إهداء إلى روح الفقيد المرحوم الفتى محمد تحسين البهلول
------------------------------------------------------------------------------
ولدي حبيبي محمد
يا بسمة الشمس حين الشروق
يا روعة الشمس حين تنشر أطيافها الذهبية وقت الغروب
أهداك لي ربي
فكنت أروع هداياه لي
أروع فرحة غمرت كياني وقلبي
رأيتُ في عينيك الدنيا تتسع بي
ورأيتها جنة تضم أجمل ألوان الورد والزهر
وعبيرها يُغدق في صدري ويحمله دمي
وكانت وجنتيك أجمل ما رسمت عليه قبلاتي
ولدي حبيبي محمد
رأيتك تكبر وآلام في داخلك تكبر معك
كُنت تعرف أني احبك
وأعمل المستحيل لأجلك
كُنت تخشى أن أفتقدك
كُنتُ أخشى أن تغيب
ولدي حبيبي محمد
رأيت فيك طفولتي
وملامحي طول السنين
أرنو إليك فأنتشي
وأهيم مثل العاشقين
ولقد رأيتك تكبر
وتطول مثل الياسمين
كم كنتُ أحلم أن أراك
كما الشباب الواعدين
كم كنتُ أحلم أن أراك
أبًا ودودًا للبنات وللبنين
لو كنت أقدر يا وليدي
لافتديتُك بالعيون
لو كنتُ أقدر لانتشلتك يا حبيبي
من سكاكين المنون
لن تكبر الأحلام بعد الآن
أبدًا لن تكون
لن تُزهر الأفراح في قلبي
ولن تغفوا الشجون
سأظل يا ولدي أراك
مع الرفاق السائرين
سأظل أعشق طيفك
الآتي مع الليل الحزين
سيظل قلبي نابضًا
بحروف اسمك عاشقًا تلك العيون
ستظل لحنًا في فؤادي
لا أمل سماعه في كل حين
ولدي حبيبي محمد
رأيتك في فراشك عليلاً فجزعت
ثم خفت عليك الموت ففزعت
وكأنما كان يخيل لي
أن الموت والحياة
شأن من شؤون الناس
فاستشرت الطبيب في أمرك
فكتب لي الدواء
ووعدني بالشفاء
فجلست بجانبك
أتحسس نبضك
أمسح قطرات العرق عن جبينك
أصب على شفتيك قطرات ماء
ربما تكن ظمآن تحتاج لشربة ماء
أطيل إليك النظر
أناجي الله وأعلق آمالي عليه
أن يمن عليك بالشفاء
وكان القدر ينتزع من بين جنبيك الحياة
قطعة قطعة
تركتَ الدار إلى المشفى
وعُدتَ إليها وإذا بك بين يدي
جثةً باردةً لا حراك بها
فعلمت حينها أني قد ثكلتك
وأن الأمر أمر القضاء لا أمر الدواء
فهيهات أن أراك بعد اليوم
ولدي حبيبي محمد
استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه
ومضيت بك وجموع من الناس
إلى حيث مثواك الأخير في قبر
أواه يا ولدي الحبيب
قد كنتُ أعفرُ عنك الغبار
واليوم أرى التراب على سناك يُهال
أواه يا حبيبي كيف احتمال ؟
الآن نفضتُ يدي من تراب قبرك يا حبيبي
وعدت إلى منزلي كسير القلب
كما يعود القائد المنكسر من ساحة الحرب
لا أملك إلا دمعةً لا أستطيعُ إرسالها
وزفرةٌ لا أستطيع تصعيدها
ووقفتُ أتقبلُ فيك العزاء
وكنت أقرأُ في عيون الناس
حزنًا عليك أقسى من حزني