من الدكتور توفيق حلمي إلى بنديكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان الفرعونيبعد أن سمعت تجرأك أنت وأتباعك على الإسلام وهو دين الحق ورسوله وهو من بعث رحمة للعالمين بما فيهم أنت وأتباعك ، كان لابد من الرد عليك عملياً والكشف عن حقيقة العقيدة التي تترأس أتباعها والتي تسمونها إفكاً وظلماً بالمسيحية ، وما المسيحية إلا دين وحدانية لله عز وجل بشر به عيسى بن مريم عليه السلام ، فإذا بأجدادك يخرجون عليه ويحرفون الدين والكلم عن مواضعه لكي يرتدوا إلى ما كانوا عليه من شرك قبل المسيح في العقيدة الفرعونية التي اتخذت من الشمس إلهاً.
ولما كان هذا مبحثاً كبيراً فإني هنا أوجز باختصار شديد ملامح العقيدة التي بت تتبعها أنت ومن والاك.
كان الكهنة المصريون القدماء يحلقون شعورهم على شكل دائري أعلى رؤوسهم يرمز لقرص الشمس ( رع) تكريما لهذا الرمز المقدس واستمر هذا التقليد فى كهنة العقائد التى ارتكزت على هذا الدين الشمسى القديم ومن اشهرها بالطبع المسيحية واليهودية الغربية المحرفة . حيث تطور إلى وضع الطاقية المستديرة الصغيرة التي تضعها على أم رأسك ليشف نفس التقليد الكهنوتى المصرى القديم .
كانت العقيدة المصرية القديمة ترتكز على مفهوم أسطورة إيزيس وأوزيريس حيث تتكون من الرب أوزوريس (الأب) والربة إيزيس ربة النور وأم النور (الأم) وحورس (الإبن) وقامت على اساس مقتل اوزوريس قتلة شنيعة وتقطيع أوصاله على يد إله الشر (ست) وعثور إيزيس على أجزاء جثمانه المتفرقة التى وضعتها في التابوت ثم تمت قيامته من الموت بعد ذلك بواسطة روح رع أو اسمه المقدس على يد ايزيس قبل ان يلتحق بملكوت السماء ليصير إله الموتى والعياذ بالله من هذا الشرك .
والمقارنة متطابقه فى مفهوم (الاب والابن والروح القدس) ومفهوم القتلة الشنيعة ومكوث العذراء(أم النور) بجوار تابوته ومفهوم قيامته من الموت .
كانت العبادة فى مصر القديمة تقوم على أساس فكرة الحلول المادي لفكرة الإله الغيبيه فى تمثال حجرى يقبع فى قدس اقداس المعبد داخل صندوق (ناووس) وقد منحوا معبوداتهم نفس الصفات التى يتحلى الناس بها فى ثوبهم المادي وبرنامج حياة يومى مثل الانسان الذى يأكل ويشرب ويشيخ ويموت بنفس الكيفية والشكل الذى يزاوله الجسد المادي للكائن الحي . وقامت المسيحية على نفس الاساس فى فكرة الحلول الالهى فى جسد إنسان يعيش ويموت .. وهكذا.
كما أن تصميم الكنيسة هو ذاته تصميم المعبد المصري من حيث قدس الاقداس والمذبح والممر المستقيم الموصل من المدخل لقدس الاقداس والتى تحيط به الخلوات من الجانبين . بل وأسلوب المشاهدة للطقوس الذى يقوم العابد فيها بدور المشاهد فقط للكهنة الذين يجرونها ليقتصر دوره فقط على الحضور والجلوس على الكرسى لمشاهدة المسرحية التى تجرى أمامه وأصبح المسيحي يذهب للكنيسة ليحضر القداس فقط لا ان يشترك فى الطقس ذاته ، فليس بمقدوره أن يتصل بالرب إلا من خلال الكاهن أو القس وهو واسطته التي يرفع من خلالها صلاته إلى السماء، ولا تقبل له صلاة إلا في مبنى الكنيسة ، وذلك تماماً مثل واسطة كهنة الفراعنة ومثل معابدهم، ويكون ذلك أيضاً بتقديم القرابين للآله وهي الخبز المسمى بالخبز المقدس وغيرها من رموز هي هي نفسها رموز العقيدة الفرعونية التي ليست بالغابرة بل مازالت تعيش في الفاتيكان حتى الآن.
