضك الحي في الترجمة عما يعتمل في النفوس والقلوب ، وقد عبر عن ذلك أخونا الحبيب أبو رامي أصدق تعبير .
وكأنما يأبى صوتك الشعري المتفرد إلا أن يعلن الحقيقة كالشمس ؛ وهي أن الحياة لا تستمر إلا باحتياج الرجل للمرأة ، وعودته إليها .
وربما يجوز لمثلي أن يكون له رأي في علاقة شعرك بشعر الراحل الكبير نزار ؛ ليس من باب المخالفة ، بل من قبيل الاختلاف الصحي في النظر إلى الإبداع الفني .
والذي يبدو لي أن السماوي صوت عربي مسلم ، يحرص على المرأة في كل جزئية يتناولها ، حرص الشفيق المتودد ، ويرفعها إلى المكانة التي ينبغي أن تكون فيها .
فكالعهد بك - أيها العملاق الشاعري ، ولا أقول الشعري - تبدي إنسانيتك وتوددك ووفاءك في صور شعرية آسرة ؛ تكشف عن صفائك ونقاء توجهك ، وتبرهن على عبقرية شعرية فريدة .
فلله أنت شاعرا إنسانا ، ومبدعا يقطر شعره عذوبة عطرها الوفاء، ورقة يسكنها الحزن المحبب ، ومودة تتحدث بلسان الصدق .
لك التحية والتقدير والعرفان .
د. حسان

أجل لمست هذا التآخي بين هذه القصيدة وقصائد نزار رحمه الله
دمت بخير وسعادة أخي المكرم شاعرنا الكبير السماوي
أختك
بنت البحر

في أول العمر اكتشفت أني أطير في حروف شعرك الرائع
فقد نزلت على واحة فيها من الجمال ما فيها
فطاب لي النزول والمقام