في حفل افتتاح دورة شوقي ولامارتين بباريس

في حفل افتتاح دورة شوقي ولامارتين بباريس
عمرو موسى يدعو اليونسكو لطلب انعقاد مجلس الأمن

باريس من: أحمد فضل شبلول

أنهت دورة شوقي ولامارتين ـ التي عقدتها مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في باريس خلال المدة 31/10 ـ 2/11/2006 ـ أعمالها بالبيان الختامي الذي جاء فيه:
"باسم المشاركين في ندوة شوقي ولامارتين نتقدم بالشكر الجزيل إلى فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية السيد جاك شيراك على رعايته الكريمة لهذه الدورة التي موضوعها الظواهر الأدبية التي يمثلها كل من شوقي ولامارتين إلى جوانب الحوار بين القيم الحضارية التي تتجسد في تعايش الثقافات بدل الصراع بينها.
كما نشكر حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وسمو رئيس مجلس الوزراء في دولة الكويت الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح على ما تفضل به من كلمات طيبة وتحايا ودية دعما للدورة والمشاركين فيها.
كما نشكر سعادة السيد كوتشيرو ماتسورا مدير عام منظمة اليونسكو، وسعادة البروفيسور إيف غينا رئيس معهد العالم العربي والعاملين معهما على ما قدموه من دعم ومساندة لإنجاح فعاليات هذه الدورة. كما نشكر رئيس مجلس أمناء مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري ومعاونيه وكافة العاملين معه، لما قدموه من عمل دؤوب في سبيل إتاحة هذه الفرصة النادرة للقاء والحوار الخلاق سعيا لردم الهوة بين الثقافات وتكريس الوسطية والاعتدال والاعتراف بالآخر.
كما يتقدم رئيس مجلس أمناء المؤسسة بالشكر الجزيل لكل من سماحة الدكتور سيد محمد خاتمي رئيس المؤسسة الدولية لحوار الحضارات، والسيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، لتكرمهم بقبول الدعوة والمشاركة في فعاليات الندوة.
وفي الختام نود أن ننوه بالجو الصحي الذي تميز به النقاش الحر المنفتح في جميع الجلسات".
***
وكانت الدورة العاشرة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، قد افتتحت فعالياتها صباح الثلاثاء 31/10/2006 بمقر منظمة اليونسكو في باريس، وقدم حفل الافتتاح الشاعر فاروق شوشة، وتحدث فيها الشاعر عبد العزيز سعود البابطين ـ رئيس مجلس أمناء المؤسسة ـ وقال: هذه لحظة من لحظات البهجة والاعتزاز، وإننا في هذه القاعة، أتينا من بلاد متباعدة نحمل آمال شعوب وديانات متعددة، غرضنا إحياء ذكرى شاعرين عظيمين التقيا في لحظة الميلاد والوفاة، ورفضا من موقعيهما المختلفين، دعاوى الكراهية، وقدما للبشرية من خلال ما أبدعاه من شعر وكتابات صورة صادقة للنفس وللآخر، ومن واجبنا جميعا أن نجعل من رؤيتهما الإنسانية رؤيتنا، وأن نتبنى الموقف الأخلاقي الذي يعطي الآخر الحقوق ذاتها التي يرتضيها لنفسه.
ثم تحدث د. سيد محمد خاتمي ـ الرئيس الإيراني السابق ـ فقال: على الأدب من أجل أن يمارس دوره في الحوار أن يبحث عن جذور الأزمات الراهنة، ويمهد السبيل لتلاقح الأفكار من أجل الوصول إلى فهم مشترك، والخلاص من هذه المظاهر المرضية الخطيرة واحترام التعددية من أجل إدراك وفهم الآخر، وذلك لهدفين: الأول أن نرى أنفسنا وعالمنا من وجهة نظر الآخر، والتعرف على حساسيته وجمالياته وما يمكن نقده أو التغاضي عنه والتخلص من كل العواطف السلبية الموروثة.
إن الآداب يمكن أن تكون الساحة الرئيسية لحل الأزمات المتصاعدة التي تواجه الإنسان اليوم، وإن الأدباء والمفكرين يحملون رسالة التحاور على كل المستويات، وهم القادرون على معالجة التصورات الخاطئة والمشوهة، وإنهاء الأزمة بين الإنسان والآخر، بين الإنسان والعالم.
الأدب هو مرآة التاريخ ودراسة حياة الشاعرين تجعلنا نفهم العالمين وندرك التحديات التي تواجهنا، وهذه هي رسالة اليونسكو، وهدف مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري. للأدب رسالة جديدة هي نشر الوئام والتفاهم وتبديد سوء الفهم والنزاعات، وإن الدراسات المقارنة تسهل علينا الإقرار بالتنوع والتعدد الثقافي.
ويثمِّن خاتمي جهود مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري ونجاحها في تحقيق التواصل الثقافي بين الشعوب، فيقول: إنها استطاعت خلال فترة عمرها القصير أن تنجز أعمالا كبرى في التقارب بين الشعوب والأمم عجزت عنها مؤسسات ومنظمات رسمية، ويجب أن تكون هذه المؤسسة نموذجا يحتذى لبقية الجهات الفاعلة في المجال الأدبي ودوره في معترك الحياة.
وفي كلمته قال عمرو موسى ـ أمين عام جامعة الدول العربية ـ بعد الثناء على جهود
