أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الإدارة الأمريكية في ورطتين: العراق وواشنطن!

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20
    المواضيع : 17
    الردود : 20
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي الإدارة الأمريكية في ورطتين: العراق وواشنطن!

    هناك مثل أمريكي قديم يقول "إذا كنت في منتصف النهر، فاحذر أن تستبدل فرسك بآخر"، "Don't change horses in the middle of a stream". لعل هذا المثل اليوم هو الذي يدور في ذهن الإدارة الأمريكية الحالية، في الوقت الذي يبدو فيه الشعب الأمريكي عازماً على خلع الحزب -الذي رسم سياساته الخارجية مدة ستة أعوام- من خلال الانتخابات التشريعية النصفية بعد أسبوعين.
    فالإدارة الأمريكية اليوم تخسر حرباً ضروساً ليس في العراق فحسب، وإنما في واشنطن أيضاً. فالحزب الجمهوري -الذي تشير استطلاعات الرأي إلى تدني مستوى التأييد لمرشحيه في جميع المستويات سواءً في مجلس النواب أو في مجلس الشيوخ أو على مستوى حكام الولايات أو الانتخابات المحلية في داخل الولايات- يبدو اليوم في ورطة حقيقية. حيث يحرز الحزب الديموقراطي تقدماً كبيراً على منافسه العنيد في معظم الولايات.
    إذ إن تدني شعبية الرئيس الأمريكي جورج بوش وحزبه قد وصلت إلى نقطة لم يصلها من قبل، على رغم أن الرئيس لا يزال يرى نجاح سياساته الخارجية في حربه على الإرهاب وتقدم الديموقراطية في العراق والرخاء في أفغانستان والعيش في عالم أكثر أمناً وغير ذلك من الأمور التي لايراها إلا القليل من الذين أنار الله بصائرهم بالهدي البوشي.
    الأوضاع في العراق خصوصاً وفشل الحرب على الإرهاب عموماً هما السبب الرئيس في خسارة مرشحي الحزب الجمهوري المتوقعة بعد أسبوعين من الآن. وبالتالي فالديموقراطيون مدينون للرئيس بوش الذي حقق لهم مالم يحققه زعيم ديموقراطي من قبل. فمنذ انطلاق "الحرب على الإرهاب" أصر الرئيس بوش على أن هذه الحرب هي حربه التي ستضع مكانه في التاريخ إن منتصراً أو منهزماً، مخالفاً بذلك المثل الأمريكي الآخر الذي يقول "إياك أن تضع بيضك كله في سلة واحدة". فالرئيس بوش وإدارته قد وضعوا جهدهم كله في حربهم ضد "الإرهاب"، وربطوا مصيرهم ومصير حزبهم بهذه الحرب التي لم يحدد لونها ولا طعمها ولا رائحتها حتى الآن.
    الحرب في العراق تسير من سيئ إلى أسوء بالنسبة للأمريكيين، وقبل أيام قلائل حققت القاعدة نبوءة أبي مصعب الزرقاوي الذي توقع في آخر تسجيل مصور له قبل وفاته بأشهر إعلان "إمارة إسلامية في العراق" خلال ثلاثة أشهر. ومع المسيرات المؤيدة التي تمت في الأنبار بعد الإعلان عن تأسيس "الدولة الإسلامية في العراق" تبدو الإدارة الأمريكية اليوم في وضع حرج للغاية. فالوضع في الأنبار كما يقول المحللون الأمريكيون هو "خارج عن السيطرة"، وأما عن بقية العراق فإنه على الأثر، الأمر الذي جعل الرئيس الأمريكي بوش يعترف بوجود مقارنة بين العراق وفيتنام.
    بيد أن الأمر في العراق مختلف جداً عنه في فيتنام، فالأزمة الأمريكية في فيتنام انتهت بقرار انسحاب القوات الأمريكية وقبول الهزيمة رغم مافيه من مرارة، وأما في العراق فإن الانسحاب الأمريكي من العراق يعني كما يقول بوش "وصول الإرهابيين إلى واشنطن ولندن وباريس وبقية عواصم أوربا".
    والسؤال المطروح اليوم أمام الإدارة الحالية هو كيف يكون الخلاص من العراق؟ فإدارة الرئيس بوش ترى أنها متورطة في الحالين. إذ إن بقاءها يعني مزيداً من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية وهو الأمر الذي لا تستطيع واشنطن أن تستمر عليه كثيراً، وإن حزمت حقائبها ورحلت، فنجاح "الإرهابيين" في العراق يشكل خطراً داهماً على المنطقة برمتها بما في ذلك مصدر الطاقة الحيوي الأول، كما أنه في حالة ترك الساحة العراقية "للإرهابيين"، فإن احتمال وصول خطر "الإرهاب" إلى الولايات المتحدة قد يكون أسرع مما يتوقع. وفي كلتا الحالتين فإن الحزب الجمهوري ليس لديه من الوقت ما يصلح به قواعد اللعبة الانتخابية في داخل البيت الأمريكي للفوز بالانتخابات التشريعية.
    على إنه إذا ما استطاع الحزب الديموقراطي أن يحقق أغلبية في مجلسي الكونغرس في الانتخابات التشريعية بعد أسبوعين -كما يتوقع له- فإن ذلك لن يكون نهاية المطاف، ولكن هذا الفوز سوف يكون داعماً له ليصب جهوده في إحراز نجاح نحو المكان الأكثر أهمية في واشنطن ليتسلم مفاتيح البيت الأبيض بعد عامين من الآن، ومن يدري فقد يكون للحزب الديموقراطي شرف فوز زوجة رئيس سابق للولايات المتحدة لتكون أول سيدة للبيت الأبيض عام 2008.
    فالديموقراطيون اليوم قد وضعوا خططهم للوصول إلى البيت الأبيض، ويبدو أنهم عازمون على إثارة زوابع ضد الرئيس صاحب حزب الأقلية في الكونغرس، قد يكون منها تقديم مذكرات تطالب بإدانة الرئيس بوش ذاته بسبب ماقام به من مخالفات قانونية دستورية أثناء فترة رئاسته. وإذا ما تمكنوا من تقديم ذلك الطلب رسمياً، فإن ردة فعل الحزب الجمهوري قد تكون غير تقليدية. فالجمهوريون لن يقبلوا بخسارتين في نهايتي شارع بنسلفينيا بواشنطن في وقت واحد. ومن غير المستبعد أن يتكرر سيناريو الرئيس جون كندي في تدبير خطة لتهيئة نائب الرئيس تشيني لتولي القيادة قبل انتخابات الرئاسة القادمة بفترة كافية.
    الخلاصة أن الحزب الجمهوري اليوم في ورطة داخلية بسبب ورطة خارجية قادته إليها سياسته الرعناء، فبعد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001، وقفت الغالبية العظمى من دول العالم بما في ذلك الدول الإسلامية كلها مع الولايات المتحدة في مأساتها، ولكن حيث أساءت إدارة بوش استغلال هذا الحدث، وأصرت على استعداء دول لم تكن متورطة أصلاً في مايسمى بالإرهاب، كالعراق وسوريا وإيران وفلسطين، بات واضحاً عمق المأساة التي وصل إليها البيت الأبيض، رغم كل ما أنفق من مئات المليارات من الدولارات لكسب الحرب ضد "الإرهاب". ولو أن إدارة بوش كان عندها من الحكمة مالو أنفقت المبالغ التي صرفت في الحرب على العراق وأفغانستان -والتي قاربت حتى الآن ثلاثمائة مليار دولار- في عمارة تلك البلدان، لربما وفرت إدارة بوش على نفسها عناء حماية أمنها.
    اليوم وبعد أكثر من ثلاثة أعوام من حرب إدارة بوش على العراق، يشرف الديمواقراطيون على العودة إلى أعتاب الكونغرس الأمريكي بعد غياب طويل. فقد بات من الواضح اليوم أن الحصان الذي يحمل الأمة الأمريكية قد بدا عليه الإعياء والتعب، وقد يسقط قبل أن يصل إلى ساحل الأمان. ولذلك، فإن الشعب الأمريكي يرى ضرورة تغيير فرسه وإن كان في منتصف النهر. ولكن، ربما كان من نتيجة تغيير الفرس في هذا الوقت أن يغرق هو ومن عليه!

