شوقي ولامارتين:
دورة استثنائية وتوقعات مستقبلية
باريس من: أحمد فضل شبلول
تأتي دورة مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في باريس هذا العام 2006 ـ دورةً استثنائية ـ في سلسلة دورات المؤسسة خلال عمرها الزاهر. فلأول مرة تجمع المؤسسة بين شاعرين كبيرين معًا في دورة واحدة، بل لأول مرة تجمع المؤسسة بين شاعر عربي وآخر غربي، وهذا يعد منهاجا جديدا وانفتاحا عظيما للمؤسسة على الإبداع العالمي المؤثر، إلى جانب الإبداع العربي الأصيل.
ولئن كانت المؤسسة عقدت دورتها السابقة في قرطبة بأسبانيا في العام 2004 إلا أن الشاعر المحتفى به كان شاعرا عربيا واحدا هو ابن زيدون.
أما هذا العام فلأول مرة تحتفي المؤسسة بشاعر غربي مؤثر هو الشاعر الفرنسي الفونس دو لامارتين (1790 ـ 1869).
وعليه فإننا نشهد طموحا كبيرا لمؤسسة الجائزة في السنوات القادمة ينقل جهودها وأنشطتها من العربية إلى العالمية.
وأتوقع أن يستمر النهج نفسه في السنوات القادمة بعد نجاح هذه الدورة العاشرة في باريس، والدورة السابقة في قرطبة، بعد أن عقدت المؤسسة دورات ثمان في بعض العواصم العربية.
أتوقع أيضا أن يمتد نشاط المؤسسة إلى الأمريكتين واستراليا، كأن تحتفي مثلا في دورة قادمة بشاعر أمريكا اللاتينية بابلو نيرودا أو غيره، إلى جانب شاعر العربية الأكبر المتنبي الذي لم تحتفِ به المؤسسة حتى الآن خلال دوراتها العشر السابقة.
هكذا تخطو المؤسسة خطوة عملاقة نحو العالمية، وتؤسس لعلاقات ثنائية جديدة نحن ـ العرب ـ في أشد الحاجة إليها، لتغيير الصورة النمطية السلبية المأخوذة عن العرب والمسلمين.
إن ما تقوم به مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، لتعجز عن القيام به وزارات ومراكز ثقافية متعددة في وطننا العربي، وما دورة شوقي ولامارتين في باريس إلا شاهد شديد الوضوح على ذلك.
أحمد فضل شبلول ـ باريس