كم صرخنا انتِ ياقدس أسيرة*** وليــاليــكِ مســافــاتٍ ضريــرة
كم تألمنا على الأقصى إذا هو*** يتهــاوى تحــت أمـواجٍ هديــرة
هل بنا من لك ياأقصى يلبّي؟!*** لا..فنحن أمّــة الأمـــس الكسيرة
أيها الأقصى فعذرا لك منّا*** إن غــدا صبــحك آهـــــاتٍ مريــــرة
في الحمى قد عاث شارون فسادا ** يذبح الأطفال في عز الظهيرة
مجرم يرضع من ثدي المخازي** ربط الفاجــر في القتــل مصيــرة
كم رمى شيخاُ وكم أبكى رضيعاُ*** كم أزاح النور عن عينٍ بصيرة
هاهو الماجن في النصر تغنىّ *** شجبــنا مهــما علا لا لن يضيــرة
أيها الأقصى تشبّعنا انكسارا*** وتراقصــنا علــى لحــن سميــرة
وفرشنا الورد (للبابا) احتفالا*** فبكى الشام على صــدر الجزيــرة
وشدا المغرب أحزان الكنانة*** لم تثر فينا على الإســلام غــيــرة
شاحبٌ وجه أمانينا فهذا !*** سيفنا الصادىءُ لم يبــرح جفيــرة
اصرخي ياقدس طوبى لصغير*** ينطح المـــوت بأحجــار صغيــرة
ذبح القنّاص في عينيه حلماُ *** فمضى الطفل لإكمــال المسيــرة
دمه ينساب طهراُ وشموخاُ*** كانسياب الطـــهر في الروح المنيرة
مجلس الأمن! وهل للأمن معنى*** ودم المولــود غد غطّــى سريــرة؟!
ذبحوا( إيمان) غدراُ وهواناُ*** شهــرها الخامـــس لم تنشــق عبيرة!
قُبّحت أحلامنا كيف كأنّا*** نطلــب العــون من الكــف الحقيـــرة!!!!
كم حلمنا في ثرى الأقصى نصلّي***وبنينا المجـــــد آمــــالاً كبيرة
كم بكينا درّةً حتى سئمنا*** دمـــــعة اليـُــتم وآها تٍ غزيـــــرة
قد ألفنا منظر النعش فأضحت***صرخـــــة المـــــوت كإعداد الفطيرة
ويحنا هل تنطق الأحجار عناّ *** إذ غضضــــنا أعينــــاً باتت قريــرة
أمّتي لن تصنع الأحجار نصراً*** هل سمعتم فارساً يفني عشـــــيرة؟!
بارك الله بأشبالٍ رموها*** لكـــــنِ الأحجـــــار في الحــــرب فقيرة
أمّتي فلتجعلي الرّدّ سلاحاً*** كســـــلاح الخصــــم بطشاً وذخيـــــرة
كبّري واحتسبي العمر جهادا *** كي تكوني برضا المولى جــــديرة
شعر/ حمدان بن سالم