ذات مساء.......
انشقّت الرّيح
عن ذاكرة الزّمن الغائب
فانسلّت العيون الخائفة
خيط دهشة.......
والدّموع المخبوءة
رحلت عن معاقلها
تتثاءب الموؤودة من كفنها
تسأل الرّيح
من أيّ ذنب ...؟
من أيّ أمشاج.......؟
من أيّ أصقاع تدفّقت......؟
وتكنس الرّيح المدى
تحمل السّؤال وجعا
ولا صدى........
غير خطى تتشقّق
تحتها الصّيِْحة.......
ويبكي الحصى.....
ماذا أرى ؟......
عشبا يجتثّه ريح صرصر
ومدى موِْبُوء فيه أشباح
عارية الأكتاف تلوّح
قتام الأقدام من أوصالها
أرى الحاقة تهيّئ جنائزها
ونسوة المراثي قد خلعت ترائبها
أرى النبوءة تفرّ من قلب الأطفال
ولمّا الدّموع المخبوءة رجعت
إلى مغالقها أمسكت الموؤودة عن الكلام
فردّت الرّيح.......
هم يتكاثرون عوسجا فوق عشبنا
هم يجيئون من جوف الحميم بحرا
هم يأتون زمر طاعون
يزرعون في أعضائنا شجر الزّقوم
ويقولون هذا مجاج نحل
هم يبنون خياما للخراب في المدى
بحجم الهزائم.......
يزرعون الأنعاش ويقولون
هذا عشب المعجزات
ارجعي إلى ترابك
راضية مرضيّة
هذا الزّمن من إفك من محن
يتقاسمه الوجع والأباطيل
يقتل القمر......
ويقول هذا تاريخ الفتوحات..