" جرب الموت محوه ذات يوم وإلى اليوم يقتل الموت فهما " البردوني
وداعا
أنا لا أحب القيود
وحر أنا كخيول البراري
مداي فسيح
أجيء وأمضي
ولكنني لن أعود
إليكَ زماني وكلَّ الوعود
تسابيحَ عمري ومحراب ذاك السجود
إليك ابتسامي وصمتَ كلامي
وغايةَ هذا الوجود
تفرس مداها تجدْها تقول :
أنا لا أحب القيود
وتعشق روحي رياح الخلود !
فمذ عانق النور قلبي
عشقت مداه
عشقت الحقيقه
وأغمضت جفني فدى للطريقه
ورويت قلبي عذابا وآه
فعاد جريئا يحب الحياة
لأجل الحياه
يتمتم دوما : أنا لا أحب القيود
وتعشق روحي دروب النجاه !
كتوما وتفصح عيناه عن شطحات النوى
صموتا تثرثر عيناه دوما بسر الهوى
صبورا بسكينه يحفر الجرح
فيه ويقدم والخوف فيه انطوى
ليعلن دوما : أنا لا أحب القيود
وتعشق روحي لأجل هواي مسيل الدما !
بها أيها القدر المتعالي
بآهي ودمدمة الجرح في أضلعي
بصمت الحقيقة حين تزمجر في أدمعي
بنور الإله يرافقني في قيامي وفي مضجعي
بسر نذرت الفؤاد له فهو أنى أكون معي
أرتل دوما : أنا لا أحب القيود
وتعشق روحي أذان الحقيقة في مسمعي !
وغايةِ عمر نسجتُ لها من عذابي وشاحا
وخبأتها في ثنايا ضلوعي وصيرت قلبي
لها في وغاي سلاحا
وأطبقت كفي على جمرة من لظى النار
كي أفتديها وتلقى الحبيب الصراحا
يسر لها في لذيذ العناق : رفيقة حزني
أنا لا أحب القيود
وتعشق روحي فيك الصباحا !
يزيدك حسنا وحزنا فأزداد شوقا وهما
على صدرك المتضوع صبرا
أموت ارتياحا
أموت ارتياحا !