العزيز اديب قبلان...
في البداية عذرا لاني تاخرت عن قرأة قصتك...مع العلم باني سبق وان قرأت لك..واشدت بقدراتك الهائلة في توظيف الكلمة.
اليوم وانا اقرأ لك هذه القصة..زاد يقيني بهذه القدرات التي تمتلكها.
القصة بصورة عامة تحمل الطابع الواقعي..حيث استطعت ان توظف الظرف الراهن بصورة جميلة لتقدم لنا قصة تحكي واقع شعب يعاني الاحتلال..من جهة..وكذلك لتقدم لنا وبصورة مميزة الحالة النفسية لاحد ابناء هذا الشعب الذي يحمل على عاتقه هموم الوطن.
مازن..صورة حية ومباشرة للمواطن العراقي الذي تفوق دائما في مجال عمله وتخصصه..حيث لطالما سمعنا بتفوق ابناء هذا الوطن في اختصاصانهم اينما وجدوا..وهو نفسه الذي يتفوق ويبرز كانسان يحمل احاسيس جياشة ومشاعر الوفاء لكل من يعرفه سواء في رحلته التفوقية ام في حياته اليومية..وهو نفسه الاب.. الذي هو مستعد لان يقدم الغالي والرخيص من اجل حرية شعبه وتحرير وطنه.
اذا فانت تقدم لنا الانسان المثالي الذي يجب ان يكون الفرد العرقي هو ما عليه الان..حتى يرسخ عقيدته وايمانه وعلمه ومهارته من اجل غد افضل لوطن محتل ويعيش تحت براثين الاحتلال.
الابن الشهيد..وصور الاهل...وصور ابناء الاخت..والابن الاخر..والاصدقاء...كل هذه الصور..مع الوصف الجميل للاماكن..اعطت للقصة بعدا انسانيا جميلا..اضيف الى ما لها من جمال في السرد..ونقل الاحداث والتسلسل الرائع لها.
والصور الانسانية لم تتوقف هنا..بل استمرت..الى وصوله الى جوزيف..ولقائه بها..بل حتى جوزيف نفسه كان مثالا للانسان المتفهم الوفي الرائع الذي لم ينسى صديقه فقدم وهو صاحب تلك المكانة السياسية المرموقة اليهخ ليبلغه بنفسه ما آل اليه مصير ابنه هشام.
انت تعطينا هنا..صورة الانسان الامريكي الذي يقتل هنا..والاخر الذي يقدم لوحة انسانية لصديقه هناك.
ولعل هذا مايمكن ان يؤخذ عليك..لان السؤال قد يطرح نفسه ..هل يمكن لعربي امريكي ان يفعل ذلك...؟
اظن بان الامريكي...سواء أكان عربيا ام لا...ولائه الاول والاخير لامريكا..لذا يصعب خلق مثل هذا النموذج في مجتمعاتنا الشرقية على الاقل.
المهم..القصة رائعة..وفيها تعمق جميل..واهنئك على هذه المقدرة الفذة.
وتمنياتي لك بدوام الابداع
محبتي لك
جوتيار