إنَّ التُّمورَ تعاني ما للقصيدة .. ما أبكى قوافيها فما جَفوْتُ ولا " لمياءُ " جافيةٌ وإن غرقتُ فإنِّي في مرافيها يا من تظنُّ بأني قلتُ أحجيةً إنَّ التُّمورَ تعاني والنَّوى فيها !
أرماق .. وأوراق إنْ كان دمعي نزَّ من أوراقي نوحُ الحمائمِ في الفراتِ ودجلةٍ أرجعنَه الزَّفرَاتُ من أرماقي ويحي فلا افترَّت شفاهي إن أَتى ليلٌ, ولا ابتسمتْ لدَى إشراقِ فكأنني في الخلق صنوا للأسى أو أنني وطنٌ بإسمِ عراقِ !
أبـــواق .. ولقــالق وعجــبتُ من طبــلٍ يُقعـقِــعُ عالـــيًا فسألــتُ عـنْ ذاكـمْ , وتلكَ .. فقيـلَ لــي: خَـــوَتِ السنابلُ , والمقعقـعُ أجـوفُ !
حكمـــة اليــوم إن صارَ حجَّـامُ البلادِ فقيهَا والنَّاسُ تستمري الحياةَ بذلةٍ والمنكَرَاتُ سَخِرنَ من ناهيها ورأيتَ شرعَ الله غُـيِّبَ نهجُهُ وهوى الرَّعـيَّـةَ من هوىَ راعِـيهَا فاعلمْ بأنَّ الله منزلُ نِقمَةً لنْ تُبقِ عاليها ولا واطيها! فاخلعْ نعالكَ.. وابْصُقنَّ عليهُم وارحلْ ! بلا أسَفٍ علىَ من فيها !
عتــابُ قلب إلامَ قلبُكَ يا حمْدانُ ينخَدِعُ أمَا تَمَلٌّ ! تُرَدُّ الكفُّ خاويةٌ وحبلُ ودَّك موصُولٌ لمنْ قطعُوا ! بِكلِّ يومٍ لنا في الهــمٍّ بارقةٌ تزعزعُ الرُّوحَ , والأحشاءُ تُنتزَعُ فكم بقلبكَ من سهمٍ قُرِعْتَ بهِ وكم ظننتَ على ودٍّ بكَ اقترعُوا ! كفى ... كأنَّك للآلامِ توأمُهَا أوْ انَّ جوفَكَ للأتراحِ مُنتَجَعُ ! ليحفطَ اللهُ أصحابًـا جُعلتُ لهمْ درْأ المنيَّةِ إن اعطُوا وإن منَعُوا وكنتُ أعتِبُ .. لولا خِفْتُ عاذِلنَا لمنْ أجلُّهمُ ... في عِرضِهِمْ يَقَعُ فإن كتمتُ ... فإنَّ القلبَ منزلُهُم وإن جزِعتُ .. ففي قلبي همُ بِضَعُ وحسبُ عيني أنْ قَرَّتْ بِهْم زمنًا فكيفَ أقلعُ عيني .. إنْ بِها وجَعُ !
حــالي والحبيب وتساءَلتْ : صِفْ لِيْ حَبِيْبَكَ فِي الْهَوَىَ ؟ إِنْ يَدْنُوَنَّ ... فَقَدْ رَجَوْتُ وِصَالَهُ أَوْ يَبْعُدَنَّ ... جَهَدْتُ فِي اسْتِسْقَائِهِ !
غصَّات المحبِّين مالي أَغُـصُّ .إذا شَربتُ.. وأَشـرقُ والنَّومُ من جفنيَّ شــدَّ رِحالَهُ وتغرِّبُ الأفكــــارُ بي وتشــــرِّقُ أشعلتُ ناريَ في الدَّياجِــرَ علَّها جادَتْ بسارٍ أو أنيسٍ يطرقُ فلأمكثنَّ على الدُّروبِ مسائلا وليشـــهدنُّ يبابُهـــا والمُورِقُ أنِّي على عهدي ولستُ مبدلا ما دامتِ الخضرا ودامَ الأزرقُ ولَـكم عُذِلتُ فقلتُ عنْ منْ لامنَا لو جَـدَّه وجْـدُ الغرامِ سيُشفقُ يا صَاحِـبِيْ ما العِشقُ إلا كاللظَى ذا نَافـخُ فيـها .. وذا يَتحَــرَّقُ !
كــش ملك! ملكٌ , وقصْرٌ والرعيَّةُ تغرقُ ما همَّنا إنْ ظَـلَّ فوقَ رؤوسنا نَغلٌ ففي الشَّطرنجِ يفدي البيدَقُ !
يا شـعرُ! كيفَ السبيل إلى لقاك حبيبتي لله كمْ أخفي , وكم كتبَ الجوى في مقلتي من الــدموع كتابـــا يا ليلُ ما بكَ قد ملأتَ كنانتي منْ بعـد قُـرَّةِ أعينٍ أوصابا ما بالُ طير الأمس جافى أيكه وأرىَ على تلك الغصونِ غُـرابا ! مازلت أستجدي القريض كأنني ظمىءٌ وأرجو مزنة وسحابا فلكم فضضتُ من القريض بكارةً ولكم خلعتُ عن القريض نقابا ولكمْ جلبتُ من البِحارِ نفائسا ولكم طرقتُ مهامهًـــا وشعابا ! يا شعرُ ما بكَ قد كبوتَ بهمتي قمْ نسرجِنَّ إلى القريضِ ركابا !
لا أدري !؟ مرَرَتُ بِألفِ عـرَّافٍ وجاوزتُ امتدادَ الصَّب(م) ـرِ أشكو الحــرَّ للقــــرِّ وكم ساءلتُ من نجمٍ وطيرَ البــحرِ والبـــرِّ هَــمَا صَوتي علىَ دربي وقالَ صداهُ : لا أدْرِي !
