الدكتور/ سمير العمري
السلام على رجل احترمته ورحمة الله وبركاته
وصلني ما يبدي ضيق البعض في مجتمعكم هنا بنقدي لنصوصهم سواء كانت استحساناً أو استهجاناً وكذلك بأسلوبي في ذلك والذي لا يسمح لي الوقت بسواه وهو ما قل ودل ليفهم منه من يريد الفهم وليستفد منه من عنده طاقة لأن يستفيد.
ولما رأيت أن ثقافة عدم قبول النقد المحايد مازالت تعيش وتعيث وتعيب في المجتمع العربي وهي من موروثات جبابرة الأرض الذين حكموا هذه البلاد بالحديد والنار والاغتصاب والإذلال - فذلك فعلهم وتلك خصالهم - لما رأيت ذلك وتيقنت به بما يجعل التصحيح أبعد من جهد فردي تصورته وإنما يحتاج لجهد أجيال ومؤسسات وزمن طويل، وجدت أنه يجب عليّ أن أتقاعد وأشكو لربي ضعف حيلتي وهواني على الناس حتى يفعل ربي أمراً كان مفعولا.
وقبل أن أغادر كل ما هو خارج أسوار بيتي وأعتزل العامة مكتفياً بالخاصة ما بقي لي من حياة فإني أترك بين يديك أمراً لعله يهمك كما يهمني ولعلك ترى فيه شأناً.
أرسل لي أحد الأعضاء هنا بعنوان لموقع رأى أن أمره يهمني. وقد رأيت في ذلك الموقع ما ساءني وما أدهشني. وجدت حديثنا هنا الذي سبق وأن تحاورنا فيه بشأن الشعر الحداثي والشعر العربي الفصيح، وجدت الحديث بأكمله منشور هناك يمجد في أحد الذين اشتركوا في الحوار وينسب له الفضل في إقناعي بترك مدرستي والعودة لعرين الفصيح. وليت الأمر اكتفي بذلك ولكنه انحط إلى لغة الصغار من نوع (بص شوف فلان بيعمل إيه) وهي لغة الانحطاط التي كانت ضمن أسباب كثر لانحطاط المجتمعات العربية كلها عندما فرض الغوغاء والعامة فكرهم ولغتهم عليها. والأعجب من ذلك هو الحفل الكبير الذي تم عقده للفارس الكبير المنتصر والذي أقنع نفسه أن له هذا القدر الكبير فراح يظهر ذلك يتلقى التهاني في علياء كاذبة وامرأة تهلل له بأسلوب النائحات ذكرتني بنصوص المأساة المبهجة وسندريللا.
والحق هنا يملي على أن يعرف هؤلاء حقيقة الأمر فكل ما ساقه هذا الشاب هنا في الحوار كان مردوداً عليه كله وكان أقرب للسطحية والثقافة العامة منه إلى التخصص ، ولكنني شجعته على الاستمرار كما أشجع دائماً كل من أرى فيه بذرة ثقافة في عالم أغرق في الجهل. ولم أرد على مداخلته الأخيرة في الموضوع حتى لا أحبطه وأكملت حديثي معك أيها الرجل الكبير سمير العمري والذي استغرق منا ساعات وساعات طوال على مدي أيام ذهبنا فيها إلى أعماق التخصص وإلى عوالم أصول الحرف نستقي منها سويا الحقيقة لا يهمنا منها انتصار لأي منا ، تلك الأحاديث التى أتيقن أن الشاب الغض لا يعرف منها شيئاً ولا من علومها قيد أنمله ، وخلصنا إلى ما كتبته في بياني من العودة للفصيح وذكرت دور الشاب مشجعاً له مع أنه لم يكن له فضل ولا ناقة ولا بعير في النتيجة النهائية.
أذكر هذا لإعادة الفضل لأهله ولكي أعتب على الصديق الدكتور سمير الذي احترمته عتابا يفهمه مثله. كيف سمحت ياأخي وأعطيت الرخصة لنشر فحوى ما كتبته هنا في مكان آخر دون استئذان مني بما يفرضه الود بين الأصدقاء وليس قانون المنصة بين الناس.
أرسلت لك رابط الموقع المذكور بمكتوب خاص فأرجو الاطلاع عليه.
ولا يفوتني قبل أن أغادر نهائياً أن أؤكد لك أنك ستظل بين أولئك الخاصة الذين اجتبيتهم من عوالم متفرقة في هذه الأرض التي نعيش عليها وإن كانت بنفسي غصة مما سمحت به.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.