  2. #2
    الصورة الرمزية د. توفيق حلمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2006
    المشاركات : 348
    المواضيع : 19
    الردود : 348
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    أعلنت اليوم نتائج الانتخابات الأمريكية التشريعية للكونجرس والتي أسفرت عن هزيمة الجمهوريين وسيطرة الديمقراطيون على المجلس.
    كنت أتوقع ذلك منذ وقت بعيد بع أن بدأت سياسة بوش أن تتضح تماما والتي خرجت عن مفهوم السياسة الأمريكية الثابتة في مختلف عصورها.
    الرئيس الأمريكي بوش سخر الدولة الأمريكية وراء مبادئه النابعة من الفكر المسيحي المتطرف ونفذ السياسة التي تخدم هذا المبدأ. وكانت هذه سابقة في التاريخ الأمريكي أن تسعى الدولة لخدمة مبدأ ديني! لم تكن السياسات الأمريكية سابقاً إلا محيدة لكل المبادئ دينية أو غيرها ، كان مبدأها الوحيد هو القوة والسيطرة كيفما كان لذلك سبيلاً وبكافة الطرق وبعقلية راعي البقر. لم تكن لإداراتها المختلفة مبدأ أخلاقي أو ديني أو غيره وكان صالح الدولة هو الذي يحدو القرار السياسي لا يلتفت لغير ذلك ، وإن أعلن مبدأ يوماً فلا يكون هذا المبدأ إلا ستاراً وقناعاً يظهر به أمام العالم ليبرر بربرية القرار السياسي.خرج بوش على ه1ه القاعدة الأصيلة وورط الشعب الأمريكي في خدمة التطرف المسيحي ومحاربة الإسلام حرباً ضروساً لا تهدا. أدرك الشعب الأمريكي الذي لا يدين بمبدأ اللهم إلا الوسائل التي تجعله يعيش رغد العيش ، أدرك الورطة التي ورطه فيها اليمين المسيحي فتراجع عن تأييده واستبدله بالديمقراطيين والذين له عليهم مآخذ كثيرة.
    لم تورط أمريكا نفسها إلا حين اتبعت مبدأ !!

