ما بين الحزنين

صحراء يــا كل الدروب رايتُك ...ورايتُ عيناك التى صارت كشمس.. الهبت برمال صحراء المدىقدماى التى... ما كلّت الخطوات نحوك ..رغم انك مستحيل ... والزاد فى صحراؤك الغنّاء شعراً لعينيك... غنّته جاريات الجانُ المتعبات من الرحيل بلا وصول .. والماء دمعاً من قِراب حُشاشتى ..أسقيتُهُ كل الرمال على دروبٍ الصبر التى....من يومها تأبى العويل.. كم هنّ قاحلاتُُ بدونك هذه الجنات ......ماء ومٍلح كل أرجائى بدونك..فى عينىّ .. ماء بملح ....فى بحورى الصاخبات...ملحُُ بماء.. وفى كبدى..وفى مدادٍ اقلامى التى.. تيبست عليها ايادى ترتحل ..فى صحراء أوراقها البيضاء دائما..الا من شجونٍ خلّفتها آهات صمت مزعجة.... تصم آذانُ الليالى الخائفه وعندما تركت بحرك وارتحلت بلا جواد ...دون زاد ..أو طريق.....وهبطت وديان الردى ..مسبلُ الاجفان فى بيداء يانعة ..صفراء بلون شمسك تقتدى..... والنوق من حولى تعشّقت الرحيل ..خطواتها على مرآة رملك ....خطت ألف حرف للطريق .... لكنّنى رغم الحنين تركتها ...مشيا على قدمى.. وأرجو أن أصل.. لبلادك الحمراءُ عبر ألفَ تيه ..تيه بلون الرمل يذرف من عيونى...تيه بطعم الماء يهطل من سمائى ..تيه بحرف أسمك ينزف من جبينى وأنام فى طرقات شمسك والفيافى الساحره..متدثرا بظلال همسك فى الحنايا..وجبال صبرىَ السوداءُ ترتشف الأنين والقوم خلفى يلهجون..ويلهثون ..وكأننى رغم الفِراق سبقتهم..لسراب قد تخبأ فى طيّات الرياح الهادره وحدى على الطرقات ابكيك بغير دمع أو جزع ...وبرغم ثرثرة الجموع بخاطرى....... وبرغم هذيان الفزع ...وبليل صحرائى التى القت بظلال شمسك فى قلب الينابيع البعيده ...سطّرت وجهك فى الجبال وفى السهول وفى ازهار نبتة الصبار التى........ كانت تقصّ علىّ اذكار الحكايا ذات النهايات السعيده...وعند وديان الجان ...وفى بيوت الحوريات التى صارت ..... تحيك عبائتى .......لاقاوم الريح الشريده .... وبعدما أحببت وحشة خاطرى.....وسكبت انهارا من العلامات فى طريق العاشقين رايتك .....ورايت مرآه السنين الضاحكه......اوبعد عشقى للحنين ...وبعد ولعى بالسفر اوبعد ان وخط المشيب بوجنتى ...ندْبا يسيل كالف روح فى ربوع الفانيه القاك بَعد البُعد ليلا والسماء المظلمه ....ارخت عبائتها على عينى ..بلطف كى لاابصرك اوبعد ان ذهب الضياء بمقلتى .....والنار ملحمتى تحارب فى ربوع الياس ..التى تدثرك وسرابُك المحموم حُلمى ..صار جسدا... اهديته من ليلتى...ونذرت ايّامىَ الثكلى... وحبك ..والسنين ...قربانا الى الماضى و للأيام الخاليه

ما أروع ما خطه يراعك اخي الرائع تامر
اسجل اعجابي هنا

سلمت وسلم كل غال لك

نسرينه

شكرا لوقوفك دائما على اول درجات السلم للاحتفاء والترحيب ..والشد على ايدى المبتدئين ...شكرا لك

رائع ما قرأت لك هنا تامر بل وأنيق.

لا أظنك إلا متواضعاً إذ تدعي أنك مبتدئ فهذا السحر يشي بغير ذلك.

نود لو أتحفتنا بالمزيد والجديد وأن نجدك بيننا هنا فلا تطيل الغياب.


تحياتي وامتناني

هذا تامر الذي كنت افتش بين طيات حرفه طويلا على قصاصات الربيع الماضي ..
راااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااائعة ايها الجميل

مـتــْــعَبٌ أنت ..فلترتاح قليلا !!