المؤسسة: يقيني هو أننا نجتمع اليوم في إطار مناسبة ومبادرة أتت في وقتها، وربما في مكانها، في اليونسكو بيت الثقافة العالمي، لنناقش مسألة تأتي على رأس قائمة الأولويات الحياتية لعالم العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ألا وهي وضع العلاقة بين الحضارات ودور الثقافة في ديناميكياتها، كما نحتفل في إطارها بشاعرين عملاقين عبرا بكل إبداع وبلاغة عن مجتمعيهما، وأسهما في تقارب الثقافتين العربية والفرنسية: أحمد شوقي، ولامارتين صاحب الكتاب الشهير "رحلة إلى الشرق" بكل ما دعا إليه من تفاعل خلاق، وصاحب القصيدة الرائعة "البحيرة" التي ترجمت إلى العربية أكثر من عشرين ترجمة، كما أنه صاحب كتاب "حياة محمد" عن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، بل إنه في حالة أحمد شوقي كان تزاوج الثقافتين واحدا من ركائز ثروة فكره وحلاوة عبارته وبلاغة رسالته. إن حالتي شوقي ولامارتين تشكلان نموذجا خلاقا يجدر الاقتداء به في العلاقة مع الآخر القائمة على الفهم الصحيح والاختلاف المحترم.
ويختم عمرو موسى كلمته باقتراح دعوة منظمة اليونسكو وفي حضور مديرها العام الدكتور ماتسورا، لمجلس الأمن للانعقاد تحت عنوان "حالة العلاقة بين الحضارات في عالم مضطرب، وتأثيرها على الاستقرار العالمي وتهديدها للأمن والسلم الدوليين.
ثم يقرأ الشيخ د. إبراهيم الدعيج الصباح ـ محافظ الأحمدي بالكويت ـ رسالة الديوان الأميري، وجاء فيها: "ما أحوجنا في هذه الأيام الحرجة للاستزادة من هذه اللقاءات التي شاءها الأخ عبد العزيز لقاءات تمزج بين الشعر والحضارة، أي في صلب الوجود. وكما قال المفكر الفرنسي المعروف جان كوكتو: "الشعر ليس فن القول، بل فن الوجود".
ويختم الشيخ الدعيج الرسالة بتوجيه أجمل وأنبل وأكمل تحية للحضور الكرام والإنسانية، وهي تحية السلام.
ثم يلقي د. عادل الطباطبائي ـ وزير التربية والتعليم العالي بالكويت ـ كلمة رئيس مجلس الوزراء الكويتي التي خطها الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، وجاء فيها: "يسرني أن أنقل إليكم تحيات سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وتهنئته بمناسبة افتتاح الدورة العاشرة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري بعنوان "شوقي ولامارتين" يوم الثلاثاء 31 أكتوبر 2006 والتي من المقرر نقلها مباشرة من العاصمة الفرنسية عبر القناة الفضائية المميزة "البوادي". مشيدا سموه بالجهود المبذولة في الإعداد والتنظيم لهذه الدورة وما حظيت به من اهتمام ومشاركة من قبل العديد من الشخصيات السياسية العالية المستوى والعديد من المهتمين في مجال الثقافة والشعر".
ثم يلقى مدير عام منظمة اليونسكو كوتشيرو ماتسورا كلمة شكر لمؤسسة البابطين ورجلها، ودور الشاعرين شوقي ولامارتين في تعزيز الحوار المتبادل، وهو ما يتماشى مع دور منظمة اليونسكو الذي يدافع عن المشاريع الإبداعية.
أما المونسينيور فرانسيسكو فولو المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى اليونسكو فقد ألقى كلمة نيابة عن قداسة البابا بينيدكت السادس عشر، دعا فيها إلى حوار يثري العلاقة بين الأدب والعلاقات الثقافية الجادة والمتصالحة بين الشعوب والحضارات، مؤكدا حرص قداسته على دور الإسلام في مواجهة التحديات التي تصطدم بها البشرية، مثله في ذلك مثل بقية الأديان الإلهية.
بعد ذلك ألقى وزير الثقافة الفرنسي ـ ممثلا للرئيس الفرنسي جاك شيراك ـ كلمة الرعاية الفرنسية.
وفي نهاية حفل الافتتاح ألقى ـ أمين عام المؤسسة ـ الكاتب عبد العزيز السريع بيان التحكيم، ثم وزع الشاعر عبد العزيز سعود البابطين الجوائر على الفائزين، حيث فاز بجائزة أفضل قصيدة ـ وقيمتها عشرة آلاف دولار ـ الشاعر جميل محمود عبد الرحمن، وفاز بأفضل ديوان ـ وقيمتها عشرون ألف دولار ـ الشاعر د. رضا رجب، وفاز بجائزة الدراسات النقدية ـ وقيمتها عشرون ألف دولار ـ مناصفة كل من د. بسام قطوس، ود. محمد حوَّر، وفازت بالجائزة التكريمية ـ وقيمتها خمسون ألف دولار ـ الشاعرة د. سعاد الصباح.
وفي كلمة الفائزين قالت د. سعاد الصباح: قدر الثقافة أن تكون جسرا لا سدا، وأن تبني ما تهدمه السياسة والمصالح، فالثقافة هي آية العقل وخلاصة الحكمة، والسياسة هي خلاصة الميكافيلية والتشويه. إنني أدعو أهل السياسة إلى مائدة الفكر والعقل والضمير، حتى نبني لأبنائنا وأحفادنا عالما ملونا بالسلام، متدثرا بالطمأنينة، مغردا بالحب.

أحمد فضل شبلول ـ باريس

أخي الأديب أحمد فضل شبلول
أسعدني هذا النشاط الأدبي
تمنيت لو لم تكن لمثل هذه اللقاءات صبغة سياسية وأن تتوفر على الهدف الأدبي الأسمى
تقديري لتقاريرك الأدبية لأعضاء رابطة الواحة

أكرر الشكر أخي الفاضل د. توفيق حلمي.