كان لابد لإعلان ابن الملك وليا للعهد أن يدخل( معبد الولادة) حيث تجرى له طقوس تطهير معينة لتخليصه من رجس البشرية ثم يخرج كبير الكهنة الى الجموع الحاشدة المنتظرة ليعلن أن ( رع ) قد اعلن عن أبوته لهذا الشخص وأنه من صلبه وانه قد غشى أمه من قبل أن تلده وعلى ذلك يتم إعلان ابن رع المزعوم هذا وليا للعهد ويتم تغيير أسمه الى إسم إلهي بعد ان انقطعت صلته بالبشرية المادية الى الروحانية الالهية . ونرى اليوم عملية تكريس الكهنة تقوم على أساس طقوس تطهير يلى ذلك تغيير الاسم الى أسماء أخرى ذات طبيعة غيبية.
( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (سورة التوبة الآية 31)
كانت قبلة الصلاة عند المصري القديم ناحية شروق الشمس لحظة شروقها وكذلك الكنائس فى العالم كله تقام على هذا الاساس الشمسي القديم ويقوم بدور المرتلين لها مجموعة من الأشخاص لهم مسمى يؤكد انتماؤهم للعقيدة الشمسية وهو (الشماسين) بينما تكره صلاة المسلم لحظة الشروق والغروب حيث التوجه لله عز وجل وليس لمخلوقاته.
عدد الصلوات عند المصري القديم اثنى عشر صلاة نهارية , واثنى عشر صلاة ليلية وهى نفس عدد الصلوات عند الكهنة فى الاديرة والقسس فى الكنائس .
كان يستلزم حمل رمز يرمز للعقيدة الشمسية القديمة لأن الرمز عندهم كان مهما لاستجلاب المعنى الذى يمثله والذى لايتحقق الا اذا حل فى كيان آخر يمثله ذات الرمز وكان ذلك الرمز هو مفتاح الحياة الذي يرمز الى معنى انبثاق الحياة وبعث الموتى ... فتطور إلى شكل الصليب الذي يحمله الرهبان والقسس فى جميع طقوسهم ولا يمكن أن يتركوه ولو للحظة ويكون حمله لازماً لبدء القداس ولا قيامة لميت عندهم إلا بصلاة الجناز يكون فيه هذا الصليب فوق التابوت كما رأينا فى تابوت بابا روما السابق وكما نرى فى جميع توابيت المسيحيين .
وكما جمعت إيزيس جسد أوزوريس المقطع الأوصال فى تابوت واحد كان لزاما الحفاظ على الجثمان وبقاياه فى مكان واحد لضمان عودة الروح إليه لتتلبسه من جديد ليقوم ، وهكذا صارت عادة المصريين فى حفظ أجساد موتاهم وانتقلت هذه العادة الى المسيحيين واليهود ليدفنوا الجسد فى تابوت منعا من ضياع الجسد بينما يدفن المسلمون اجساد موتاهم فى التراب ليتحلل فالعبرة هنا فى النفس وليس الجسد.
بنديكتوس السادس عشر ولعلك تكون الأخير ، كبرت كلمة تخرج من فيك نطعن بها في الإسلام وخاتم المرسلين هذا موجز بسيط لعلك تهتدي وأتحداك أن ترد على ذلك وإن أردت أن نغرق في التفاصيل ستجد أن عقيدتك كاملة جوهراً ومضموناً ومظهراً بما فيها ملابسك لم تخرج عن عقيدة الشرك الفرعونية في شيء.
وأنهي حديثي بالسلام على من اتبع الهدى ، إسلم تسلم ، علك تهتدي قبل أن يقبض الله روحك وأنت من المشركين وبئس مأوى الكافرين.