  3. #3
    الصورة الرمزية عبدالملك الخديدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : السعودية
    المشاركات : 3,954
    المواضيع : 158
    الردود : 3954
    المعدل اليومي : 0.60

    افتراضي

    الأستاذ القدير الدكتور محمود آل الشيخ
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نتمنى أن يكونوا في ورطة حقيقية ومستمرة بإذن الله .
    بارك الله فيك على هذا الطرح المفيد .. والمهم للغاية.
    تقبل التحية والتقدير.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    الأخ الدكتور الفاضل محمود محمد آل الشيخ
    سلام من اله ورحمة من لدنه وبركات
    الأخ الفاضل لاشك بان ما يجري على ساحة الحاضر من تقطيع أوردة الحقيقة بحراب الظلم يدمي مآقي سفرة بايديهم يراع الحق كراما، ينقلون بيقين مطلق كل ما يجري ، ومما لاشك فيه أننا بتنا نراقب ما يجري على أطراف الليل من زور بصيرة وتلفيق مشاعل تتقد خيالا أملا ببصيص يخرج من ظلماء موغلة بالعمى وحلوك القهر مكحلا بأملاح الضر مآقينا ، ومع هذا وذاك نتمسك بتلابيب التمني ، وهل يتمنى إلا عاجز ؟
    بدانا نراهن على قوة غيرنا لإضعاف عدونا ، ونحن غافلون بصراع على بطاقة هوية بلا ارقام ، وننسج الآمال عراضا لتستر ضعفنا ، ولكن سوءاتنا مكشوفة ، ولا يقيها خصف أوراق المحال .
    كنا ، ولكن ، أمران متضادان ، لا يفيد الأول إلا منع الثاني .
    فاين القدرة على تحمل أمانة الأمة ؟؟
    لست أدري إلا أن الفيروس لا يفتك بالجسم قوة منه ، ولكن من ضعف الجسم .
    شكرا أيها الأخ الفاضل
    سلم الفكر ورفع الله مقامك
    وأكرمك
    أخوك محمد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    لم يدخل الخبير الأمريكي الحرب وهو يظن الارض ستفرش ورودا حمراء
    اجد غالب ربعنا كمحللين يتبنون نظرة كهذه ان العراق فيتنام اخرى مع تبين انهم يغردون خارج الفهم الحقيقي للسياسة والاستنتاجات اظنكم تهولون النتائج اكثر من المعتاد
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

المواضيع المتشابهه

  1. الحرب الأمريكية على العراق .. تدمير حضارة حديثة / جيمس بتراس
    بواسطة عادل العاني في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-08-2010, 10:54 PM
  2. ( المواجهة بين طهران وواشنطن إلى أين .. ).. نبيل مصيلحي
    بواسطة نبيل مصيلحى في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 29-07-2010, 10:35 PM
  3. أهم القواعد الأمريكية فى الخليج لضرب العراق(صور و أرقام ومواقع)
    بواسطة محمد دغيدى في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 23-01-2006, 12:40 PM
  4. كتاتيب الأحتلال ونموذج الديمقراطية الأمريكية المزعومة في العراق والعالم العربي
    بواسطة صبـاح الـبـغدادي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-12-2004, 06:28 AM
  5. أخيرا أفرجت الإدارة الأمريكية عن الأدلة التي تثبت تورط أسامة بن لادن
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-07-2003, 03:57 AM