أخي الحبـيـب ( تامر ) ..

لم يسبق لمبتدئ مثلي أن رأى مقطوعة صاخبة بالصور كالتي أراها الآن ..
ولكنها تبقى تحمل سحرا ً خفيا ً بـين حناياها .. جذبني إلى آخر حرف ..

تبقى مسألة التدقيق النحويّ على النصّ مهمّة .. أتمنى أن تراعيها أكثر .. ومثلك لن يعجز عن هذا إن شاء الله ..


أتمنى أن أرى حروفك كثيرا ً ..
فحرفك ساحر ..


تحياتي لك ..

أما أنا فأقول..


أيها المحلق عاليا...
هذه الخاطرة مختلفة جدا. قوية في معانيها. صورها تحتمل الكثير من التفاسير بل تشعرنا بأننا كلنا مثل تلك الصحراء.

أنت تغوص في الرمزية بعمق. ربما لأنك تريد الاختباء وراء أسوار المعاني كما يفعل الكثير منا..

ولكنني أرى أن مثل هذه الملكة لاتترك دائما كخاطرة أو موضوع نثري. فأسلوبك يميل كثيرا لكتّاب شعر التفعيلة. وأظن أن قلمك المميز هذا سيسكن هناك في آخر المطاف. ( فهل تضير التجربة؟؟):)

دعني اتجول معك في في واحة نثرك الغنّاء:-

1- والماء دمعاً من قِراب حُشاشتى ..أسقيتُهُ كل الرمال على دروبٍ الصبر.
2-
والنوق من حولى تعشّقت الرحيل ..خطواتها على مرآة رملك ....خطت ألف حرف للطريق ....

3- وأرجو أن أصل.. لبلادك الحمراءُ عبر ألفَ تيه
..تيه بلون الرمل يذرف من عيونى...تيه بطعم الماء يهطل من سمائى ..تيه بحرف أسمك ينزف من جبينى [ رائعة ]

4- وكأننى رغم الفِراق سبقتهم..لسراب قد تخبأ فى طيّات الرياح الهادره

5- وفى بيوت الحوريات التى صارت ..... تحيك عبائتى .......لاقاوم الريح الشريده ....

6- وسرابُك المحموم حُلمى ..صار جسدا... اهديته من ليلتى...ونذرت ايّامىَ الثكلى... وحبك ..والسنين
...قربانا الى الماضى و للأيام الخاليه [ برغم ألم النهاية إلا إنها اقوى مافي الخاطرة ]


اهنئك من قلبي على هذا النسج الرائع.

ورأيي:-

الماضي..سيبقى ذكرى تلتهم حزننا أو سعادتنا حينما يطبق الليل علينا بسواده. وحينها نصاهر الوحدة فتبقى منتسبة لنا طوال السنين.

مارأيك لو صاهرت الحاضر .يحتاج الأمر منك أن تحمل ممحاة وقلم. ومن مثلك يعلم ماتعني الممحاة للماضي والقلم للحاضر.

ونتظر أن تفكر مليا في دراسة شعر التفعيلة والتطبيق عليه فهو يناسب قلم مثل قلمك وسيكون لنا فخرا أن يتخرج من واحة الفكر شاعر تفعيلة مميز مثلك.
( وأتفق مع حكيمنا المتذوق فيما نصح به وأنا أحتاج لها أيضا).


سلوى

استاذى العمرى ....تواجدك دائما يعطينا الامل فى كوننا على الطريق الصحيح للتعلم فلا تحرمنا منه .....وشكرا لمرورك الانيق دائما

الرفيق الاندلسى ...دائما ما تلمس مواطن الاوجاع ...ربما لسابق تجربه
ربما للمعرفه المؤلمه ....ربما ..؟؟

الحبيب المتذوق (الذى له نصيب كبير من الاسم )
ان مرور مثلك على تلك الخاطره لشرف حقيقى لقلمى..

بالنسبة للتدقيق النحوى فلا ضير من توجيه موضّح منكم بالاخطاء و التعديل حتى لا تتكرر ....(ولابأس برساله خاصه لو كانت كثيره جدا
..واعدكم بمحاولة المراجعه قبل الطرح وشكرا