رأتـني في إحدى الحدائـق .. كنت جالسا ً على كرسيّ بجانب شجرة الصفصاف .. وقد أمسكت بالقلم أتأمـّـل في الطبـيعة عـلــّـها أن توحي لي بشيء أكتبه .. بجانبي بعـض أوراقي المتـناثرة .. وقد ملأتـْها كلماتُ خواطري وبعـض قصائدي الموزونة والمكسـرّة أحيانا ً.. اقـتـربتْ في فضول واضعة ً يديها خلف ظهرها وقالت : ماذا تكتب ياسيّـدي ؟؟ .. رفعـتُ نظري إليها بابتسامة تـكاد لاتـتــضـح معالمها وقـلت : بعض الكلمات .. أسترقها من خلوتي ..
قالت : هـل لي بمطالعة بعـضها ؟؟
اتـضحت معالم ابتـسامتي وأنا أمدّ لها بعضا ً من أوراقي ..
قرأتْ بعض الصفحات فيما كنـت ممسكا ً بالقـلم أحاول جمع شتات أفكاري لأخرج بخاطرة أو قصيدة ..
طال تأمـّـلي حتى أحسست بأني خرجت عن أرض الواقع إلى أرض الحروف ..
لم أنـتــبه إلا وهي تمدّ لي أوراقي وقد بدت عليها أمارات التعـجب .. رأيتُ بعـيـنـيها كلاما ً لم تطـل المدة حتى نطق به لسانها حين قالت : غـريبٌ أنت ياسيــّـدي .. فلم ألاحظ للمرأة وجودا ً كثيرا ً في كتاباتك !!
ابتسمتُ لا إراديا ً ثم همست لها : وهل كانـت كتاباتي إلا امرأة ..
لملمتُ أوراقي .. واستأذنـتـُها وانصرفـْـت بعـد أن تركت لها إحدى أوراقي التي كان مكتوبا ً بها بخطّ فارسيّ : حروفي امرأة .. فإن لم تــُـعجـَـب بها فـسيــُـعــجــَـبُ بها غيرك ..
مـتــذوّق