ولمن تكتبي يا نفس
2
ضعي يديك يا نفس على أذنيك إياك ان تسمعي التصفيق والصخب والجلبة هناك على مدرجات القراءة ينتظرون وريقات كتبت بيديك
ماذا تسمعين ؟؟
أتسمعين تصفيقا ؟
أطربت نفسك له ؟
أهذا ما استمال الوجدان ؟
أهذا ما تراقصت له شموع العمل تشتعل في ظلمة لتنير طريق العقول !!
أهذا يا قلم أهذا يا نفس ما رمتِ !!
أيتها الأيدي التي كتبت وانتظرت على قارعات الثناء انتظري فما تذييل حروفك بهذي الإضاءات .
أيتها العقول التي تلفتت تبحث عن مجد يبرق بين ثنايا الثريا وسحب العز تمهلي فما صنعت الأقلام لهذي التطاولات .
أيتها الخطوات التي أفاقت على ترنمات عصفت تقول لهذا أحسنت وذاك أبدعت وتلك فاقت غاديات ورائحات .
استفيقي فإن بدأت حروفك بنقطة مبهرة وزينتها بحرفة مصطنعة تبغين بها قوت يومك وحاضرك من مديح فقد ذبلت أوراقك وتزاحمت عليها أعمالك لايبين منها الأبيض ولا الأسود يوم الفرقان .
تبيني يا نفس لمن تكتبين
وأغلقي الستائر التي تتسلل منها الضوء الزائف واستضيئي بنبراس لا مثيل له مجدول بحبائل النية الصادقة ومرتفع بخط موصول بسماء تحوي سحب الخير
بينك وبينه يا نفس فقط فاعملي بخفاء و اقطفي بعلن لم تقصديه ولم تأت له .
قولي يا نفس لقلمك العالي أتعلو بصوت تشترك فيه نيتك .
قولي يا نفس لورقك الصافي أزبد البحر الفاني أبغي !! أم دره الخافي يوم تغوص النفوس في ظلم وظلم ..!
أأبحث عن بريق يزول ومجد في ذبول كزهر صيف يأتي عليه شتاء هطال !
أم ألاقي يا نفس سرمد العمل مزروعا هناك بمسك سريرة !
إن كنت يا نفس تريدين علوا في الدنيا فخذيه وقولي لما تسطري على الورق سألبسه ثيابا مخملية مصنوعة في نفسي التواقة لرؤية أيد تصفق وتمجد
وقولي ستدفيء روحي الباردة لهيب الثناء من الأنفاس المادحة
وقولي وقولي
وعند انتشار الصحف وتطاير الأقلام ابحثي عن ذاك الدفء وذاك البريق أتراك ستجديه !!
ولن تجدي يا نفس من صفقوا لك ومن كتبتِ لهم بل ربما تعثرين على صفحة نقية من ليلة أنيسة بعمل صاف له سبحانه كتبتِ .. ومن أجله عملتِ
فأي الفريقين نتبع يا من تحملون القلم !! ولمن تكتبون