تحياتي لك اخي الحبيب
ردا على سؤالك حول سقوط الثاني من متفاعلن ، وقد حاولت ارسال الرد جوابا
في البريد لكن الرد كان كبيرا ، لذا فضلت نشره هنا لنستفيد منه كلنا )
***********************
في متفاعلن يجوز حذف الثاني المتحرك ويسمى الوقص
وقد قالت عليه الشعراء قديما ، وليس الأمر من العروضيين لأن الخليل روى هذا
الشكل وأثبته ، والخليل حين أسس العروض ، فانه أسسه على الموجود من
الشعر .
ورد في اللسان : ( والوقص اسكان الثاني من متفاعلن فيبقى متْفاعلن ، وهذا
بناء غير منقول فيصرف عنه الى بناء مستعمل مقول منقول ، وهو قولهم
مستفعلن ، ثم تحذف السين فيبقى متَفْعلن فينقل في التقطيع الى مُفاعلنْ ،
وبيته أنشده الخليل :
يذبُّ عن حريمه بسيفه **** ورمحه ونَبْله ويحتمي
سمي بذلك لأنه بمنزلة الذي اندقت عنقه . )
لاحظ أن البيت من انشاد الخليل ، ولا يعقل أن الخليل ينشد وزنا غير مستعمل
ويثبت شكله ، والبيت كما هو منفرد يجوز عده من الرجز ، لكن الخليل اقتطع
البيت من قصيدة موجودة ولم يؤلف البيت من عنده ، والله أعلم
ومن العروضيين من عد أشكالا للكامل فيها الضرب موقوصا
مثلا الزمخشري في كتابه القسطاس في علم العروض ذكر من أشكال بحر
الكامل التام ( وهو البحر الوحيد الذي توجد فيه متفاعلن ) ، الضرب الموقوص
وشاهده عنده نفس البيت السابق في اللسان :
يذبُّ عن حريمه بسيفه **** ورمحه ونَبْله ويحتمي
وعد في مجزوء الكامل ثلاثة أشكال موقوصة الضرب هي :
الموقوص وشاهده :
وَلَوَ انها وُزِنتْ شما ** م ** مِ بحِلمِهِ لشالتِ
الميم المتوسطة للوصل ( شمامِ اسم جبل )
لاحظ ( لشالتِ ) وزنها ( مفاعلن )
ثم الشكل الثاني موقوص مذال وشاهده :
كُتِبَ الشقاءُ عليهما **** فهما له ميسَّرانْ
لاحظ وزن ( ميسَّرانْ ) مُفاعِلانْ
ثم الشكل الثالث موقوص مرفل وشاهده :
ولقدْ شهِدْتُ وفاتهمْ **** ونقلتهم إلى المقابر ْ
لاحظ وزن ( إلى المقابرْ ) مفاعلاتنْ .
وفي كتاب ( الوجه الجميل في علم الخليل ) لأبي سعيد شعبان بن محمد القرشي
الأثاري ، وهي ألفية في العروض والقوافي نشر حديثا لأول مرة :
ذكر فصلا فيما يشتبه بالكامل من البحور فقال :
إضمارُ كاملٍ كَسالِمٍ في الرجَزْ *** والوقصُ خبْنٌ جزلهُ طيٌّ بَرَزْ
والشرح : الاضمار في الكامل يحول تفاعيله الى مستفعلن ويصبح مثل الرجز
والوقص يحول متَفاعلن الى مُفاعلنْ وهو يشبه الخبن في مستفعلن وتحويلها
الى مُتَفعلنْ والجزل وهناك من يسميه الخزل وهو زحاف مزدوج يدخل على
متفاعلن ، وهو اجتماع الاضمار والطي أي تسكين الثاني المتحرك وحذف
الرابع الساكن ، فتبقى التفعيلة ( مفْتعلنْ ) وتشبه مستفعلن عند دخول الطي
وهو حذف الرابع الساكن ، فتبقى ( مسْتَعِلنْ )
وقال في تعريف الوقص :
وَقصُهُمُ زوالُ حرفٍ ثاني *** مِنْ كاملٍ أضمِرَ بالإسْكانِ
وحول تسمية الوقص وبقية الزحافات قال المحقق في هامش الصفحة
( جميعه للخليل ما خلا الوَقر فإنه للمصنف )
أي أن زحاف الوقص من وضع الخليل نفسه
وتقبل خالص الود أخي الحبيب