أحبتي
أيا ً منا له حق الكلام في الفكر الإسلامي وطرح مايشاء من الرؤى الفكرية والتي قد تترجم الى برنامج عمل حركي وعندما اقول أيا ً منا فأنما أعني ذاك الرجل الذي أطلع على تجارب من سبقه وأفكارهم ومن قبل قد أتم دراسته الشرعية فقرأ تفسير القرآن وفق مدارس المفسرين وأطلع على السنة الصحيحة
ليتسنى له غربلة وفقهما عزل مانراه نحن كبشر عما يريده الله تعالى ورسوله
وأخطر مهنة هي أن يضع المسلم نفسه قائد لهدف تغيير المجتمع وتولي قيادته.لأن الوصول إلى هذا الهدف محفوف بمعضلات جمة عليه أولا ً
القيام بتحليل الواقع ونقده, وبعد ذلك
ثانيا ً
رسم تصوره الجديد
ثم ثالثا ً
ممارسة النشاط الفاعل المجدي للوصول إلى هذا الهدف.
بعد أن يجتاز هذه المراحل يأتي دور ... الابتكار
وأعني بذلك أن نقدم حلول لم يقدمها احد متضمنين الادلة وطريقة العمل وبرنامج جدوى أفكارنا ...
والآن
هل وصل من قبلنا ممن تبنى العمل الإسلامي في هذا الطريق الى اهدافهم أم أنه عجز عن الوصول إلى الهدف
ولنبدأ فورا ً بعملية النقد ... لاني لااريد الاستطراد
"لماذا عجز العمل الإسلامي عن تغيير الواقع أوتولي قيادته
وللجواب أقول
العلة أننا لم ننتبه لأفكار في جماجمنا_ معوقة _ مختبئة في اللاوعي في عقولنا جميعا
نحن نفسر ما يحدث لنا من منطلقات خاطئة ، نحن نمارس دورنا فوق الارض ظانين أننا منزهين عن التقهقر والتأخر طالما نحن مؤمنين
خذ مثلا ً
مفهومنا للتوحيد
جعلناه مفهوم سماوي كوننا اليوم لانعبد الاصنام ... مقتنعين تماما بذلك
ولو اخرجت هذه المسلمة من جماجمنا
لوجدت في حقيقة الامر ان للتوحيد مضمون اجتماعي
كون الله تعالى لايريدنا ننصاع لاي سلطان سوى سلطانه
لم نكد نقبل هذا التصور بعد
وكثير من افراد مجتمعنا يخاف الناس .. الآمرين الناهين .. كخوفه من الله
لم يتبلور بعد في جماجمنا مفهوم البيعة لولي الامر ولانعرف عن مواصفات هذا الوالي الشرعية
كل مانعرفه هو احد امرين
اما الطاعة العمياء له
واما البغض الارعن لذاك الوالي فنكرر انقلاباتنا عليه ونستبدل المرض بوباء
المسلمون ياسيدي مطمئون لمسلماتهم الاعتقادية , فلا يراجعونها.
والآن
ماذا تعني كلمة الفشل ولما يتكرر عندنا ؟
ولماذا يفشل المسلمون؟
أقول
أولا ً
لان مضمون الفشل لا يعترف به احد لاختلاط المبدأ بالشخص, يخطأ الشخص فنظن ان مبدأه خطأ وينجح فنظنه صاحب مبدأ صحيح
ثانيا ً
لدينا خلط في مفهوم العذاب والفشل ومعلوم أن المحنة هي أمر طبيعي فلابد لادراك المعالي من ابر النحل, وهنا يختلط الأمر بين المحنة والخطأ, فالمحنة هي مقاساة عذاب الطريق الصحيح, والخطأ هو عذاب الطريق غير الصحيح.
ولو قارنت بين طالب اجتهد في سنته الدراسية وكابد العذاب حتى نال النجاح وبين طالب آخر كابد مشقة الذهاب والاياب الى المدرسة ودخل الامتحانات للاختبار ففشل فتأتي أمه تقسم لك بأغلظ الايمان ان ابنها مظلوم وانه سهر الليالي حتى حفيت قدميه
ولو انصفت هذه الام لبدأت بلوم ابنها لانه سلك طريقاً في العذاب غير مجدية ولو انه واظب على استحصال الهدف من عذابه لنال الفلاح شأنه شأن الفالحين
ثالثا ً
نحن لاندرك أن ثمة علاقة بين السبب عن النتيجة, بمعنى أن كل عمل قد تعقبه نتيجة
فالمعلم الذي لايقدم واجبه تجاه تلاميذه يجب ان يحاسب لا يحاسب تلاميذه فنوصم التلاميذ بالكسالى ولاننتبه لكسل المعلم, والطبيب الذي يقدم الدواء متوهما ً فيموت المريض لانحاسبه ونقول ان سبب موت المريض.. قسمة ونصيب
فمن يقوم بعمل ولا ينتظر نتيجتة يعتبر نفسه غير مسؤول عن النجاح والفشل, فإذا قام بالعمل الخاطئ وكرره فيعتبر نفسه غير محاسب, لأن يظن أن عليه القيام بالعمل, وليس الوصول إلى النجاح.
وهنا لا بد من بحث السبب والنتيجة والعلاقة بينهما, وإرادة الإنسان, وإرادة الله
بانتظاركم
يتبع