وودَّعـَــنِي وودَّعـَــنِي , وبالكفـَّـــينِ حيـَّــا سألــتُ الــدَّربَ , والأطيــــارَ عنـْــــهُ وما استبقــْـيتُ في الأحيــَــاءِ حيـَّــا فمــــلَّ الـــدَّربُ , والأشــواقُ قامـت تحـــثُّ على الهَـــوى بالقول : حيـَّــا وقابلنِــي ودمــعُ العين يهـــمي على الخـــديَّـنِ مني , والمحـَّــيا فقلتُ فُــديتَ , لا تُـشْمتْ عـــذولا بإلفِكَ . وادّخــرْ مـــاء المحــَّـيا !
أنا وإبني ! أورثتُ إبني ما ورثتُ وما معي فوجدتُ همَِّي قد أُضيفَ لهمِّهِ وكذا سيُنقلُ لإبنه من بعده !
الأرعـــــن يعومُ على شبيرٍ من مياهٍ فمن لا يتَّعظ من أمرِ أمـــسٍ فهل يُجــــدي به قولٌ لناهِ !؟
حَـــــوَّاء أنا إبن آدم والهوى يغريني قد كنت يا حواء ضلعا لينا في صدر آدم ساعة التكوين ألقي برأسك فوق صدري علني أُطفي بذاك الضلع نار حنيني !
وافق شــن طبقه ! وتقابلا يوما غرابُ وبومةٌ فتطيَّرتْ لما رأته بدربِها وكلاهُما خوفا أشاحَ بوجههِ سبحانَ من خلق المياهَ بعذبها وأُجَاجِها وفقا لسابقِ علمه !
الفقيرُ والبخيـل ذهب الفقيرُ إلى البخيلِ مؤملا فبكى عليه وعادَ يسألُ ربَّــه أن يُعطِ من منعَ العطاءِ رشادا يا بئسَ مرآةُ تداري فضةً خلفَ الزُّجاجِ .. وأورثتْ أحقادا !
كيف السبيل لو كنت أشكو غصة من زادِ لكنَّها الأنَّاتُ ما بين الحشا كيف السَّبيل لغصة بفؤادي ! والله لو أشكو لعاذل بعض ما عانيته ... لغدا من العُـوَّادِ يا بلسم القلب العليل ألم يكن بالأمس وصلك لي كغيث الصادِ؟ فالحب يحيا بالوصالِ حبيبتي والهجرُ وأدُ شهادةِ الميلاد
جميل كل ما فيه غـزالٌ قَـدُّه حاكى إذا ما الثغرُ قد بسما ترى صفين من ماسِ إذا ما الجفن قد ألقى تخال كماة أقواسِ تصيب القلب في صدري فتحرِقُ فيه أنفاسي جميل كل ما فيه إذا ما قيس بالناس أكذب فيه ما قالوا ويصدق فيه إحساسي فإن قالوا: الحبيب قسى أجبت : بلا .. أنا القاسي !! وإن قالوا: الحبيب جفى أجبت: لعله ناسٍ !! وإن قالوا :الحبيب بكي أجبت أقيه من باس !! فيا عشاق أشهدكم حبيبي سر إيناسي فإن يقضى لنا الأجل ساعشقه بأرماسي !!
لونُ أكفـاني! أسائلُ عنك أطيارا وأرقب منك أخبارا لسطر خط من دمع أما قد كنت للإبصار بهجته , وللسمع! فذاب الشمع في ليلي وعاد الطير لي ينعي سألتك باسم ما كانا أتسلمني إلى الياس ! وتنسى أمس لقيانا أمثلك في الهوى ناسي ؟ ترفق بالذي أضحى غريب الدار , والناس ! أخط بعبرة ذكرى فتبكي فوق قرطاسي حروف ملؤها كمد وصار الوجد إ يناسي ــــــــ فقالت لـــــي ـــــــ لماذا الحرف مسودا فلست أراه من مهج وليس دماء شريان ! كذا القرطاسُ مبيض ويبدو مثل مرجان فقلت لها أقاتلتي أيسأل مثلنا الجاني! دمي قد صار مسودا حدادا بعد هجران وقرطاسي إذا إبيضَّ فذلك لونُ أكفان !!!!
كـوىَ البيْـنُ يا ليـلى كـوىَ البيْـنُ يا ليـلى فُـؤاديَ فارفقي أمَـا كنتِ لـي قبلَ التَّـنائي نديمةً وهـلْ مـرَّ يومٌ لَمْ نكـنْ فيـه نلتـقي ؟ فـوا حـرَّ قلبي هل تنادتْ همومُنا وقالتْ لطـيرِ البيِّـن بالجنـحُ صفِّـقِ ! فقلبي كبيداءٍ توالتْ عجافُـها غزا الجدبُ فيـها كـلَّ غـضٍّ ومُـورقِ إذا جـنَّ ليــلٌ أسرجَ السُّـهدُ خيلهُ وإنْ لاحَ فــجرٌ رفَّ بالهَـمِّ بيرقـي خليلي قومَـا بلِّغَاهـا رسـالةً فلـم يبـقَ إلا حشرجـاتٌ بأرمـقِ! ألا واذكـراني واسـألا عن عهودِنـا فما نفـعُ عهـدٍ بالوفـا لَـمْ يُـوثَّقِ ! فما عُـدتُ أخشى قـولَ واشٍ وعاذلٍ فكـمْ نابَ دمعـي عـن كلامي ومنطقي ! وإنِّي أرَانـي قــد تدانتْ منيَّتي ألا فانقِذانـي مِنْ هــلاكٍ مُحقَّـقِ !
مع تحياتي
جمال حمدان